أبنـــاء جاليتنـــــا في هولندا يستذكرون ضحايا الحروب
    أمستردام ـ علي شايع : في أوروبا بدأ الجيل العراقي الثاني يأخذ فرصاً للعمل بعضها لم يتوفر لجيل الآباء، فقد كان من الصعب الحصول عليها، لعدّة أسباب من بينها اللغة والعمر والتأهيل الدراسي الكافي، ولعلّ هولندا من أكثر البلدان الأوروبية تشدّداً في مجال فرص العمل وفق المؤهلات الخاصة، حيث لا تجد من وظيفة أو عمل يذكر إلا ويحتاج الى مؤهل أو شهادة أو دورة تدريب مهني دقيق، وتمتاز الجالية العراقية بحصول أبنائها على أرفع الشهادات العلمية والاختصاصات المتميزة، بالمقارنة مع بقية الجاليات العربية والمهاجرة من بلدان أخرى. شارك عدد من ابناء الجالية العراقية في هولندا ضمن مجاميع كبيرة من الجاليات بوضع باقات الزهور قرب نصب التحرير التذكاري الكبير وسط العاصمة امستردام، في احتفال سنوي أحيته ملكة هولندا (بياتريكس) استذكاراً لضحايا الاحتلال النازي، بعد اجتياح القوات الألمانية للمملكة الهولندية ووضعها تحت احتلال استمر لخمس سنوات، تحررت منه في الخامس من آيار عام 1945 . الاحتفال يشارك فيه الآلاف سنوياً بمراسيم إحتفاء وتأبين لضحايا الحرب. عراقيون ساهموا بهذه المناسبة وعبروا عن تثمينهم لمنجز الحرية المتحقق عبر تضحية من قدموا أرواحهم في مسيرة التحرير والاستقلال، مستذكرين شهداء العراق وآلام شعبه ومعاناتهم تحت نير ظلم الديكتاتورية المقيتة. “الصباح” حضرت مراسيم الاستذكار السنوي والتقت بعض المشاركين فيه. أم رافد سيدة عراقية حضرت مع أسرتها ضمن جموع غفيرة، تقول عن مساهمتها ومشاركتها في احتفال الاستقلال :”يوم أمس وفي تمام الساعة الثامنة تعطلت الحياة في هولندا وتوقفت كل وسائل المواصلات لدقيقتي حداد على الشهداء، ورفعت الاعلام على واجهات البيوت ليوم أمس وهذا اليوم، تلك المظاهر تدل على احساس انساني عال بحجم التضحيات التي قدمها الشعب الهولندي حتى ينال حريته”. منال الراضي (15 سنة) تقيم مع اسرتها في مدينة روتردام، قالت عن مشاركتها في المناسبة:” هذه هي المرة الأولى التي احضر فيها مع والدي الى امستردام للمشاركة بهذه الفعالية الكبيرة، وكانت مفاجأة لي ان ارى الملكة واساهم بوضع باقات من الورد قرب النصب التذكاري. بالنسبة لي تمثل تلك اللحظات احياء لذكرى الشهداء في كل زمان ومكان، انا ولدت في العراق وخرجت منه وعمري اربع سنوات ولا اتذكر اشياء كثيرة، ولكن لي اعمام واخوال شهداء، والدي ووالدتي يستذكرونهم بشكل دائم. احسست وانا اضع باقة الورد كما لو اني احيي اهلي وشهداء بلدي، وانا متيقنة ان جميع الشهداء في مرتبة واحدة عند الله وفي قلوب الناس الطيبين”. صبيح العكيلي (23 سنة) طالب يدرس الحقوق في امستردام رأى ان الشعب الهولندي يدرك اهمية الحرية وأنه مساهم في تحقيق هذه الحرية لكثير من البلدان: “لا يمكن ان ننسى ما قدمه الشعب الهولندي للعراق، حيث شاركت القوات الهولندية في تثبيت دعائم الامن وساهمت بزوال آثار الديكتاتورية، وواجهت الارهاب وقدمت الشهداء، ومن المهم ان نقدم الشكر لهم، واجد ان المشاركة في تحية الشهداء واجبة، وان احياء ذكراهم فيها احياء لذكرى كل من ساهموا في دعم قضايا الحرية وقدموا ارواحهم لأجل سعادة الآخرين”.يذكر ان جمعيات ثقافية عراقية تشارك بفعاليات لاحياء الذكرى السنوية لضحايا الحروب، وساهمت جمعية عشتار النسائية هذا العام بفعالية مميّزة بمشاركة جمعية العراق الاخضر التي قرأ ممثلها في هولندا كلمة بمناسبة يوم استقلال هولندا تطرق فيها الى صياغة السلام العالمي، وحلم الإنسان بالحرية وتحقيق غاية الديموقراطية. وقدّم بالمقابل المشاركون تحيتهم للشعب العراقي من خلال ترديد الاناشيد والأغاني الوطنية 
    
محرر الموقع :