آیة الله المدرسي: عصابات داعش تستغل الدين لتحقيق شهواتها ومصالحها
    

اعتبر سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي ، تنظيم “داعش” الإرهابي وسائر الحركات التكفيرية أبرز مثال حي لمن يتخذ من الدين وسيلة لتحقيق مصالحه وبلوغ شهواته، مشيراً إلى حجم الخراب والقتل والإجرام الذي خلفته مثل هذه الحركات التكفيرية باسم الدين.

وفي جانب من درس التفسير اليومي الذي يلقيه على ثلة من العلماء وطلبة البحث الخارج في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة؛ قال سماحته: “لابد أن يتخذ الإنسان من الدين وسيلة لتفجير طاقاته لا لكي يبرر لنفسه التهافت والتكالب لبلوغ الشهوات كما تقوم اليوم المجاميع الإرهابية التكفيرية المسماة بـ “داعش” وما تمارسه من قتل وسلب واغتصاب باسم الإسلام”.

فيما واصل سماحته تدبراته في سورة الزمر المباركة مشيراً إلى جملة من المصاديق الواقعية التي يمكن تطبيقها على الآيات المباركة من هذه السورة.058

وفي تفسير قوله تعالى: “قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ..” قال سماحته: “إن الشفاعة الحقيقية هي شفاعة الله والتي نعني بها الاتصال به  وبنوره وأسمائه حيث يتغير الإنسان بعد أن يرتبط به ويطبق أحكامه”، مشيراً إلى أنها تمثل الشفاعة الممدوحة التي يدعونا إليها القرآن الكريم والتي تتجسد في شفعاء هذه الأمة وهم النبي (ص) وأهل بيته (ع) بعد أن يرتبط الإنسان المؤمن بهم.

هذا أوضح سماحة المدرسي أن الشفاعة كلها لله لان شفاعة النبي وأولياء الله إنما هي لله وحده من خلالهم ننفذ إليه تعالى، مؤكداً أن الحياد عن منهج النبي ومن تبعه يجعل بين الإنسان وربه فجوة كبيرة وبالتالي يحيد عن صراط الحق.

واستدرك سماحته قائلاً: “إن من موجبات شفاعة النبي وأهل بيته (ع) للمؤمنين الولاء لهم وحبهم قولاً وعملاً عبر اتخاذ كلماتهم منهاجاً للحياة، فهما من يجنب الإنسان الوقوع في المعاصي وارتكاب المآثم”.

وفي سياق حديثه عن الشفاعة المذمومة التي ينهى عنها القرآن الكريم قال سماحته: “إن نسبة كبيرة من الناس يخطئون عندما يتّكلون في بناء ذواتهم وبلوغ الشفاعة إلى النسب أو الحزب أو العشيرة”، منوهاً إلى أن فقدان الشجاعة والإرادة لإصلاح الذات يدفع بالإنسان إلى البحث عن هكذا شفعاء عاجزين أمام الله ليتشبث بهم من أجل أن يحقق ذاته.

إلى ذلك أشار سماحته إلى أن الله تعالى أعطى للإنسان الكثير من الفرص لكي يطور ذاته ويسمو بها إلى أعلى الدرجات، موضحاً ذلك بالقول: “إن الله تعالى أعطى للجميع فرصة التكامل وتغيير الذات نحو الأفضل، ولكن نسبة كبيرة منهم لا يستثمرون هذه الفرص.. بل وصل بعضهم إلى درجة إهمالها لأنهم يتجهون إلى إكمال المحيط والمجتمع بعد أن يتأثروا به”.

ولفت سماحة السید المدرسي إلى الكثير من أفراد المجتمع يبررون عدم تطوير ذواتهم وتغييرها نحو الأفضل إلى عدم توفر الكماليات المادية، موضحاً أنهم يبررون تراجعهم إلى عدم توفر بعض الأمور المادية كالسكن في محيط أفضل أو باقتناء سيارة فارهة أو حديقة غنّاء.

إلى ذلك ذكّر سماحته بأن النفس هي من يبقى مع الإنسان حتى يوم القيامة وكل شيء مرتبط بالجسد سوف يرحل بمجرد أن يموت، مبيناً أن المؤمن الحقيقي ذلك الذي يحاول أن يصلح نفسه ويجد فيه أمراً ذات أهمية كبيرة ولا يمكن تضييعه على حساب الاهتمام بالكماليات.

محرر الموقع : 2015 - 01 - 29