جون ماكين يدعو لتشكيل قوة سنية من 100 جندي لقتال "داعش" معظمها من مصر
    

تفتيت المنطقة.. صعب تنفيذه.. رغبة أمريكية قديمة".. ثلاث رؤى مختلفة فسر من خلالها خبراء الشأن السياسي المقترح الأمريكي بتجنيد 100 ألف مقاتل سني لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، في سوريا.

كان عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ماكين، وليندسي جراهام، دعوا إلى تشكيل قوة من 100 ألف جندي أجنبي معظمهم من دول المنطقة السنية، إضافة إلى جنود أمريكيين، لقتال "داعش".
قال ماكين، إن 100 ألف مقاتل سيكون حجم القوة اللازمة لقتال داعش، وحشد هذه القوة لن يكون صعبا على مصر.

محمد جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أشار إلى أن هذا الطرح قدمته في السابق، عدة مراكز أبحاث أمريكية، وكذلك هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق في مقالة له؛ لأن القيادة الأمريكية تدرك جيدًا، أنه لا يمكن تحقيق انتصار من خلال الضربات الجوية فقط، وانطلاقا من هذا تريد تشكيل قوات سنية، لمواجهة الإرهاب.

وأوضح أن الطرح يدور حول استقدام قوات برية من الدول العربية السنية، مثل مصر، والأردن، وتركيا، بالإضافة إلى دول الخليج، مؤكدا أن احتمالات مشاركة الأطراف العربية لهذا المقترح تقترب من الصفر؛ فلا توجد دولة لديها استعداد أن تلقي بأبنائها في هذا المعترك، فالكلفة عالية جدًا.

واستبعد استجابة مصر لهذا الطرح، قائلا: "من الصعب جداً أن تشارك مصر في مهام قتالية خارج أرضها".

"تفتيت المنطقة".. هكذا فسر سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، الدعوة الأمريكية، قائلا: "أمريكا تضمر عبر التاريخ الشر للمنطقة العربية، لذا فمقترح تشكيل قوة سنية، يحقق هدفًا أمريكيًا قديم بإذكاء روح الفتنة الطائفية، لتفتيت المنطقة.

ولفت إلى أن المسمى الحقيقي للمقترح هو "جيش طائفي"، كما أن فكرة الطائفية في أي منطقة، تقف خلفها أمريكا، وهو ما لا يمكن أن تنزلق إليه مصر والدول العربية، باستثناء القليل منهم، معتبرا أن الاستجابة للمقترح خطأ كبير كون أمريكا رأس الشر في المنطقة.

وقال اللواء طلعت موسى، الخبير العسكري، إن مصر لن تدخل في أي قوة بخلاف القوة العربية المشتركة والتي يتم من خلالها القضاء على داعش، مفسرا دعوة "جون ماكين" بأن أمريكا تستخدم أساليب متعددة تقع في خريطة هدفها الاستراتيجي باستخدام داعش بتفتيت المنطقة العربية، وكل ما تفعله من أجل ذلك يقع في دائرة تحقيق أهدافها الخاصة وهى استخدام هذه القوات لكي تظهر أمام العالم وكأنها تقاتل الإرهاب، لكنها في الحقيقة تدعمه وتستخدمه كأحد أدوات السياسة الخارجية.

وأكد أن أمريكا مازالت تمارس إستراتيجية إيجاد الفرقة بين الشعوب في المنطقة، وهو السر وراء المقترح والدعوة لتشكيل قوة من السنة، للتفرقة بين السنة والشيعة وخوضهما حرب في مواجهة بعضهما البعض، وهو هدف أمريكي باستخدام الدين للتفرقة.

ونوه اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إلى أن هذه الدعوة لن يستجيب أحداً لها، مؤكدا أن مصر ليس لديها استعداد أن تقاتل لحساب غيرها، وهو موقف وواضح منذ البداية.

وأوضح أن مصر تؤيد أن يختار الشعب السوري قياداته، والمجتمع الدولي قادر على تنفيذ ذلك إذا توافرت لديه الإرادة والجدية، والجميع يعلم أن مصر لن تتورط في حروب خارجية.

محرر الموقع : 2015 - 11 - 30