ممثل المرجعية العليا في اوربا :: يحذر الشباب من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي المشبوهة
    

 

 

ممثل المرجعية العليا في اوربا يهنئ العالم الاسلام بقرب ولادة الامام المهدي المنتظر (عج) وولادة علي بن الحسين الاكبر (ع) 
• يؤكد على العلماء والمبلغين ومسؤولي المراكز الاسلامية على الاهتمام ببناء شخصية الشباب المسلم ثقافيا وتربويا واخلاقيا من خلال المحاضرات البنائة في شهر رمضان
• يحذر الشباب من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي المشبوهة

 

جاء خطابه هذا في مركز بيت القائم في برادفود بمناسبة ولادة علي الاكبر (ع) التي صادفت في 11 شعبان وبالتزامن مع قرب ذكرى ولادة الامام المهدي المنتظر (عج) ، فركز حديثه على الاهتمام بالشباب ورفدهم بالثقافة الحقة من علوم اهل البيت (ع) المختلفة التي اثروا بها العالم خصوصا ما ورد عن الامامين الباقر والصادق (ع) فانهما استطاعا في عصريهما ان يفتحا بابيهما لطلاب المعرفة من مختلف المذاهب والاديان وتخرّج من مدرستهما عشرات العلماء كجابر بن حيان وابان بن تغلب وزرارة وسفيان الثوري وابي بصير وأبي حنيفة ومالك والازاعي وغيرهم، فجدير بشبابنا ان يطّلعوا على هذه العلوم اللدنية لينيروا بها الاخرين (فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لأتبعونا)، فأن العالم اليوم بما يملك من معلومات متقدمة تكنولوجيا وطبيا وغيرهما فانهم لن يصلوا الى عشر معشار ما عند اهل البيت (ع) من العلوم والمعارف، فهذا امام المتقين وسيد الموحدين علي امير المؤمنين (ع) يقول في زمنه (سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن طرق السماوات فإنّي أعرف بها من طرق الأرض) وبنظرة واحدة الى ما الفه السيد حسن الصدر في كتابه (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) يتضح لنا ما لأهل بيت النبوة من مقام علمي شامخ، لكن من المؤسف لم يكن لاولئك الذين عايشوا الامام (ع) الاهلية اللائقة للاستفادة من تلك العلوم، فهذا ابن عباس يقول جلست مع امير المؤمنين (ع) ليلة من الليالي من بعد صلاة العشاء حتى قبيل صلاة الفجر فكان (ع) يدلي علي باسرار سورة الفاتحة وقال له لو شئت لاوقرت لك من تفسيرها بعيرين. هذا اولا.

ثانيا: على شبابنا الاقتداء بسيرة من ولد في هذه الايام وهو علي ابن الحسين الاكبر (ع) الذي ضحى بنفسه من اجل المبدء والعقيدة وكان نعمة الولد البار لأبويه والمثل الاعلى لشباب السائرين على هدي النبوة والامامة لما يملكه من خلق رفيع وروح جهادية عالية. 

ثالثا: اهيب بشبابنا وفتياتنا ان يحذروا مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي لان فيها تأثير سلبي على دينهم وعقيدتهم وانها بئس الرفيق لهم، ولهذا استغلتها التنظيمات السياسية والتكفيرية والاجرامية والحزبية وغيرها لتبث سمومها من خلال ذلك، خصوصا وان الرقيب عليهم مفقود وهو بنفسه يراقب نفسه، فنحن في غالب الوقت لسنا معه لنرى ماذا يفتح ومع من يتحدث، ومتابعة الاولاد وزرع قلوبهم بالمحبة وابداء الاهتمام بهم ومجالستهم وعدم تركهم فريسة سهلة بايدي قناصة شبكات التواصل التي تقتنصهم من خلال الامور التالية:

1- [الأسرة] فإذا إنخدع أحد أفراد العائلة وقعت الكارثة فيهم وسرى هذا الفكر الى الآخرين ولذلك يأتي واجب رب الأُسرة ولي الأمر لمتابعة أولاده والتنسيق الكامل مع الأُم لتدارُك أي خرق من هذا النوع ولكن هذا لن يُسيطر عليه إلا إذا كان الابوان محصنين ومسلّحين بالإيمان والفكر والوعي ومطلعين إطلاعاً يجعلهم يفقهون الغث من السمين.
2- [الاصدقاء] هذه هي الطريقة الثانية لاختراق المجتمع فينسحب بعضهم ويسقط متأثراً بفكر صاحبه لان الصاحب ساحب ولانقول نمنع أولادنا من أصدقائهم ولكن لابد أن ننتبه لأولادنا من جهة ونكون أصدقاء لهم من جهة أخرى حتى نملأ الفراغ الذي ربما يحصل لبعض الشباب.
3- [المساجد] بيوت الله كلها مقدسة ومحترمة وهي أحب البقاع الى الله ولكن بعض هذه المساجد تحولت الى مراكز لتكفير الناس والدعوة لقتلهم وسلبهم حرياتهم وزراعة ثقافة الحقد والكراهية والغاء الاخر وطمس هويته وهنا ينبغي أن نحذر الاولاد وندعوهم الى الذهاب الى اماكن نثق بخطبائها وعلمائها وانها تغذيهم الاسلام الصحيح.
4- إستخدام المال كوسيلة مغرية لسحب الشباب وإيقاعهم في فخ التطرف ويكون بالطرق التالية:

- النقد المالي 
- السفرات السياحية 
-شراء هدايا وأشياء عينية كالهواتف النقالة واجهزة الكومبيوتر وغيرها.
- الترغيب بقضايا الجنس تحت مسمى (جهاد النكاح) حيث إنخرط المئات من الشباب لأجل هذه المسميات. 

اما الحلول، فيجب على العلماء والمبلغين والمعنيين بالامر القيام بما يلي: 

1- توعية اولياء الامور بخطورة هذه المنظمات التكفيرية وأماكن تواجدها.
2- تكثيف الدورات العلمية للشباب وتعميق الفهم الاسلامي الصحيح في عقولهم وعقد ندوات شهرية للاطلاع على مشاكلهم وايجاد الحلول لها.
3- إيجاد مشاريع تنموية لإشغال الشباب وإنقاذهم من البطالة والفراغ.
4- ان يركزوا في احاديثهم هذه القضايا وان ينبهوا الناس اليها بعد ان يطلعوا على الأفكار المنحرفة حتى يستطيعوا أن يعالجوها وينبهوا سامعيهم من خطرها.
5- من الضروري أن يفهم الغرب عن طريق أولادنا أن الاسلام دين رحمة وتسامح وكل مايحدث فهذا لايمثل الاسلام وإنما يمثل افكاراً سياسية منحرفة ذات أطماع شخصية وإنتقامية. 

وفي الختام نسأل الحق جلّت قدرته ان يبصّرنا واجيالنا الطريق المستقيم انه سميع مجيب.

 

 

 

محرر الموقع : 2018 - 04 - 30