سوشيال ميديا: البطالة ومشاكل الهجرة تشعل النيران في السويد
    


جانيت نمور- إذاعة هولندا العالمية- يبدو ان المطر كان اكثر فعالية من الشرطة السويدية في ضبط الشغب الحاصل هناك. إذ امضت العاصمة ستوكهولم ليلة هادئة نسبيا بعد ايام من اعمال الشغب التي طالت عدد من ضواحيها حيث غالبية السكان من المهاجرين.

فقد تفجرت اعمال الشغب هذه يوم الاحد 19 مايو في هوسبي احدى ضواحي ستوكهولم التي تسكنها غالبية من المهاجرين، وذلك إثر مقتل رجل عراقي (69 عاما). وذكرت الشرطة ان الرجل كان يحمل سكينا بيده ولم يمتثل لأوامر عناصر الشرطة مما اضطرها الى اطلاق النار عليه. الامر الذي نفاه سكان المنطقة وطالبوا بفتح تحقيق بما حدث، مع المطالبة بتقديم الشرطة الاعتذار عن فعلتها هذه، بالإضافة الى اتهامها بالتعامل بعنف مع السكان واطلاق تعابير عنصرية، الامر الذي فجر غضب الشبان.

تجدر الاشارة الى ان منطقة هوسبي معظم سكانها من المهاجرين من العراق وسوريا وتركيا ولبنان والصومال. وان قرابة 82% من السكان هم من المهاجرين من الجيل الاول والثاني.

البطالة والهجرة

"التوتر الاجتماعي يحتاج الى شرارة، وهي ليست بالضرورة القضية". علق احدهم على ما يحصل مشددا على ضرورة فهم الاسباب التي دفعت بهؤلاء الشبان للقيام بذلك.
"إنها البطالة" كما اعتبرت وسائل الاعلام التي اشارت الى ارتفاع معدل البطالة بين الشباب وخاصة ابناء المهاجرين منهم حيث وصلت عام 2011 الى 35% ومعظمهم لم يكملوا تحصيلهم العلمي.

ما يحصل يؤكد على "فشل سياسة الهجرة في البلد الذي يعتبره العالم كله نموذجا للتعايش والمساواة الاجتماعية والذي فتح ابوابه دائما للمهاجرين" كان هذا ما توصلت اليه وسائل الاعلام الدولية.

لكن صحيفة دي تراو الهولندية كان لها رأي مخالف وقالت "على عكس ما كنا نظنه إن السويديين ليسوا اجتماعيين....بقية العالم ينظر الى المجتمع السويدي على انه مثالي. لكن الصورة غير صحيحة. إذ ان التفرقة وعدم المساواة الاجتماعية هي السبب وراء إندلاع اعمال العنف بين الشرطة والمهاجرين".

كما اعتبر البعض ان الهوة الثقافية بين المهاجرين وسكان البلد تزداد بسبب تواجد معظم المهاجرين باختيارهم او رغما عنهم في ضواحي خاصة بهم. اي كل جالية تعيش مع بعضها البعض مما يمنع الاختلاط والتأقلم وتغيير العادات بسهولة. وهذا ما اشار اليه وزير الاندماج السويدي الذي اعتبر ان اعمال العنف تعود اسبابها "الى البطالة والعزلة الاجتماعية في المناطق ذات الغالبية من المهاجرين".

"الآتي اعظم"
حركت هذه الاحداث النقاش في السويد حول إندماج المهاجرين وسياسة اللجوء التي تعتمدها الدولة حيث وصلت نسبة المهاجرين الى نحو 15 % من السكان. بالاضافة الى طرح البعض لموضوع الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد والتي تدفع الى مثل هذه الاعمال الغاضبة والتي لا علاقة لها لا بالدين ولا بالهجرة على عكس ما يحاول البعض الايحاء اليه الى ان المهاجرين المسلمين هم السبب.

اعتبر عدد من السويديين على صفحة The local Sweden ان سياسة الهجرة المعتمدة منذ زمن في السويد هي السبب وراء ما يحصل "غلطة السويد هي بفتح الابواب امام كل راغب. إنتظروا إن الامور ستزداد سوءا"...."يجب على السويد ان يستيقظ من غفوته"...."على الشرطة ان تثبت وجودها وان يتم ترحيل من قام بمثل هذه الاعمال".

كما حملت بعض التغريدات العربية الآراء نفسها " شغب في مناطق المهاجرين في السويد ومهاجر يطعن جندياً في بريطانيا عدا التفجيرات كل مدة..يا أوروبا أغلقي أبوابك!"...." منذ فترة قليلة سمحت السويد للمساجد برفع الاذان فيها فكان الشكر بعد فترة صيحات "الله اكبر" ورمي الشرطة السويدية بالحجارة واعمال شغب وحرائق".

إعادة النظر بسياسة الاندماج

اعرب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من العرب في السويد عن رفضهم لما يحصل، واطلقوا الدعوات الى التعاضد مع الشرطة ومعاونتها لوقف اعمال الشغب والحرق التي طالت مئات السيارات وعدد من المباني ومنها دور حضانة ومدارس.

وحملت الصفحات العربية على الفيسبوك ومنها صفحة "ال كومبس" العربية السويدية الكثير من الآراء الشاجبة لما يحصل:" "ان ما يحدث في هوسبي هو قمة الاستهتار والاستخفاف بالقانون ...مهما تكن الاسباب توجد عدة طرق سلمية للتعبير عن الاراء"...." والله العرب وين ما بروحوا بخربوا بس الله يهديهم يهديهم.عفوآ"..."والله حرام هذا التخريب".

وعلق احد الشبان على صفحة ال كومبس بالقول " أنصح كل من يفكر بترك بلده واللجوء إلى السويد ان يفكر 10 مرات قبل هذه الخطوة بل عليه ان يبقى في بلده... من السهل أن تقول لي إذا لم تعجبك السويد إرجع إلى بلدك، لكن أنا نشات هنا، كان عمري 3 سنوات فقط عند وصولي إلى السويد، وأنا لا أعرف بلدا غيرها".

ورأى البعض ان هناك خللا ما حاصل في سياسات الاندماج في اوروبا، وما يحصل في السويد مشابه لما يحصل في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وغيرها "من الضروري إعادة النظر بسياسة الاندماج لماذا الامريكي يعتز بامريكيته وهو لم يمض الا بعض سنين في امريكا، في حين شباب ولدوا وترعرعوا في السويد لا يشعرون انهم جزء من المجتمع السويدي وثقافة الرفض والاقصاء للاجانب احد اسباب الشعور بالنقص وحق المواطنة"

محرر الموقع : 2013 - 05 - 27