اللاجئون الأكراد يعودون إلى كردستان
    


قبل ثمانية أعوام كان حلم هزار الهجرة إلى أوروبا التي رسمها في خياله كالجنة ورغم تحقيقه هذا الحلم ووصوله إلى فرنسا لكنه عاد اليوم إلى بلاده التي كان يراها جحيماً.
فعاليات عدة جرت في اليوم العالمي للاجئين في 20 حزيران (يونيو) الماضي في اقليم كردستان ، فالوضع في الإقليم اليوم بات مختلفاً عما كان عليه في الأعوام الماضية فالذين يشدون الرحال للعودة إلى البلاد أكثر بكثير من الذين يغادرونها.
ويروي هزار علي ذو الثلاثين عاما انه قبل مغادرته البلاد عن طريق المهربين كان يفكر في الأشياء الجميلة وحياة افضل، الا ان تلك القصص لم تتحقق.
ويضيف ان الذين لجأوا ألى الخارج كانوا في البداية لا يأبهون بالمعاناة والإهانة والجوع والبرد القارس "لاننا كنا نعتقد انه بمجرد وصولنا ألى اوروبا وتلقي الرد على طلباتنا فكأننا دخلنا الجنة وسرعان ما ننسى كل شيء".
آلاف الأكراد تركوا إقليم كردستان في تسعينات القرن الماضي متوجهين بطرق غير مشروعة إلى البلدان الأوروبية وتزايدت أعدادهم في الحرب الاهلية في إقليم كردستان (1994 – 1998) فيما بدأت الهجرة المعاكسة إلى الإقليم بعد عام 2003.
ويشير المراقبون للوضع الاقتصادي الصاعد في إقليم كردستان إلى أن الإقليم شهد في الأعوام الماضية تطورات أفضّت إلى زيادة فرص العمل ما أدى إلى انخفاض عدد الأكراد الذين يغادرون الإقليم.
ويؤكد هزار إن الأزمة المالية في اوروبا وتدني ظروف المعيشة وانخفاض فرص العمل أدى إلى عودة اللاجئين إلى بلدانهم وخصوصاً إلى إقليم كردستان الذي يشهد تطوراً كبيراً على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
وتؤكد المعلومات الرسمية في إقليم كردستان إن عدد الذين يغادرون الإقليم أقل بكثير من عدد الذين يعودون إليه.
وكشف شكر ياسين مدير مكتب الهجرة والمهجرين في وزارة الداخلية في إقليم كردستان في حديث لـ"نقاش" انه تم تسجيل عودة 27 ألف لاجيء عراقي منذ عام 2003 معظمهم من اقليم كردستان.
ويعزي ذلك إلى تردي الوضع الاقتصادي في اوروبا وفي المقابل تحسن الوضع الأمني والتطور الاقتصادي للاقليم ماشجع على الهجرة المعاكسة وأضاف "نحن بصدد تنظيم أسماء اللاجئين العائدين وإرسالها إلى برلمان كردستان بهدف تعوضهم حسب القانون".
ويحتاج معظم اللاجئين العائدين إلى مدة طويلة ليستقروا على عمل ويحصلوا على لقمة العيش، ومع ذلك فإن بعضهم يحظى بفرص كبيرة لتحسين وضعه المادي بسبب اكتسابه الخبرات في البلدان التي اقام فيها.
وأكد مدير مكتب الهجرة والمهجرين إن الهجرة المعاكسة بدأت منذ عام 2003 وان عدد اللاجئين العائدين في ازدياد متواصل حيث كان عددهم (2969) عام 2011 وارتفع إلى (6298) عام 2013 .
وكشف امانج عبدالله مسؤول الاتحاد العام للاجئين في العراق واقليم كردستان لـ"نقاش" ان حوالي سبعة آلاف لاجيء كردي أُعيدوا عنوة في عامي 2005 و 2013 من بريطانيا والسويد والنرويج وهولندا، فيما عاد خلال الاعوام العشرة الماضية حوالي 30 ألف لاجيء كردي طوعاً.

محرر الموقع : 2013 - 07 - 05