ممثل المرجعية العليا في أوربا : ان من اكثر الاعمال المقربة الى الله في شهر شعبان المعظم تزكية النفس وتهذيبها وتربيتها بالاخلاق الحميدة
    

 

 هنـأ ممثل المرجعية العليا في أوربا السيد مرتضى الكشميري  العالم الإسلامي بحلول شهر شعبان المعظم وذكرى ولادة الأقمار الثلاثة من

 اهل بيت النبوة ،قائلا، ان من اكثر الاعمال المقربة الى الله في هذا الشهر المبارك تزكية النفس وتهذيبها وتربيتها بالاخلاق الحميدة

 

 

جاء حديث سماحته هذا في خطبة الجمعة بمركز الغري في انتويربن ببلجيكا، واليكم نصه:

حل علينا شهر شعبان، شهر العبادة والطاعة، الشهر الذي تتشعب فيه ابواب العبادات من الصلاة والصيام والصدقة وتلاوة القران والادعية الواردة فيه وبر الوالدين والاحسان اليهما وصلة الارحام والجيران واصلاح ذات البين وعيادة المرضى وزيارة الاخوان وغيرها من الاعمال المقربة الى الله سبحانه وتعالى. قال رسول الله (ص) (فوالذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى بابا من الخير والبر في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى، فهو مؤديه إلى الجنة، ومن تعاطى بابا من الشر في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم، فهو مؤديه إلى النار).
فعلينا ايها المؤمنون ان نستقبل هذا الشهر الذي يحمل معه اجواء الرحمة والمغفرة الالهية بالعبادة والطاعة وتهذيب النفس وتزكيتها وتربيتها بالاخلاق الحميدة وتنقيتها من مساوئ الاخلاق من خلال الممارسات الواردة فيه بالتأهب الروحي والبدني لاستقبال شهر رمضان، وترويض النفس على طاعة الرحمن، فان النفوس في هذه الشهور الكريمة تتشوق وتتلهف للعبادة والطاعة حتى يكون الانسان المؤمن دائما في حفظ الله وطاعته ولهذه الظاهرة اساب ذاتية وزمانية ومكانية:

1- الذاتية هي نقاء القلب من الشوائب لان الوهج العبادي لا يكون في القلوب الملوثة بالغيبة والنميمة والمشحونة بالبغضاء والشحناء والنفاق وغيرها من الامراض الأخلاقية، فبوجودها ينعدم العروج القلبي الى الله سبحانه وتعالى لبقاء القلب مشدودا بالتلوثات والاوساخ والشوائب الدنية والدنيوية وعند ذلك لا يكون شوق للعبادة وانشداد اليها فترى هذا الانسان يصلي ولكن بضجر وممل وسأم ولا ينفتح على تلاوة القران وقراءة الادعية وهذه الحالة لها أسبابها وعواملها ولا يسعنا ذكرها.

2- المكان: فحينما يكون الانسان عند بيت الله الحرام تحصل عنده حالة من التصاعد الروحي للعبادة لان المكان هو الذي يخلق هذه الحالة فيرى نفسه عند الكعبة او عند قبر الرسول او المشاهد الشريفة او المسجد النبوي الشريف فيكون لهذا العامل اثر كبير، ومن هنا جاء التأكيد على الصلاة في المسجد دون البيت لان الشارع ارض والبيت ارض والمسجد ارض ولكن بلاحظ المسجدية وكون المكان مرتبط بالله فتكون عنده حالة تصاعدية في العبادة وخصوصا اذا كانت الصلاة جماعة.

3- الزمان: فيوم الجمعة كبقية الأيام ولكننا نلاحظ ان ليوم الجمعة فاعلية كبيرة لدفع النفس الى التوهج العبادي والمسالة ليست يوم عطلة وانما طبيعة يوم الجمعة تشد الانسان المؤمن الى الطاعة، لان الزمان له اثر كبير في دفع الانسان الى العبادة ومثل ذلك يوم عرفة وليلة القدر وشهر رمضان وشهري رجب وشعبان فان هذه الأزمنة هي لا تختلف عن بقية الأزمنة ولكن شاء الله عز وجل ان يجعلها محطة تزود بالعبادة والطاعة واحب ان يرفع له منها الصوت عاليا.

كما زين الله هذا الشهر بولادة الامام الحسين (ع) واخيه ابي الفضل العباس (ع) والامام زين العابدين (ع) سجاد هذه الامة، فقد كان لهؤلاء الأقمار دور كبير في تربية الامة وتغذيتها بالمعارف الربانية مما لا يسعنا المجال لذكرها ، فالامام الحسين (ع) واخيه العباس (ع) رفعا لواء الدفاع عن المظلومين والمستضعفين والمحرومين في وجه طاغوت زمانهما حفاظا على الرسالة المحمدية وصونها من كل تشويه وتحريف أراده بنو امية، فلم يتنازلا امام طاغوت عصرهما حتى قال الامام الحسين (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد) الى اخر ما جاء في سيرتهم العطرة.

واما الامام السجاد فيكفينا ما تركه لنا من الدستور العظيم المعروف بالصحيفة السجادية ورسالة الحقوق التي شرحه حتى الان عدد كبير من العلماء، وقد تضمنا مضامين تربوية واخلاقية وإنسانية حتى تعجب بعض الغربيين من انشاء هذه الحقوق التي اسسها للبشرية في يومه ووقته في حين لم تعرف المجامع الحقوقية هذه الأمور الا في زمن متأخر حتى اخذت في سن قوانينها من هذا التراث الكريم الشيء الكثير، كما ترجم هذا السفران الى لغات متعددة ليستفيد منهما العالم.

وما احرانا اليوم ان نأخذ من بعض هذا التراث ليكون زادا لنا ولأبنائنا ولحاضرنا ومستقبلنا
فسلام الله عليكم يا أقمار اهل البيت ونجومها التي تهتدي بها البشرية لقول رسول الله (ص) (النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي)

 

محرر الموقع : 2023 - 02 - 25