ممثل المرجعية العليا في اوربا يهنئ العالم الإسلام بولادة امير المؤمنين ويعسوب الدين (ع) ويقول: لقد مضى على ولادة الامام علي (ع) اكثر من 14 قرنا من الزمن وهو يحتل الصدارة في أقلام المؤرخين والمتتبعين والباحثين والمفكرين من مسلمين ومسيحيين وغيرهم
    

هنأ ممثل المرجعية العليا في اوربا السيد مرتضى الكشميري العالم الإسلام بولادة امير المؤمنين ويعسوب الدين (ع) ،قائلا، لقد مضى على ولادة الامام علي (ع) اكثر من 14 قرنا من الزمن وهو يحتل الصدارة في أقلام المؤرخين والمتتبعين والباحثين والمفكرين من مسلمين ومسيحيين وغيرهم

 

حين يأتي ذكر الايمان والاستقامة والعدل والشجاعة والجهاد في سبيل الله والصبر على المكاره او يجيء ذكر المعرفة والحكمة والشعر والخطابة فتمر سيرة علي بن ابي طالب (ع) بصور مزدانة بالوان الصفات التي لم تجتمع بشخصية انسان عبقري موهوب كما اجتمعت في هذه الشخصية الفذة العجيبة التي غلبت العقول وحيرت الالباب وكانت من القوة والرسوخ من حيث هذه المزايا، مزايا العلم والحكمة والمعرفة وسمو الخلق والإنسانية الحقة، بحيث تمردت على العوامل الفعالة التي من شانها إبادة أي شيء مهما عظم اذا ما وقف امامها. وقديما قال صفي الدين الحلي:
جمعــت فــي صفــاتك الأضداد          فــلهــــذا عــزت لــك الأنــــداد
زاهــد حــاكــم، حــليم شجــاع          نــاســك فاتــك، فقيــر جــــواد
شيم ما اجتمعن فـــي بشر قط          ولا حــاز مثلهــــن العــبــــــاد
خلق يخجل النسيم من اللطف          وبــأس يــذوب منــه الجمــاد

فلهذا وغيره كتب عنه الكتاب والادباء والمفكرون من عرب ومسيحيين وغيرهم ما يثب لك حقيقة ما ذكرناه، واليكم نموذج من هؤلاء:

1- الكاتب والاديب الشهير المسيحي جبران خليل جبران (1883 – 1931م)، الذي نشرت عنه مجلة العرفان في عددها الصادر في شباط سنة 1931م، قوله في علي (ع): ”في عقيدتي أن ابن أبي طالب أول عربي لازم الروح الكلية وجاورها وسامرها. وهو أول عربي تناولت شفتاه صدى أغانيها فرددها على مسمع قوم لم يسمعوا مثلها من ذي قبل فتاهوا بين مناهج بلاغته وظلمات ماضيهم، فمن أعجب بها كان إعجابه موثوفا بالفطرة، ومن خاصمه كان من أبناء الجاهلية. مات علي بن أبي طالب شهيد عظمته، مات والصلاة بين شفتيه، مات وفي قلبه الشوق إلى ربه، ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره حتى قام من جيرانهم الفرس أناس يدركون الفارق بين الجواهر والحصى. مات قبل أن يبلغ العالم رسالته كاملة وافية، غير أنني أتمثله مبتسما قبل أن يغمض عينيه عن هذه الأرض. مات شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلى بلد ليس ببلدهم وإلى قوم ليس بقومهم في زمن ليس بزمنهم، ولكن لربك شأنا في ذلك وهو أعلم

2- الأديب الكبير بولس سلامة (1902 – 1957م) المعروف بملحمته الغديرية الشهيرة التي قال فيها:
لا تقل شيعة هواة علي          إن في كل منصف شيعيا
جلجل الحق في المسيحي         حتى صار من فرط حبه علويا
وقد ذكر الإمام علي (ع) في أكثر من قصيدة، منها قصيدته النونية :
القائد الخيل في الهيجاء يرسلها          سلاهبا ضمرا جردا شواهينا
ينقض كالسيل لا يبقي على شجر          في هدرة النهر قد جاز الطواحينا
سل عنه بدرا، وسل يوم البعير وسل         عنه المصاحف في هيجاء صفينا
والخيبريين والأحزاب يمزقها          والنهروان وشوس الخارجينا
ولم يقتصر إنبهاره بعلي (ع) على قصائده، وإنما ظهر ذلك في العديد من مؤلفاته منها قوله في مقالته علي أمير الكلام: “ويرسل إمام البلغاء الجملة فتأتي عامرة كإيمانه، متينة كأخلاقه، تتأملها فإذا هي حصن منيع للفكرة العالية، وتحاول أن تبدل شيئاً في جدار هذا العقل القوي كأن تضع حجراً في مقام آخر أو ان تقدم وتؤخر فلا تستطيع. وان الواقف حيال هذا البناء الشامخ كالواقف أمام قلعة بعلبك، يحاول إدخال المسمار بين الصخرين العظيمين فيخفق. ولا يحس روعة البناء مثل البنّاء الحاذق الذي تمرس بالفن وأدرك مطاويه ودقائقه. وكذلك هو المنشئ يدرك متانة السبك وروعة الديباجة عندما يحاول أن يأتي بمثلها فيفشل”. وقوله في نهج البلاغة: “لا يعدِلُهُ كتاب في الخطابة والجزالة، والفصاحة والحكمة البالغة وجوامع الكلم، كما أنه لا يضاهي الإمام علي إمام، فهو فارس الإسلام وقديسه وسيفه الباتر، وابن عم نبيه، وصهره ووصيه، وسيد القلم ووليه، وأميره وعليّه”.

