ما هو رأي البابا فرانسيس بالحرب علي داعش؟ هل هي باطار «عدالة الرب»أم لا؟
    

هناك تقريبا إجماع على ضرورة وقف تنظيم داعش وأعماله الوحشية شمال العراق، ولكن السؤال كيف؟ وآخر من انضم إلى الجدل القائم هو الحبر الأعظم البابا فرنسيس. فبسؤاله ما إذا يجيز الغارات الأمريكية على "داعش" حسب البابا بعناية عباراته رافضا على حد السواء التصريح بدعمه الكامل أو انتقاده للحملة العسكرية.

وأوضح في مؤتمر صحفي على متن الطائرة التي أعادته إلى روما من كوريا الجنوبية، قائلا "فقط ما أستطيع قوله هو أن وقف المعتدي الظالم أمر مشروع. وهنا أضع سطرا تحت كلمة وقف. ليس القصف بالقنابل أو إقامة حرب. أقول وقف بكيفية ما ." وفي ما بدا إشارة إلى الولايات المتحدة، أضاف "لا يمكن لأمة واحدة أن تحدد الأساليب المثلى لوقف المعتدي الظالم مثل داعش، الجماعة التي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية. فهذه القرارات ينبغي أن تتخذ من قبل الأمم المتحدة."

ويمكن للبابا، الذي كان عائدا من زيارة استغرقت خمسة أيام إلى كوريا الجنوبية، شرح موقفه لكل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بعد أن أعلن خلال المؤتمر الصحفي أنه يرغب في زيارة فيلادلفيا العام المقبل وربما أيضا كلا من واشنطن ونيويورك بعد أن وجهت له الدعوة لإلقاء خطابين أمام كل من الأمم المتحدة والكونغرس.ومن دون شكّ، فإنّه من المرجح أن تشكّل تصريحات البابا حول العراق موضوعا بارزا للنقاش.

ففي السابع من أغسطس/آب، أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بغارات "مستهدفة" في العراق، قائلا إنّ بلاده ملزمة بحماية موظفيها ومنع أي عملية تطهير محتمل قد تستهدف الأقليات الدينية. ومنذ ذلك التاريخ، تقصف طائرات أمريكية مقاتلة وأخرى من دون طيار متطرفين من السنّة شمال العراق، مستهدفة قوافل تابعة لتنظيم داعش ومواقع لإطلاق القذائف.

واستولى تنظيم "داعش" على مواقع حيوية وأراض واسعة أجبرت مئات الآلاف على النزوح منها للنجاة. كما قتل أناسا لا يشاركونه رؤيته للدين الإسلامي، ناشرا فيديوهات لذلك على الانترنت.

وفي مؤتمره الصحفي، حرص البابا على التأكيد على أن موقفه يمتد أيضا إلى غير المسيحيين، قائلا"الشهداء، هناك الكثير من الشهداء. ولكن هناك رجال ونساء، وأقليات دينية. ليس جميعهم مسيحيين.وجميعهم متساوون أمام الربّ."

وأطلقت الغارات الأمريكية معضلة أخلاقية لدى بعض الزعماء المسيحيين، من ضمنهم البابا الذي ينبذ العنف والحروب عامة ولكنه كرّر عدة مرات دعوته المجموعة الدولية لمساعدة آلاف الإيزيديين والمسيحيين والمسلمين ومن أقليات دينية أخرى يعيشون تحت وطأة الرعب من داعش. وقال البابا الاثنين، إنه في كثير من الأحيان تولّد "الحروب العادلة" مهمة غير أخلاقية تستخدم لاحقا لتبرير حروب الغزو.

وفي أواخر سبتمبر/أيلول، دعا البابا إلى صيام يوم لدفع الولايات المتحدة ودول أخرى لعدم استخدام القوة في سوريا، معتبرا أنّ العنف لا يولد إلا العنف وأن الحروب لا تخلّف إلا الحروب وأن العنف لا يصنع السلام. لكن العمل العسكري في العراق يبدو الآن ضروريا، وفقا لسفير الفاتيكان في الأمم المتحدة سيلفانو تومازي، وفقا لالما قال الأسبوع الماضي.

محرر الموقع : 2014 - 08 - 20