المرأة المسلمة تتعرض الى تمييز ثلاثي في بريطانيا
    

تواجه الفتيات المسلمات في بريطانيا تمييزا، وتزداد الأمور صعوبة إذا كانت الفتاة المسلمة من أصل آسيوي، وتخش الفتيات على مستقبلهن وسط شكوك بإمكانية الحصول على الوظيفة المناسبة في المستقبل.

 

منيرة طالبة فنون في التاسعة عشرة من عمرها، تعيش في لندن ،  تريد ان تفتح شركة باسمها لبيع أعمالها ولوحاتها.  ولكن منيرة فتاة مسلمة محجبة وهي تخشى ان يقف ذلك عائقا امام تسويق انتاجها الفني.  وقالت "لا ادري إذا كان ذلك مشكلة حقيقية أم انه مجرد ظنوني".  واضافت "أُريد ان اعرف كيف اتعامل مع الأمر إذا تصرف العاملون في السوق تصرفا مغايرا نحوي بسبب حجابي". 
 
في هذه الأثناء تريد نور صديقة منيرة ان تصبح طبيبة.  وقالت لصحيفة الغارديان "لا اتلقى في الحقيقة استشارة مهنية في الكلية وهذا يساعدني على الحديث مع مسلمات أُخريات.  وحين اراهن يزاولن نشاطهن ويعشن حياتهن المهنية فان هذا يشكل حافزا حقيقيا لي".
 
وتخشى منيرة ونور مثلهن مثل الكثير من النساء المسلمات في بريطانيا ان يؤدي الحجاب الى تشويه هويتهن المهنية ويوحي للآخرين بافتراضات معينة عنهما.
وفي حين ان بعض الموانع التي تصطدم بها منيرة ونور تواجه النساء جميعا مثل عدم المساواة في الاجور والرواتب والتمييز على  أساس الجنس فان الكثير من المسلمات يواجهن مصاعب اضافية مثل التحامل ضدهن بسبب الملبس والدين وتشعر أُخريات بالتهميش والاستبعاد حين يتعلق الأمر بتلقي استشارة أو ارشاد عن الفرص المهنية المتاحة.
 
تمييز بسبب الجنس والعرق والدين
وكان تقرير برلماني اعده ممثلون عن جميع الأحزاب الممثلة في مجلس العموم توصل في كانون الأول/ديسمبر الماضي الى ان المسلمات اللواتي اصولهن من جنوب آسيا يتعرضن الى تمييز ثلاثي ، بسبب جنسهن واصولهن العرقية وديانتهن.  واعرب التقرير عن القلق لأن احتمالات تسريح النساء من اصول باكستانية أو بنغلاديشية أكبر بالمقارنة مع النساء الأخريات.  واكتشف التقرير ان ارباب العمل يعتمدون قوالب نمطية في النظر اليهن كأنهم يتوقعون منهن ان يتوقفن عن العمل بعد الانجاب.  وتحدثت كثير من المسلمات للباحثين الذين أعدوا التقرير عن تعرضهن الى تعليقات مهينة بسبب ملبسهن.  وقالت مسلمات خريجات جامعيات من الجيل الثاني من المهاجرين ان فرص العمل لم تتوفر لهن إلا بعد نزع الحجاب وشعرت اعداد كبيرة منهن ان وكالات التشغيل تنظر اليهن باستهجان. 
 
فتاة "على رأسها شرشف"
حين بدأت فوزية (32 عاما) حياتها المهنية في القطاع المصرفي بعد تخرجها من الجامعة صممت على اشاعة انطباع ايجابي عنها بين زملائها الذين كان غالبيتهم من الرجال.  ولكنها وجدت انهم لا يأخذونها على محمل الجد ونادرا ما كانوا يلاحظون مساهماتها.  وهي متأكدة في قرارة نفسها ان السبب ليس لأنها المرأة الوحيدة في المكتب فحسب بل ولأنها محجبة ايضا.
 
ونقلت صحيفة الغارديان عن فوزية "كانوا يشيرون الي بوصفي "الفتاة التي على رأسها شرشف".  كانوا يعتقدون ان الأمر مضحك ولكنه جارح بشدة.  وكنتُ اشعر بالاستصغار كل يوم.  كان الأمر وكأنهم لا يريدون الاعتراف بي كشخص حقيقي لديه اسم".
 
وقالت سارة خان من منظمة "انسباير" للدفاع عن حقوق المرأة المسلمة ان الحواجز التي تعترض المرأة المسلمة عالية جدا "وان النساء اللواتي اعمل معهن يقلن انهن لا يفهمن لماذا لا تُمنح لهن الفرص التي تُمنح للنساء الأخريات ويتساءلن عما إذا كان السبب اسمهن أو طريقتهن في الملبس". 
 
وقُدمت بعد نشر التقرير البرلماني توصيات متعددة مثل زيادة الاستمارات التي تترك باب الاسم فارغا لدى التقدم على فرصة عمل.  ولكن قلة من توصيات التقرير نُفذت إن كانت هناك توصيات نُفذت اصلا ، بحسب تعبير صحيفة الغارديان.
 
سوق العمل وموقف الضعف
واعتبرت خان ان الوضع في غاية التعقيد قائلة "ان الانتقال من انهاء الدراسة الى سوق العمل هو المرحلة التي تجد المسلمة نفسها في موقف ضعيف.  فهناك افتراض بأن المرأة المسلمة ستتزوج في سن مبكرة وتنجب اطفالا في حين الواقع ان هناك الكثير من المسلمات اللواتي يردن العمل".  واكدت ان بامكان وكالات التشغيل ان تفعل المزيد لمساعدة الخريجات المسلمات بتقديم اسمائهن على الوظائف الشاغرة ولكن مراكز العمل ايضا لها دورها في مساعدة المرأة على كتابة سيرتها الذاتية وتدريبهن على المهارات الأساسية لاستخدامها خلال المقابلات على وظيفة. 
 
وأخذت مسلمات كثيرات ، مثل منيرة ونور ، يبحثن عن الاستشارة من جهات أخرى غير مراكز العمل والجهات الرسمية.  وهناك منظمات حقوقية توفر دورات تدريبية وتسلط الضوء على نساء قدوة ، نالت اقبالا واسعا بين النساء المسلمات بسبب نوع المساعدة التي تقدمها لهن.
 
وقالت نونا (38 عاما) التي تعمل في مصرف انها لم تتعرض الى تمييز ذات يوم (نونا ليست محجبة) ولكنها تشعر ان من الضروري ان تتعاضد النساء المسلمات في ما بينهن.  واضافت ان ما تفتقده هو وجود عدد اكبر من المسلمات اللواتي يشاركنها تفكيرها ونظرتها في موقع العمل. 

إيلاف

محرر الموقع : 2013 - 08 - 14