ممثل المرجعية العليا في اوربا يوجه كلمة تربوية بمناسبة حلول شهر شعبان المعظم
    

 

1 شعبان 1441هـ
 
قال تعالى 
((يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)) 
((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون))
ايها المؤمنون الاعزاء نبارك لكم بحلول شهر شعبان المعظم شهر رسول الله (ص) الذي سيفتح الله به علينا ابواب الجنان وبارخص الاثمان، فعلينا المسارعة باغتنام الفرصة لقوله تعالى ((وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين)).
 
ويتميز هذا الشهر بنسبته الى رسول الله (ص) الذي كان يصومه ويصل صيامه بشهر رمضان وكان يقول (شهر شعبان شهري رحم الله من اعانني على شهري) ، (من صام يوما من شهري وجبت له الجنة) .
 
وروي عن الصادق (ع) أنه قال : كان السجاد (ع) إذا دخل شعبان جمع أصحابه وقال (ع): يا أصحابي ، أتدرون ما هذا الشهر؟ هذا شهر شعبان. وكان النبي (ص) يقول : شعبان شهري فصوموا هذا الشهر حبا لنبيكم وتقربا إلى ربكم أُقسم بمن نفسي بيده ، لقد سمعت أبي الحسين (ع) يقول : سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول : من صام شعبان حباً لرسول الله (ص) وتقربا إلى الله أحبه الله وقربه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة.
 
مضافا الى الصوم، في هذا الشهر مناسبات كثيرة وذكريات جميلة تجعله صالحا للتهيؤ لاستقبال شهر رمضان باصلاح النفس وتزكيتها وتربيتها وتهذيبها، لتعيش اجواء ايمانية وروحية واخلاقية بعيدة عن الماديات، فعلينا ان نتفرغ لطاعة الله ونغتنم هذه الفرصة الثمينة خصوصا واننا نعيش في هذه الايام بانتشار هذا الوباء الشرس (كرونا) الذي قضى ويقضي على حياة الكثيرين من الناس، وترك الالاف في المشافي. 
 
اذا فالنغتنم فرصة بقائنا في البيوت لنتفرغ فيها لطاعة الله وعبادته وتلاوة القران والاكثار من الادعية الواردة في هذا الشهر عن ائمة اهل البيت (ع) والرجوع الى تراثهم (ع) الذي فيه الخير الكثير مما يضمن لنا سعادة الدنيا والاخرة، ومن ذلك ما ذكر في كتب الادعية المعتبرة :
 
الصوم : وايسره الايام الاخيرة من الشهر لنوصله بشهر رمضان، فيكون ثواب من فعل هذا كمن صام شهرين متتابعين
الاستغفار يوميا سبعين مرة (استغفر الله واسأله التوبة)
الصدقة ولو بالشيء اليسير
الاكثار من الصلاة على النبي واله
القيام بالصلوات اليومية والليلية التي هي مذكور تفاصيلها في المفاتيح
صلة الارحام والبر بالوالدين
تفقد الفقراء والمساكين والايتام
الاهتمام بالصلوات الشعبانية عند كل زوال من ايام شعبان وليلة النصف منه، وهي المروية عن الامام السجاد (ع) (اللهم صل على محمد وال محمد شجرة النبوة وموضع الرسالة ....) لانها تعمق الربط الوثيق بين الصلاة على رسول الله وبين الصلاة على ال بيته، والربط الوثيق بين وجود رسول الله ورسالته ووجود اهل البيت الذي هو خط لتلك الرسالة، فرسول الله بلغ وادى الرسالة ولكن اكد قبل ان يترك امته اني تارك في الامة الثقلين كتاب الله وعترته اهل بيته، واعتبر ان وجوده في امته معلق على وجود هذين الركنين: القران الكريم مرجع الامة وقاعدة الفكر الاسلامي والدعوة الالهية، وال البيت القيمون على هذه الدعوة ورسالة النبي التي اكتملت بوجود ال البيت، وليس لال البيت دين خاص او مذهب خاص ولا نؤمن نحن بذلك، بل ما عندهم هو ما جاء به رسول الله دون زيادة او نقصان، ولا نؤمن بان الله يوحي اليهم كما يوحي الى رسول الله، فالرسالة انقطعت وتمت بوفاة النبي، وبقوله تبارك وتعالى ((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)) . فالرسالة الالهية والدعوة الاسلامية قد تمت في ايام رسول الله (ص) ولكن دور اهل البيت (ع) دور رسالي ايضا لانهم الامتداد الطبيعي له ولرسالته، وانهم كانوا من محمد ومحمد كان منهم، وكما ورد في حق الامام الحسين (ع) (حسين مني وانا من حسين) وكما ورد في حق الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) حينما يقول (انت مني بمنزلة هارون من موسى) ويقول (انا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من اشجار شتى) ويقول (انا وعلي ابوا هذه الامة) وقال (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه اينما دار) ويقول (انا مدينة العلم وعلي بابها) وهذا هو التعبير الحقيقي عن دور امير المؤمنين (ع) في خدمة الرسالة. 
 
نسال من الله عز وجل ان يزيد تمسكنا ويوثق ولاءنا باهل البيت (ع) وان يجعلنا من السائرين على خطهم والمهتدين بهديهم ، وان لا تنصرم عنا هذه الايام ونحن في غفلة من امرنا، ونسال الله ان ينبهنا من نومة الغافلين انه ارحم الراحمين
محرر الموقع : 2020 - 03 - 26