ممثل المرجعية العليا في أوروبا يزور المبلغين وأئمة المراكز في المملكة المتحدة في مقر إقامتهم في النجف الأشرف ويوصيهم بـألا تكون زيارة الزائر للمعصومين (ع) روتينية وشكلية بل ينبغي له أن يشعر بمقام المزور وقربه من الله عز وجل، ويتأثر ويتفاعل مع الكمالات الت
    

زار ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري المبلغين وأئمة المراكز في المملكة المتحدة في مقر إقامتهم في النجف الأشرف موصيهم بـألا تكون زيارة الزائر للمعصومين (ع) روتينية وشكلية بل ينبغي له أن يشعر بمقام المزور وقربه من الله عز وجل، ويتأثر ويتفاعل مع الكمالات التي حباه الله بها

 

بمناسبة المولد النبوي الشريف ومولد الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) زار جمع من المبلغين وأئمة المراكز في المملكة المتحدة العتبات المقدسة في العراق وقد استضافتهم العتبة العلوية في النجف الأشرف والعتبة العباسية في كربلاء المقدسة.

وقد زارهم سماحة السيد الكشميري في مقر إقامتهم في مضيف الإمام علي (ع) في النجف الأشرف وأبلغهم تحيات وأشواق سماحة المرجع الأعلى (مد ظله).

وقد أكد سماحته على العلماء بالتواصل فيما بينهم والتشاور فيما يضمن مصالح المسلمين، وأن يحرصوا في خطاباتهم على وحدة المسلمين وجمع كلمتهم على الألفة والمحبة، وأن يسعوا إلى التقارب والتآلف ما بين الطوائف الإسلامية والمذاهب الدينية القاطنين هناك.

كما دعا إلى أن يكون المؤمنون بعضهم عوناً لبعضهم الآخر، يحب أحدهم لغيره ما يحبه لنفسه ويكره له ما يكره لها عملاً بقول أمير المؤمنين (ع): (يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك. واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وأرض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك) وغيره من الأحاديث الواردة في هذا الباب.

كما دعا إلى مزيد الاهتمام بتربية أبناء الجالية الإسلامية والحفاظ على هويتهم الدينية والعقائدية، ووقايتهم من التأثر بالأجواء المنحرفة والأهواء المضلة مما ينشره المغرضون من هنا وهناك عبر وسائل التواصل لتشويه صورة الإسلام المحمدي وحماته ورجاله.

وفي جانب آخر من حديثه أكد على أهمية زيارتهم لهذه المقامات المقدسة التي عظمها الله تعالى وشرفها، وأن يستفيدوا من روحانية المزور كوننا نعتقد بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم يسمعون سلامنا ويردون جوابنا وإن حجب ذلك عن أسماعنا.

وأضاف سماحته: إن زيارة الإمام علي (ع) مما أكدت عليها الروايات الواردة عن النبي (ص) وائمة أهل البيت (ع) من ذلك ما ورد عن رسول الله (ص): (من زار علياً (عليه السلام) فقد زارني، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، أبلغ قومك هذا عني، ومن أتاه زائرا فقد أتاني وأنا المجازي له يوم القيامة، وجبرئيل، وصالح المؤمنين).

وقال الإمام الصادق (ع): (من زار قبر أمير المؤمنين عارفاً بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبعث من الآمنين، وهون عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا انصرف شيعته إلى منزله، فان مرض عادوه، وإن مات شيعوه بالاستغفار إلى قبره)

وقال (ع): (إن إلى جانب كوفان قبراً ما اتاه مكروب قط فصلى عنده ركعتين أو أربع ركعات إلا نفس الله عنه كربته وقضى حاجته) وفي حديث آخر: (لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله). وغيرها من الأحاديث الواردة في فضل زيارته وزيارة النبي والأئمة من أهل بيته (ع).

ومن الحري بالزائر ألا تكون زيارته روتينية وشكلية بل ينبغي أن تكون زيارة عملية بأن يشعر بمقام المزور وقربه من الله عز وجل، ويتأثر ويتفاعل مع سيرته وأخلاقه وعبادته وشجاعته وتفانيه في سبيل الله وألا يكون من مصاديق قوله تعالى ((ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكون امة هي اربى من امة انما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون)) .

كما أشار سماحته الى أهمية الحوزة العلمية التي يمتد عمرها لاكثر من الف عام وقد خرجت مئات المراجع والاف الطلبة الذين انتشروا في العالم للتبليغ والدعوة الى الله واحقاق الحق وابطال الباطل وهي اليوم تزدهر بأوج مقامها بوجود المرجعية العليا في النجف الاشرف والمراجع والعلماء.

هذا دعا سماحته للحاضرين بمزيد التوفيق والتسديد للعمل بما أمر به المولى تعالى.

 

محرر الموقع : 2022 - 10 - 28