3- المبدع الشاعر الراحل خليل فرحات (1919-1994م) حيث جمع في كتابه “في محراب علي” أجمل القصائد فيه، عبر فيها عن علاقته الخاصة بأبي الحسن (ع) التي نشأت عندما أصيب بداء استعصي شفاؤه عندها توسل بالإمام (ع) فشافاه الله تعالى ببركته، مما جاء في إحدى قصائده:
دللت على الرحمان هل كنت غيره؟          ففيك استوى الرحمـان بالفعل والفكـر
وفيـــــــك تجلت قدرة الله آيــــــــــة          كما شعشعت في الضوء خالصة الدر
وفيك رأى الوجدان معنى وجــــوده          وقيــــمة عيش المرء في مهمه العسر
تعالت بك الأرضون واشتد ظهرها         فلولاك هذي الأرض مقصومة الظهر

4- الأديب سليمان كتاني (1912 – 2004م) في كتابه الشهير “الإمام علي نبراس ومتراس”، والذي نال جائزة افضل كتاب عن علي (ع)، وفي بعض ما قال: “بهذه المناجاة أحببت أن أقرع الباب في دخولي على علي بن أبي طالب، وأنا أشعر أن الدخول عليه ليس أقل حرمة من الولوج إلى المحراب. والحقيقة، أن بطولته هي التي كانت من النوع الفريد وهي التي تقدر أن تقتلع ليس فقط بوابة حصن خيبر، بل حصون الجهل برمتها، إذ تتعاجف لياليها على عقل الإنسان

5- الشاعر الكبير سعيد عقل (1912-2014م) في قصيدته الشهيرة في الإمام علي حيث يقول:
كلامي على رب الكلام هوى         صعب تهيبت إلا أنني السيف لم ينب
حببت عليا مذ حببت شمائلي         له اللغتان القول يشمخ والعضب
ومن لا يحب البيت، سيف عليه         جميل، وذاك النهج كوثره عذب؟
كلام كما الأرباب في طيلسانها         ألا فلتداوله وترتعش الكتب
وكان قد صرح عقل في إحدى حواراته قائلا: “أنا أحب الإمام علي بكل ما فعل، والربط بيني وبين الإمام علي هو الكبر، ما كتب كلمة إلا وفيها كبر، كذلك الوقوف إلى جانب المبدأ".

6- الأديب جورج جرداق (1933 – 2014م) بموسوعته الشهيرة “الإمام علي صوت العدالة الإنسانية” الذي يتضمن أبحاث قيمة تستهدف الكشف عن عظمة شخصية الإمام (ع)، فكتب عن علي وحقوق الإنسان، والثورة الفرنسية، وسقراط، وعصره، والقومية العربية، ومن جميل قوله: “علي الذي قاوم جيوشا من الطغاة بسيفه، وجيوشا من الآراء والنظريات الرجعية بقلبه ولسانه، وجيوشا من أنظمة النبلاء ومطامع الوجهاء بعقله الفذ ونظره الصائب..”، ورأى جرداق أن الحقيقة تتركز جلية واضحة في شخصية الإمام (ع)، كما أنه الأول في ما أثبت من حقوق وفي ما علم وهدى، وآيته في نهج البلاغة تقوم في أسس البلاغة العربية في ما يلي القرآن من أسس، وتتصل به أساليب العرب في نحو ثلاثة عشر قرنا فتبني على بنائه وتقتبس منه ويحيا جيدها في نطاق من بيانه الساحر.

7- الشاعر والوزير السابق جوزف الهاشم (1925م-) فقد اعتبر أن من يتعرف إلى شخصية الإمام علي (ع) استهوته، ومن استهوته أثرت فيه، ومن أثرت فيه اقتدى بها، ومن اقتدى بها أصلح نفسه، ومن أصلح نفسه تصالح مع الآخرين، وأن لعل الذين يجهلون الإمام أو يتجاهلونه يتهموننا ونحن نعظمه بالمغالاة أو بالإفراط العاطفي. كما انضم الهاشم إلى قافلة الشعراء ونظم قصائد عدة للإمام أحدها بعنوان “القرآن البشري” جاء فيها:
نعم العلي، ونعم الإسم واللقب         يا من به يشرئب الأصل والنسب
لا قبل، لا بعد في بيت الحرام         شدا طفل، ولا اعتز إلا باسمه رجب
هو الإمام، فتى الإسلام توأمه         منذ الولادة، أين الشك والريب؟
تلقف الدين سباقا يؤرجه          صدر النبي، وبوح الوحي يكتسب

الى جانب هذا فقد نسب الى الشافعي قوله:
الو النهى قد عجزوا عن وصف حيدرة         والعارفون بمعنى كنهه تاهوا
ان قلت ذا بشر فالعقل يمنعني          واختشي الله من قولي هو الله
مـاذا أقـول بمن حطت له قدم          في موضع وضع الرحمن يمناه

هذا بعض ما رسمه الكتاب لنا باقلامهم، ولكن لا هم ولا غيرهم يصلون الى حقيقة وكنه من قال النبي (ص) في حقه (يا علي لا يعرفك الا الله وأنا ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرف الله الا انا وانت)

ابا حسن يبقى لك الدهر ساجدا         يمرغ وجها في التراب مسلما
ويبقى لك الخلد ما ارتضى سوى        علي رفيقا بل اماما مقدما

محرر الموقع : 2023 - 02 - 03