لماذا يخشوْنَ التشيّع ؟
    
 
مرّة أخرى يُثار الجدلُ في أروقة الأزهر بين علماءه وأساتذته بسبب زيارة أحد علمائهم الى إيران ولقاءه بعض المرجعيات الشيعية ! وهذه ليست المرّة الأولى التي تهتزُ فيها جدران الجامعة الأزهرية بسبب زيارة أو تصريح لأحد علمائهم ...فلقد سبقت هذه الضجّة والتحقيق مع الشيخ الأزهري أحمد كريمة .. ضجّة أخرى كانت أخطر منها أدت الى عقوبة الشيخ الذي زار العراق وأذّن في أحد مساجده الشيعية ..الأمر الذي دفع بالجامعة الأزهرية الى البراءة من فعلته الشنعاء وإحالته الى التحقيق ! كما فعلوا اليوم مع الشيخ أحمد كريمة ! والإتهام هذه المرّة للشيخ كريمة هو زيارته الى الحوزات الشيعية في إيران وثناءه على تقدمها وتطورها وسماعه مقترح من علماء إيران بضرورة تبادل البعثات الدينية بين جامعة الأزهر وحوزات إيران وأمور أخرى...الأمر الذي إستهجنته الأوساط الدينية الأزهرية وطالبت بإحالة الشيخ كريمة الى التحقيق ! من جانبه نفى مكتب شيخ الأزهر احمد الطيب ببيان رسمي إرساله أي وفدٍ لزيارة الحوزات الشيعية في إيران ..وأن الشيخ كريمة لايمثل في هذه الزيارة إلا نفسه ...وقد أُحيل الشيخ أحمد كريمة الى التحقيق من قبل الجامعة بسبب هذه السفرة الخطيرة ...وتفاصيل الحادثين نشرتها أغلب وسائل الإعلام العربية ونالت من الشهرة ماتستحق .. ومهما كانت ردود الفعل السلبية من قبل علماء الأزهر وعلماء السلفية على هذه الزيارة ..فلا يعنينا حجمها بقدر ما يعنينا سبب خوفهم من إسم التشيع وعناوينه العلمية ! فهذا الخوف الذي لايبرره إلا زعزعة مايؤمنون به من فكر قد لايصمد أمام الحقيقة ...وإلا مالذي يجعل إمة تعدادها أكثر من مليار فرد سنّي ترتجف وتقلق من ذكر الشيعة ؟ ويعيش علماؤها وهم الإختراق والتمدد الشيعي ؟ لو لم يكن الوهن العقيدي يملأ قلوبهم ! ويعشعش في عقولهم ... فالفكر الرصين والعقيدة المتماسكة المتصلة بالقرأن الكريم وبسنة النبي العظيم ص والتي تمتلك الحجة والبرهان  لاخوف عليهما من فكر آخر وعقيدة أخرى مهما إتسعت الفجوة بينهما.... أما هذا الخوف غير المبرر من الشيعة  ومن إنتشار التشيع فهو يناقض وينسف الدعوات  والإدعاءات التي تنطلق من منابرهم بين الحين والآخر بضرورة تماسك الإمة الإسلامية والحفاظ على وحدتها ! والتي ينادي بها الأزهر قبل غيره في مناسبة وغير مناسبة ! إن الخوف من الشيعة والدعوة الى مقاطعتهم لايكشف إلا عن وجوه منافقة تُظهر في المؤتمرات العالمية العامة غير ماتبطن ...فهذه الوجوه تقدم في المؤتمرات الأطروحات والنظريات والآراء التي من شأنها أن تقرّب بين المسلمين وتحقق الوحدة الحقيقية بينهم ..وهي نفس الوجوه تفتي اليوم وتحذر وتخوّف أتباعها من خطورة المسلمين الشيعة ! ولاندري هل يكمن خطر الشيعة في حب علي وأبناءه ؟ أم يدفعون ثمن تمسّكهم بما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو حديث الثقلين (إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي) أم هو إرث تركه لنا السلف الغابر وعلينا أن نتحمّل وزره ؟ لاأعتقد أن اليقين بالحق يخشى الباطل ...ويقيننا بعلي هو الحق (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما يدور ) هكذا صرّح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فليفعلوا مايشاؤون .
صالح المحنّه
محرر الموقع : 2014 - 09 - 18