الطلبة العراقيون في ألمانيا يعانون تدهور أوضاعهم الدراسية
    

 ناشد عدد من طلبة الدراسات العليا، الماجستير والدكتوراه، الذين تم قبولهم ضمن أطار التعاون والتنسيق العلمي والثقافي بين العراق وألمانيا   ضمن مبادرة مؤسسة (داد)، الجهات الحكومية العراقية التدخل في مساواة مخصصاتهم المالية باقرانهم المقبولين على نفقة الدولة، مؤكدين وجود تفاوت كبير في حجم تلك التخصيصات، الذي اثر بشكل سلبي على اداء الطلبة خلال فتراتهم الدراسية السابقة.وبينما، طالبوا بضرورة تمديد الفترة الدراسية لجميع الطلبة المقبولين ضمن برنامج «داد» التعليمي، اكد رئيس الدائرة الثقافية في لاهاي حصول موافقة وزير التعليم العالي والبحث العالمي، على( التمديد الأول والثاني ) لطلبة الدراسات العليا في الخارج ( ابتعاث وزمالات واجازات دراسية أو مساعدة مالية ).

صعوبة الظروف الحياتية
بهذه الكلمات، بدأت طالبة الدكتوراه في الرياضيات التطبيقية والحاسبات في جامعة (باوهاوس) بمدينة فايمار زينب الياسري حديثها، مؤكدة تزايد حجم العقبات التي باتت تعيق تقدمها، وقرابة “90” شخصا اخر قبلوا ضمن تلك الاتفاقية، والتي ادى تراجع حجم التخصيصات المالية لهم الى صعوبة الظروف التي يعيشون فيها والتي نغصت عليهم الحياة وصرفت اهتمامهم عن الدراسة، كما تروي زينب، التي تم اختيارها من بين “400” طالب عراقي تقدموا لنيل مقعد ضمن تلك الاتفاقية، قبل ان يتم اختيار “70” شخصا منهم فقط. وتقطن، زينب، وزوجها وابنتها ، شقة صغيرة تقع في أحد أحياء مدينة (تورينكن) في ايرفورت، مبينة ان تلك الحياة العسيرة يعيشها كذلك 90 طالبا في الجامعات الألمانية يدرسون ضمن اتفاقية (داد) مع العراق، نظرا لقلة التخصيصات المالية لهم.

ظروف الحياة العسيرة للدارسين
بعد ستة شهور، تقول زينب: تم لم شمل عائلتي، زوجي مهندس مجاز من عمله “مصاحبة زوجية” بدون راتب وطفلتي، حيث ان أول مشكلة واجهتنا هي الحصول على شقة سكنية، ولم يكن أمرا يسيرا، لاسيما أن الألمان لا يفضلون سكن الاجانب في أحيائهم، وكان الخيار أن نسكن في شقة مفروشة إيجارها الشهري 640 يورو، حتى ان السلطات لم تسمح لنا بوضع غسالة ملابس في الشقة، مما يتطلب اخذ الملابس الى الغسالات العمومية مقابل اجور مادية مكلفة.وتبين زينب ان كل شيء في ألمانيا مرتفع الاسعار، الايجارات والمواد المعيشية ومستلزماتها اليومية، لاسيما في المدن التي لا يوجد فيها مسلمون، ما يضطرنا الى السفر الى مدينة أخرى لشراء الطعام الحلال بأضعاف الثمن، وتؤكد ايضا: همومنا الحياتية تجعلنا لا نمنح وقتا كافيا للدراسة.

مدة الدراسة غير كافية 
ولعل الظروف الحياتية، ليست اهون من الفترات الزمنية التي منحت للدارسين ضمن تلك الاتفاقية، وهو الامر الذي يزيد قلقنا، كما تقول زينب، التي تشير الى ان دفعتها الدراسية ظلمت كثيرا لان مدة دراسة الدكتوراه هي ثلاث سنوات، وهذا غير كاف ولا يمكننا اكمال شوط الدراسة بهذه المدة، لاسيما ان هناك دفعة جديدة بعدنا من مؤسسة (داد) حددت مدة الدراسة لهم بخمس سنوات، لافتة الى أن اي طالب من طلاب (داد) الذين قدموا الى الجامعات الالمانية قبلنا بسنة أو سنتين لم يكملوا الدراسة، ولديهم مشاكل كبيرة لانهم لم ينهوا دراسة الدكتوراه وفترة الدراسة انتهت، كما لديهم مشاكل مع دوائرهم بالعراق والمنحة المالية قطعت عنهم ومصيرنا سيكون مثلهم حتما. 

