العلامة السيد مرتضى الكشميري يشارك أبناء الجالية في هولندا في ذكرى ولادة الامام السجاد (ع) ويشير الى مواقف المرجعية واهتمامها بشؤون الفقراء والمساكين، ويتعرض الى مستجدات العصر الفكرية
    

شارك العلامة السيد مرتضى الكشميري أبناء الجالية في هولندا في ذكرى ولادة الامام السجاد (ع)مشيرا الى مواقف المرجعية واهتمامها

 بشؤون الفقراء والمساكين، متعرضا الى مستجدات العصر الفكرية

 

افتتح حديثه بالصلوات الشعبانية (اللهم صل على محمد وآل محمد شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وأهل بيت الوحي) واكد على أهمية هذه الصلوات الواردة عن المعصوم في قراءتها في شهر شعبان لما فيها من مضامين عالية توضح مقام اهل البيت (ع)، كما بين اهتمام النبي (ص) بهذا الشهر بمواضبته على الصيام والقيام والتهجد (الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدأب في صيامه وقيامه، في لياليه وأيامه، بخوعا لك في إكرامه وإعظامه إلى محل حمامه) وحث المؤمنين على الاهتمام بالتزود من اعمال هذا الشهر لتربية انفسهم وتزكيتها من خلال الاعمال الواردة فيه.
كما أشار سماحته الى دور هذه المراكز وفاعليتها في المجتمع مؤكدا على ان المرجعية العليا لم تكن فقط مهتمة بالعراقيين داخل العراق، بل تنظر الى الداخل والخارج بنظرة واحدة،
من ذلك نرى ان هناك اكثر من خمسة عشر مؤسسة ومركز في العالم الغربي، خمسة منها في المملكة المتحدة وستة منها في اوربا بالإضافة الى كندا وامريكا ففيها اكثر من ثلاثة مراكز لعموم المسلمين واكثر من يرتادها العراقيون، إضافة الى العشرات من المراكز التي توفر لها الدعم المالي والتبليغي إضافة الى التوجيه الديني الذي يحثهم على خدمة إخوانهم العراقيين من شتى الخلفيات والمذاهب.
وقال مؤكدا هذا المعنى كنت مرة بخدمته (مد ظله) في سفرة وعنده جمع من الأساقفة والكرادلة فكان يخاطبهم انتم العراقيون مسؤولون عن حماية وطنكم وبلدكم والاهتمام به، وشخصيا لم اسمعه في يوم ما يذكر الالفاظ التي يتداولها البعض ان هذا سني وهذا شيعي، واذا زاد تعبيره فيقول (المؤمنون) او (على المؤمن ان يفعل هكذا) و(مقتضيات الولاية تقتضي العمل هكذا).
كما أشار الى ان المرجعية اليوم هي صمام الأمان للمسلمين جميعا لا لشيعة اهل البيت (ع) فقط بل لجميع مسلمي العالم من مشرقها الى مغربها، وذلك ما رأينا من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة وقداسة البابا وغيرهم من مسؤولي العالم جاؤوا ليستنيروا بآرائه واطروحاته وخرجوا متعجبين لأحاطته بالأمور في حين انه يسكن في زاوية من زوايا النجف، وفي نفس الوقت رأينا اهتمامه بالأرامل واليتامى حتى أسس مؤسسة كبيرة لهم تتكفل معيشتهم سميت بـ(مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية) ، الى جانب مواساته للفقراء في مأكلهم ومشربهم ومسكنهم وملبسهم حتى نقل لي احد الأثرياء من افريقيا انه عرض على سماحته (مد ظله) صكا مفتوحا ليستبدل بيته ببيت اوسع فكان رد سماحته انك اذا عزمت على ان تشتري لكل فرد من فقراء النجف مسكنا يؤويه من الحر والبرد فآخر من تفكر منهم بي.
ومن هنا أصبحت الناس رهن اشارته وتتفداه وتدعو له دائما وتأخذ بتوجيهاته ونصائحه، من ذلك ما رأيناه في الامس القريب حثه العراقيين على مواساة إخوانهم في سوريا وتركيا، وباشارة عابرة رأينا الشعب العراقي هب بكل اطيافه الى مساعدة إخوانهم في سوريا فرأينا الشاحنات تلو الشاحنات والسيارات تلو السيارات تحمل اطنانا من المواد الغذائية والالات الثقيلة للمساعدة في البحث عن الناجين، ففي شحنة واحدة كانت اربعمئة ناقلة وشاحنة وسيارة ولم يبالوا بالصعوبات والتهديدات التي تواجههم في الطريق من داعش واخواتها ، حتى نصب العراقيون هناك افرانا ومطاعما تجهز المئات من وجبات الطعام، كل ذلك بتوجيه من المرجعية العليا نظير ما رأيناه في قضية داعش حينما استعدت للهجوم على بغداد والعتبات المقدسة وقتل المراجع، فبكلمتين أصدرها على لسان معتمده الشيخ الكربلائي هب الناس في اليوم الثاني للدفاع عن العراق ومقدساته وعلمائه حتى رأينا البعض منهم كان يبيع مقتنياته لشراء ملابس عسكرية ليكون في صفوف المدافعين.
