بدعوة من مركز دار الهادي في مدينة مانشتر البريطانية شارك سماحة العلامة السيد الكشميري في احياء ذكرى ولادة يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الامام علي بن ابي طالب (ع) ، وقد تطرق في حديثه الى عدل الامام علي (ع) اثنا فترة خلافته
فقد سعى الإمام علي (ع) منذ اللحظات الأولى لوصوله إلى الحكم نحو ترسيخ أُسس العدالة في المجتمع الإسلامي، فحارب الفقر محاربة لا هوادة فيها، وعمِلَ على إعطاء أصحاب الفيء حقوقهم، وساوى بين الجميع في العطاء، وأمر أصحاب الأموال والثروات بدفع ما عليهم من حقوقٍ إلى بيت المال، وبهذا غدا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أعظم نموذج للعدالة والمساواة وواحدا من روادها الذين لم يعرف لهم التاريخ نظيرا.
حتى وصف احد المؤرخين بان زهده وعدله لا يمكن استقصاؤهما، وماذا يقول القائل في عدل خليفةٍ يجد في مالٍ جاءه من أصفهان رغيفا فيقسِّمه أجزاء كما قسّم المال، ويجعل على كل جزء جزء، ويساوي بين الناس في العطاء، ويأخذ كأحدهم.
ولو نظرنا إلى زهده (ع) في الدنيا لأخذنا العجب من هذا الإنسان العظيم الذي كانت الدنيا في يده وهو يلبس الخشن ويأكل الجشب مواساة للفقراء ويقول (يا دنيا غرّي غيري) ولم يَخلُف في أهله إلّا سبعمائة درهم، ويفرِّق جميع ما في بيت المال ثمّ يأمر به فيُكنَس ثمّ يصلّي فيه رجاء أن يشهد له، وما شبع من مالٍ قط.
ولعل أبرز مثال لنهجه (ع) من قبل العالم المعاصر هو تبني الأمم المتحدة لعهد أمير المؤمنين لمالك الأشتر حينما بعثه (ع) واليا على مصر واتخاذ الأمم المتحدة قرارا باعتبار هذا العهد ميثاقا للعلاقات والحكومات والشعوب ومصدر أساسي لحقوق الأنسان حتى اعتبر كوفي أنان أن أمير المؤمنين (ع) هو أعدل حاكم في تاريخ البشرية، - وما علي ٌ (ع) إلا بابا لمعرفة نهج رسول الله (ص) في حكمه بل هو باب علومه وباب سيرته ومدخله ومخرجه فمن سيرة علي (ع) نميز صحيح سيرة وأهل بيته (ع) من سقيمها.