قوانين واتفاقيات
وحسب الاتفاقية الموقعة مع الحكومة العراقية فان ألمانيا تدفع نصف تكاليف الدراسة، وتتحمل وزارة التعليم العالي العراقية النصف الاخر، ضمن اتفاقية خاصة بين الدولتين، غير ان أغلب الطلبة الدارسين يتكفل أهاليهم بمزيد من المساعدة في المصاريف، وهناك من يتكبد شهريا مبالغ يستلفها من الاهل والاصدقاء رغم حالة الكفاف التي يعيشون فيها.ويؤكد اغلب الطلبة، ان حجم المأساة يزداد كلما اقترب موعد تسديد الرسوم الجامعية، فضلا عن المعاناة الاخرى المتمثلة بدفع مبلغ تجديد الاقامة، تقول بهذا الشأن زينب: اضطررت الشهر الماضي الى بيع قطعة ذهبية من مدخراتي لتكملة ايجار الشقة وهكذا، علما اني استلم الف يورو بالشهر ولزوجي 260 يورو ولابنتي 180 يورو، ومطلوب أن أدفع أجور روضة ابنتي التي تتراوح  بين الـ140 يورو والـ160 يورو كل شهر، وما زاد من حجم المعاناة هو منع زوجي من العمل، حينما فوجئنا بالقانون الذي لا يسمح له بالعمل حسب الفيزا الممنوحة. 

شكاوى
وعن موقف وزارة التعليم العالي يلفت طالب الدكتوراه محمد الطائي، الى تزايد حجم المحاولات الرامية الى ايصال اصوات الدارسين الى الوزارة، التي تضمنت مراجعة السفارة العراقية في المانيا، التي التقينا خلالها  الملحق الثقافي في السفارة ووعد باتخاذ جميع الاجراءات والاتصال مع الوزارة في بغداد بشأن تمديد مدة الدراسة ورفع الغبن عن الطلبة في موضوع المخصصات المالية ومساواتهم بالدارسين على نفقة الوزارة.ويتساءل طلبة برنامج” داد” اذا ما كانت اصواتهم قد وصلت الى المسؤولين في بغداد ام لا، لاسيما انهم ناشدوا في اكثر من محفل وزير التعليم العالي والبحث العالمي، التدخل لانهاء معاناتهم، ومثلما يشير الى ذلك طالب الدكتوراه علي دلف، الذي يقول: لا نعرف هل وزير التعليم العالي له علم بمعاناتنا وهل وصله صوتنا الداعي الى اتخاذ اجراء سريع، لاسيما ان المشاكل الاقتصادية اثرت بشكل سلبي على سير دراسة جميع الطلبة العراقيين.وعلى الرغم من ان الفترة الدراسية، والتخصيصات المالية، هي ابرز معرقلات الطلبة العراقيين في برنامج “داد” الا ان الطالب ضرغام الشيباني، يؤكد ان تلك المشاكل لا تعد الوحيدة فقط، بل ان مسألة عدم وجود تأمين صحي للطلبة يعد مشكلة اكبر، ففي حالة مرض أحدنا تقع عليه تكاليف أجور الطبيب المرتفعة واسعار الادوية الباهظة.ويلفت طالب الدكتوراه عمر يونس ، أن الامر الوزاري  الذي بموجبه قبلنا في الزمالة  الدراسية ، ينص على عنوان زمالة دراسية وهذا يعني أن يكون راتبنا مساوياً لراتب الزمالة الدراسية ليس هناك في القانون نص اسمه اتفاقية أما بعثة أو زمالة أو اجازة دراسية، فيما ترى طالبة الماجستير روزه، ازدياد حجم المشكلة حينما يتم ارسال من يمثلنا من ذوينا في بغداد الى وزارة التعليم، للبحث في موضوعنا وحقوقنا،  حيث ان العاملين في الوزارة لا يتعاملون معهم بجدية واهتمام.

آلية التمديد  
ولا بد من الوقوف على رأي وزارة التعليم العالي الذي جاء على لسان رئيس الدائرة الثقافية في لاهاي الأستاذ الدكتور جواد مطر الموسوي، والذي ذكر ان توجيهات صدرت عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبموافقة الوزير حسب كتابها المرقم ( ص.ب /20800) والمؤرخ في ( 3 / 7 / 2013 م ) ان صلاحيات الموافقة على التمديد ( التمديد الأول والثاني ) لطلبة الدراسات العليا في الخارج ( ابتعاث وزمالات واجازات دراسية أو مساعدة مالية ) وأوكلت الى رئيس الدائرة الثقافية ( المستشار الثقافي ) أو من ينوب عنه بعد التأكد من استيفاء الشروط ووفق الضوابط والتعليمات .

محرر الموقع : 2013 - 09 - 17