تساؤلات في وطن يحترق : هل يستمر الموت اليومي العراقي الى ما لانهاية ؟!
    

من يدفع الثمن؟.. من هم الضحايا على قائمة الذبح وما هو التوازن الذي تريد تحقيقه امريكا قبل تقسيم العراق ؟! 

هل فشلنا ام ثمة ارادة افشلتنا في ايقاف النزيف الدموي ومن يتحمل مسؤولية ما يحصل بالضبط ؟! 

اصارحكم اولا لاننا في البينة الجديدة صرنا نستحي كثيرا من نشر اخبار مسلسل الموت اليومي العراقي لسبب بسيط هو اننا بشر من لحم ودم ومشاعر وليس ادوات واجبها نقل الاخبار ونشرها بشكل مجرد.. في وطن يحترق حد التفحم وينحر شعبه في حفلات دموية مجنونة وسط تامر خفي او معلن حد السفالة والخيانة من حقنا ان نطرح السؤال تلو الاخر وفي مقدمة هذه الاسئلة واكثرها خطورة هو : هل يستمر مسلسل الموت اليومي العراقي الى ما لا نهاية..ومن يدفع الثمن بالضبط؟ هل كتب على الاغلبية ان تبقى مجرد اصفار على الشمال او احجار دومينو يحركها اللاعبون كيفما يشاؤون او يشتهون وهل يعاب على الاغلبية ان تستلم الحكم وهي واقع قائم على الارض بعد عقود طويلة من التهميش والاستلاب الذي مورس بحقهم وهل تبقى ( عقدة الحكم ) تحرك غرائز البعض الذين يرون ان ذهاب الحكم للاغلبية خطأ تاريخي لا يغتفر او عار لابد من غسله ولاجل ذلك فليحترق العراق وتصبح خارطته نجيعا من الدم المسفوح..نعم صرنا نتحرج من نشر اخبار التفجيرات الارهابية والموت اليومي لان الامر ليس حوادث متفرقة تحصل كل سنة او كل سنتين بل هي حوادث تحصد الارواح كل يوم وكل ساعة والضحايا على قائمة انتظار الموت الطويلة وهنا يبرز السؤال الخطير ايضا: ما هو التوازن الذي تريد امريكا تحقيقه قبل الشروع بمخططها الاكثر خطورة وهو تقسيم العراق الى دويلات ثلاث ( كردية ، شيعية ، سنية ) وحسب ما يريده السيد جو بايدن سيء الصيت بمشروعه الخبيث .. هل حقا ان النزيف الدموي وقائمة الموت المجاني والحرائق المشتعلة في كل مكان هي مقدمات او عربون لمشروع يلوح في الافق القريب متمثل بتقسيم العراق تلبية لرغبة امريكية واسرائيلية متأصلة منذ عقود طويلة جدا..نعم ان امريكا واسرائيل ودول خليجية ترى في وجود عراق واحد وشعب متماسك امرا غير مقبول ويجب ان يكون من الماضي الغابر .. ولتأكيد هذه الحقيقة تقول مصادر امنية رفيعة ان امريكا واسرائيل وبريطانيا وحلفاءهم اتفقوا على تزويد داعش بطائرات في شمال سوريا وان الطيارين الذين سيقودونها هم عراقيون تابعون لمخابرات صدام والان يدربون الارهابيين من مختلف الدول في شمال سوريا بهدف سقوط سوريا بالكامل على يد داعش بمساعدة امريكية من اجل التفرغ للعراق.. ونسأل: هل فشلنا في التصدي للارهاب بكل عناوينه وهل خذلتنا الخطط والاساليب والاسلحة التي تتيح لنا التفوق على الارهابيين واذا كنا قد فشلنا بالفعل فهل هو خيارنا الطوعي بهذا الفشل ام ان ثمة ارادة ضاغطة من خارج الحدود او بالتعاون مع الداخل قد ساهمت في صناعة الفشل ما ادى الى عدم قدرتنا في وقف هذا النزيف الدموي ومن يتحمل مسؤولية ما يحصل بالضبط ؟ ما نريده بصراحة هو خروج ساسة البلاد من اماكنهم الدافئة ونزولهم للشارع ليعرفوا معنى الموت ولون الدم كي يتخذوا القرار الذي يرقى الى مستوى المسؤولية الوطنية .

 

رئيس تحرير جريدة البينة الجديدة

محرر الموقع : 2014 - 10 - 22