ممثل المرجعية العليا في أوروبا يبارك للعالم الإسلامي بيوم تتويج الإمام الثاني عشر (عج ) بتاج الإمامة والخلافة
    

جاء حديثه هذا بمدرسة السيد الكشميري (قده) وبحضور نخبة من طلابها وجمع من المؤمنين، وذلك بمناسبة اليوم التاسع من ربيع الأول، وهو أول يوم من أيام إمامة الامام المهدي المنتظر (عج) الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملأت ظلما وجورا ((وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون)). 

وبظهوره (عج) يعم العدل الإلهي أرجاء المعمورة من مشرقها إلى مغربها، وسوف لن تبقى بقعة من بقاع الأرض إلا ونودي عليها بـ (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهو الشعار الحقيقي لدولته (عج) ((ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)) . أما متى سيتحقق ذلك فهذا أمر لا يعلمه (عج)، كما لا يمكننا توقيت ظهوره بيوم أو شهر أو سنة ، لأن هذا الأمر لا يتحقق إلا إذا جاء الأمر الإلهي إليه وتهيأت الظروف الموضوعية لذلك. 

وقال سماحته: إن فكرة المنقذ والمخلص للبشرية من الظلم والطغيان هي فكرة عامة تؤمن بها الأديان السماوية والمذاهب الإسلامية على اختلاف توجهاتها، وإنها تعتقد بضرورة قيام رجل مصلح من آل البيت (ع )، وذلك لتواتر الأحاديث فيها عن النبي (ص) والعترة الطاهرة التي تبلغ المئات في كتب الشيعة والعشرات من صحاح القوم ومسانيدهم ، ومنها على سبيل المثال : 

1- ما جاء في صحيح البخاري (ح 3193 ) أن أبا هريرة قال: قال رسول الله (ص) (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم) وفي شرح هذا الحديث أن الخليفة الذي ينزل عيسى (ع) في زمنه هو المهدي (رض).
2- وفي سنن الترمذي (ح 2230) قال رسول الله (ص) (‏لا تذهب الدنيا حتى يملك ‏ ‏العرب ‏ ‏رجل من أهل بيتي ‏ ‏يواطئ ‏ ‏إسمه إسمي).
3- وفي سنن أبي داوود (ج 4 ص 107) قال رسول الله (ص) (لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا).
4- وفي سنن ابن ماجه (٢/١٣٦٧) قال رسول الله (ص) (المهدي منا اهل البيت يصلحه الله في ليلة).
5- وفي مستدرك الحاكم (8438) قال رسول الله (ص) (تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتي فيملك سبعا، أو تسعا، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما).
6- وفي مسند أحمد (11344) عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله (ص) (بشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً. فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس).
7- وفي ينابيع المودة عن كتاب فرائد السمطين (292585) بسنده عن جابر بن عبد الله الانصاري قال قال رسول الله (ص) (من كذب بالدجال فقد كفر، ومن كذب بالمهدي فقد كفر) .
8- وجاء في الدر المنثور للسيوطي (ج ٦ ص ٥٨) قال النبي (ص) (لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل منى أو من أهل بيتي وفى لفظ لا تذهب الأيام ولليالي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا). 

ومن الجدير بالذكر أن غيبة الامام المهدي (عج) لا تعني غياب شخصه عن الأبصار كليا وعدم رؤيته ومشاهدته من الناس، بل هو (ع) يراهم ويرونه ويحضر محافلهم ومجتمعاتهم دون ان يعرفوه ويشخصوه، نظير قصة أخوة يوسف الصديق (ع) الذين كانوا يجتمعون معه ويجلسون على مائدة واحدة أياما وليالي وهم لا يعرفونه ولا يلتفتون أنه هو أخوهم يوسف، حتى عرّفهم هو بنفسه بقوله ((أنا يوسف وهذا أخي))، فالمهدي كذلك يعيش مع الناس ويراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه، وهو (ع) بصورة كهل في العقد الرابع أو الخامس من العمر. وحسب اعتقادنا: أن أعمال المؤمنين ترفع إليه (ع)، فيسره ما وافق طاعة الله، ويؤلمه ما خالفها، وهو معنى قوله تعالى ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) 

ان وظيفة المؤمنين في عصر الغيبة هو الانتظار (الايجابي) لظهوره (عج) لقوله (ص) (افضل اعمال امتي انتظار الفرج) ونعني بالانتظار انتظار ظهوره (عج) بان نهيأ انفسنا لاستقباله وان نربيها على الالتزام بأوامر المولى والابتعاد عن نواهيه، وتربيتها على الطاعة المطلقة لأوامر الامام (ع)، لانه اذا ظهر (عج) سيخوض حربا ضروسا ضد الكافرين والمنافقين وعندها يكون بحاجة الى اعوان وانصار، والا فلا معنى لدعائنا بان نكون من انصاره واعوانه. وما ورد من الروايات بأن انصاره 313 فاولئك هم رؤساء الاركان والفيالق والحكومة التي يدير بها الدنيا من مقر عاصمته الكوفة عاصمة جده امير المؤمنين (ع)، وعندها يحتاج الى من يجاهد بين يديه. 

فاذن ان يوم التاسع من ربيع الاول هو اول ايام ولاية مخلّص البشرية (ومنقذها) من الظلم والاضطهاد، والباسط للعدل والرحمة والخير على الانسانية جمعاء. 

فلهذا نبارك للمؤمنين بهذا اليوم الاغر ونساله تعالى ان يجعلنا من المنتظرين لظهوره (ع) والموطئين لدولة سلطانه عندما يظهر ليملأ الارض قسطا وعدلا ((ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)).

 

محرر الموقع : 2018 - 11 - 16