ممثل المرجعية الدينية العليا في اوربا يجيب على تساؤل حول الاصرار على اقامة الشعائر الحسينية واحياء زيارة الاربعينية في كل عام؟
    

أجاب ممثل المرجعية الدينية العليا في اوربا العلامة السيد مرتضى الكشميرب على تساؤل حول الاصرار على اقامة الشعائر الحسينية واحياء زيارة الاربعينية في كل عام ؟ ومذكرا السائرين الى قبر الامام الحسين باهداء ثواب بعض الخطوات من سيرهم الى روح المرجع الدينيالسيد محمد سعيد الحكيم (قده) لمواقفه الصلبة لاحياء هذه الشعيرة

 

جاء حديث سماحته بمناسبة حلول ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) والحشود المتوجهة من خارج العراق وداخلها صوب مدينة كربلاء، متناسين كل الامهم واحزانهم واعمالهم في سبيل احياء هذه الشعيرة، فما هي الاسباب والدوافع لذلك؟
وقبل الاجابة، اود تذكير الزائرين الى قبر الحسين (ع) عدم نسيان المرجع الديني المرحوم السيد محمد سعيد الحكيم (قده) من المشي ولو لخطوات يسيرة واهداء ثوابها الى روحه الطاهرة، لما قدمه في خدم الاسلام والحوزة العلمية، وربى جيلا من الطلبة الذين لايزالون يخدمون المذهب والطائفة بعلمهم ومعارفهم، وترك بصمات مضيئة بمشاركته في السير على الاقدام الى قبر الحسين (ع) رغم كبر سنه والمخاطر المحدقة به، ولهذا فقد ترك فقده لوعة في قلوب الجميع، فرحمه الله وحشره مع الحسين واهله (ع).

اما الجواب عن سبب الاصرار على اقامة الشعائر الحسينية ومسيرة الاربعين في كل عام انما هو للاسباب التالية:
1- الثقيف والتوعية من خلال اقامة هذه المراسم وتجديد البيعة مع الامام الحسين (ع) ونبذ الظلم والظالمين ومحاربة الفاسدين والدعوة الى نهجه وبيان اهدافه وحقانياته وسيرته المباركة وتضحياته من اجل الاسلام والمسلمين ولكي نتعلم معالم الدين والمذهب في مدرسته وتعليم الاخرين علوم اهل البيت (ع) التي امرنا بتعليمها.

2- تخليد الثورة الحسينية حتى لا تنسى الامة تلك النهضة العظيمة وحتى لا ينسى او يتناسى التاريخ الملحمة الكبرى والنهضة المباركة، وتبقى حية نابضة على مر الدهور.

3- التفاعل الفردي والاجتماعي مع هذه النهضة المباركة وحصول حالة التأثر والحزن من خلال استذكار حوادثها الاليمية والظلم الذي جرى على ابطال هذه الملحمة بما فيهم الاطفال والنساء، وهذا التفاعل قد يحصل للانسان من خلال مطالعة تاريخ هذه النهضة او سماع بعض الاشرطة فيكون ماجورا ومثابا.

4- الاعلام الرسالي الهادف، حيث نقوم من خلال اقامة العزاء الحسيني وتسير المسيرارت والمواكب وغيرها من صنوف الشعائر الحسينية بنشاط اعلامي متميز نقوم من خلاله بالتاثير الايجابي على راي العالم وتوحيد الصفوف ورصها امام الاعداء ، ومن الواضح انه من خلال العمل الاعلامي والتظاهر الواعي والاستنكار ورفع الصوت في وجه الطغاة ، فلا يكفي الحزن القلبي وذروف الدموع في زاوية البيت، ولذلك لا بد لنا ان ناخذ بعين الاعتبار جميع الاهداف والمقاصد وان نعطي كلا منها ما تستحقه من العناية والاهتمام ، وان نعرف بان الهدف من اقامة الشعائر الحسينية لا ينحصر في المشاركة في المجالس والبكاء والحزن القلبي كما هو واضح

5- ان نتعلم علوم اهل البيت (ع) من خلال هذه المجالس والاستماع الى المحاضرات النافعة من الخطباء والمبلغين الواعين وتعليمها الاخرين ، فان الناس اذا استمعوا الها احبوا اهل البيت (ع) وانشدّوا الى الاسلام المحمدي.

6- ان ثورة الامام الحسين (ع) هي نهضة لا نظير لها، امتازت بها الامة الاسلامية دون سائر الامم، وعلينا ان نستفاد من طاقاتها الخلاقة بتأسيس المجتمع الفاضل الحر الكريم مثلما اراد ائمة اهل البيت (ع).

هذا ونسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من السائرين على نهج الحسين (ع) واهل بيته وصحبه انه سميع مجيب.
((ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين))
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

محرر الموقع : 2021 - 09 - 29