واكد على ان هذه المؤسسة وغيرها ما وجدت وما دعمت الا بتوجيهات المرجعية العليا زادها الله عزا وشرفا كما زاد علماءنا ومراجعنا وحوزاتنا المقدسة ذلك وحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.
الى جانب هذا فقد حث الإباء والامهات على الاهتمام بمساندة المدرسة بحث أبنائهم على التواجد والحضور، لان هذه المدارس تحفظ لهم هويتهم وعقيدتهم ودينهم خصوصا في هذا العصر الذي تنتشر فيه النظريات الهدامة للدين والعقيدة والدعوة الى الديانة الابراهيمية بحجة وحدة الأديان. بهذا وغيره جعل الأعداء يسممون أفكار الشباب ويشككون في عقيدتهم حتى راينا البعض منهم يتنكر لاسلامه وعقيدته ودينه واصبحوا مصداقا للحديث (إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ) ولعل هذا الزمن من مصاديقه ، حيث نرى فكرة الالحاد والتشكيك انتشرت بين الشباب خصوصا بالذات الإلهية ومن جانب الاخر تنكر البعض للقيم السماوية التي تتنافى مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، من ذلك ما رأيناه الدعوة اليوم الى الزواج بالمحارم والمماثل الذي هو مصداق الحديث (.. إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء ..).
كما اثنى سماحته على دور مؤسسة الكوثر وشكر العاملين فيها بأسمائهم من يوم تأسيسها وفي مقدمتهم الأخ أبو مروة الاسدي الذي بوجوده ازدانت المؤسسة بالشباب ونشاطاتهم باللغة الهولندية والعربية، واثنى على شباب هولندا من مختلف قومياتهم في تعاونهم والتزامهم بالبرامج المقامة لهم سواء كانت في محرم وغيرها من المناسبات.
كما شكر الحاضرين والحاضرات على تعاونهم مع المركز من الناحية المادية في نصب الواح الطاقة الشمسية ومكيفات الهواء في المركز، ومساهمتهم الفعالة في ذلك مما وفر الكثير من مصروفات المركز.
واكد أيضا على تفعيل ثقافة العطاء والمساهمة في دعم المراكز، وكان قد اقترح في أوائل مجيئه الى هولندا ان يكون هناك صندوق للمساهمة يشارك فيه الجميع ولو بالقليل كما فعله الاغاخانيون في مشروع جمع الفلس حتى بلغ الحال اليوم ان لهم مراكز ومؤسسات ومستشفيات في باكستان والهند وغيرها وأصبحت موضعا لنشر فكرهم.
وأخيرا حث الناس على الاهتمام لأستقبال شهر الرمضان المبارك بتطهير نفوسهم وتصفية علاقاتهم مع إخوانهم لان شهر رمضان فيه الجميع بضيافة الله، ومن كان في ضيافته عليه ان يطهر نفسه ويربيها على الفضائل في هذا الشهر الذي فيه انفاسنا تسبيح ونومنا فيه عبادة وعملنا في مقبول ان شاء الله.
كما تطرق سماحته الى جانب من حياة الامام السجاد (ع) ودوره وموقفه امام هشام في بيت الله الحرام حينما كان (ع) يطوف منفردا تعلوه هيبة الله، فكان الناس ينفرجون عنه سماطين، فقال قائل من حاشية هشام من هذا؟ فكان جوابه: (لا اعرفه)، فنفض العرق الولائي في الفرزدق وارتجل قصيدة على الفور منها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته          والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ          هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله          بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا

مما سبب تفرق حاشية هشام ووزرائه وقواده عنه فقام منوها عن هذه الهزيمة بالطواف حول البيت، فواجه الامام (ع) قائلا: يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي؟ فقال علي بن الحسين (ع): إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فان أحببت أن تكون كهو فكن، فقال: كلا، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا، فجلس زين العابدين وبسط رداه وقال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك، فإذا إزاره مملوءة دررا يكاد شعاعها يخطف الابصار، فقال له: من يكون هذا حرمته عند ربه يحتاج إلى دنياك؟! ثم قال: اللهم خذها فلا حاجة لي فيها.
من معشر حبهم دين وبغضهم          كفر وقربهم منجا ومعتصم
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده          لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ

فسلام الله عليك يا سيد العابدين وسيد الساجدين يوم ينادي المنادي من بطنان العرش اين سيد العابدين فيقوم ملتحقا بجده رسول الله (ص).
واخير دعا الله عز وجل ان يجمع كلمة المسلمين وان يوحد ما بين قلوبهم
هذا مجمل ما جاء في حديث سماحته في مؤسسة الكوثر
والحمد لله أولا واخرا

 

 

محرر الموقع : 2023 - 02 - 27