العلامة السيد الكشميري يقول::خديجة بنت خويلد هي اولى المؤمنات بالنبي المصطفى محمد والمصدقات به والمصليات خلفه.
    
العلامة السيد الكشميري يقول:
خديجة بنت خويلد هي اولى المؤمنات بالنبي المصطفى محمد والمصدقات به والمصليات خلفه. والواهبة له (ص) كل ما تملكه من اموال، والتي انفقها في سبيل الدعوة الاسلامية حتى صارت هي والنبي (ص) ينامان على حصير واحد ويؤثر ذلك الحصير في اضلاعهما، وما هبط جبرئيل على النبي (ص) الا وابلغه من الله السلام عليها والبشارة بأن لها بيتا في الجنة

 

جاء حديثه هذا في اللقاء الذي عقدته رابطة اهل البيت (ع) العالمية في لندن، بمناسبة ولادة الزهراء (ع) مفتتحا الحديث بقول الرسول الاكرم محمد (ص) (كمل من الرجل كثير ولم يكمل من النساء الا اربع اسيا بنت مزاحم ومريم ابنة عمران وخديحة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد).

وقال سماحته: لقد تحدثنا في ندوات واحتفالات سابقة عن مقامات السيدة فاطمة الزهراء (ع)، ولم نتطرق الى الحديث عن ام المؤمنين خديجة بنت خويلد بن اسد القرشية، التي هي اول ازواج النبي (ص) وام كل ابنائه الستة ما عدا ابراهيم، ولم يتزوج النبي (ص) في حياتها بامرأة غيرها لمقامها ومنزلتها، وكان كلما يذكرها يترحم عليها واحيانا يبكي، حتى قالت له بعض ازواجه (ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، قد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب (ص) ، وقال : والله ما أبدلني الله خيراً منها ؛ آمنت بي حين كذبني الناس ، وواستني بمالها حين حرمني الناس ، ورزقت الولد منها ، وحرمته من غيرها) . 

لقد عاشت خديجة مع النبي فترة ما قبل البعثة، وكانت تستشعر نبوة زوجها، فكانت تعتني ببيتها وأبنائها، وتسير قوافلها التجارية، وتوفر للنبي (ص) مُؤونته في خلوته عندما كان يَعتَكف ويَتعَبد في غار حراء، وعندما أنزل الله وحيه على النبي كانت خديجة هي أول من صدقته فيما حَدّث، وبذلك بشرت عمها ورقة بن نوفل بأنه اصبح نبي الأُمّة، وبهذا كانت هي أول من آمن بالنبي من النساء، وأول من توضأت وصلّت معه، وظلت بعد ذلك صابرة مُصابرة مع الرسول في تكذيب قريش وبطشها بالمسلمين، حتى وقع حصارهم على بني هاشم وبني المطلب في شِعب أبي طالب، فالتحقت بالرسول في الشِعب، وعانت ما عاناه بنو هاشم من جوع ومرض مدة ثلاث سنين، وبعد أن فُك الحصار عن الرسول ومن معه مرضت خديجة، وما لبثت أن توفيت بعد وفاة عم النبي أبي طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل هجرة الرسول بثلاث سنين وعمرها خمس وستون سنة، وكان مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها الرسول بالحجون (مقبرة المعلى)، وقد سمى النبي (ص) ذلك العالم بعام الحزن لما المّت به المصائب بعد وفاة عمه وخديجة.

هذا وتحظى خديجة بنت خويلد بمكانة كبيرة ومنزلة عظيمة عند جميع الإسلامية، فقد روى عن رسول الله (ص) (خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وابنة مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد)، وأتى جبرائيل إلى النبي (ص) مرة فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها عزّ وجل، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نَصَب).

ولمزيد الاطلاع عن سيرة هذه المرأة العظئيمة يمكن مراجعة المصادر التاريخية سنة وشيعة حيث افاضت من فضلها ومقامها وجهادها ما تقر به عين القارئ.

فسلام الله عليك يا خديجة يوم ولدت ويوم عشت مع رسول الله (ص) ويوم توفيت ويوم تبعثين حية.

محرر الموقع : 2018 - 03 - 16