القنصلية العراقية العامة في مونتريال تقيم امسية عن الفن المعماري العربي
    

اقامت القنصلية العراقية العامة في مونتريال مساء يوم الاحد 6/10/2013 امسيتها الثقافية السادسة في بيت العراق (دار سكن القنصل العام) تحت عنوان "فن العِمارة في الحضارة العربية ــ الاسلامية" وكان المحاضر الدكتور المهندس محمد كاظم جواد علي الاستاذ في جامعة كونوكورديا الكندية في مونتريال.

قدم المحاضر الى الجمهور الحاضر، القنصل العام السيد جاسم نعمة مصاول، اشار فيها الى أن عمل المهندس المعماري هو عمليةَ ابداعٍ وخلقٍ وتجديدٍ ترتكز أساساً على ابعاد جمالية للمحافظة على تراث الامة وصيانته، وأضاف بأن المهندس المعماري هو شاعر وفنان تشكيلي رومانسي واسع الخيال والافق يحوّل الحجر الصماء الى لوحة تعبيرية جميلة تسر كل من ينظر إليها، لهذا تنعكس تصاميم المهندس المعماري مباشرة على المجتمعات البشرية والانسانية، بل إن المهندس المعماري هو الذي يصنع حضارة الشعوب ورقيها وتمدنها...

وذكر القنصل العام في تقديمه أن الفنَّ العربي ــ الإسلامي يُعَدُّ من أنقى وأدقِّ صور التعبير عن الحضارة العربية ـــ الإسلامية، بل مرآة ناصعة للحضارة الإنسانية حيث يُعْتَبَرُ الفنُّ العربي ـــ الإسلامي من أعظم الفنون التي أنتجتها حضارات العالم في القديم والحديث، وهناك شواهد كثيرة في اليمن والجزيرة العربية والبتراء في الاردن والحضر في العراق وتدمر في سوريا وغيرها من الحواضر العربية القديمة، وقد ورد 137 مصطلح معماري عمراني في القرآن الكريم يشير الى هذه الحواضر.

وتطرق السيد جاسم نعمة مصاول الى أن العمارة الإسلامية تعد من أهم فنون الحضارتين العربية والإسلامية، واستطاعت أن تكون لنفسها طابعا مميزا عبر عن خصوصيتها، لارتباطها بالعقيدة الإسلامية السمحة.

واختتم بالقول أن الفن المعماري العربي ـــ الإسلامي لعب دوراً كبيراً في خلق حوار فني حضاري متميز، لأنه انطلق من هويته وحافظ على خصوصيته الثقافية فاستطاع من خلال جمالية إبداعه الفني تقديم الوجه الحقيقي لحضارته.

ثم القى الدكتور المهندس محمد كاظم علي محاضرته بالاستعانة بصور ومخططات عن فن البناء المعماري في العراق القديم والوسيط والحديث كنموذج للحضارتين العربية والاسلامية. وأشار الى العمارة بين الاصالة والحداثة والترابط بينهما، وكيفية الاستفادة من التراث العريق في بناء معماري متميز وخاص بالعراق. واضاف ان المهندس العربي نبغ في عصر ماقبل الاسلام وبعده في أعمال الهندسة المعمارية؛ حيث وضع الرسوم والتفصيلات الدقيقة والنماذج المجسّمة اللازمة للتنفيذ، كما استطاعت العمارة العربية ـــ الاسلامية ان تجد لها شخصيتها وطابعها الخاص المميز، سواء أكان ذلك نتيجة للتصميم الجمالي، ام العناصر المعمارية المميّزة، أم الزخارف المستعملة.

وتحدث الدكتور محمد كاظم علي عن مراحل تطور العمارة في العراق، مثل الاقواس والطاق والقبو والقباب، إذ كانت هناك ابدعات متميزة في التسقيف.

وأشار الدكتور المحاضر الى عناصر العمارة الاسلامية، وادخال مفاهيم جديدة في هذه العمارة، وخاصة بناء المسجد، وكيفية بناء المئذنة والزخارف التي يحتويها، وخاصة هو المكان الروحي المنطلق الى السماء.

وتحدث الدكتور محمد كاظم علي عن نماذج من العمارة الاسلامية مستعينا بصور ومخططات هندسية، مثل المدرسة المستنصرية في بغداد، ومدينة سامراء وجامعها الكبير وملويتها وقصر العاشق، وحصن الاخضير، وضريح الامام علي (ع)، منارة الحدباء في الموصل، وأضاف بأن المعمار الاسلامي استطاع أن يوظف العلم في البناء المعماري فضلا عن عملية الخلق والابداع التي تميز بها المهندس العربي ــ الاسلامي في تلك العصور.

ثم انتقل الدكتور المهندس محمد كاظم علي الى تقديم نماذج معالم معمارية في الذاكرة الشعبية العراقية، مازالت تعيش مع الناس، ومنها قصر شعشوع المبني عام 1908 والذي يعود الى أحد اليهود العراقيين، ثم سكنه المرحوم الملك فيصل الاول، ثم ذكر بناية عمارة الدامرجي التي يعرفها جميع العراقيين وخاصة اهل بغداد وهي اول عمارة تبنى بستة طوابق في العاصمة بغداد، وبعدها باب الاغا المبني عام 1749، ثم خان جغان المبني عام 1592، وبعدها سوق الغزل المبني في العصور الاخيرة من العصر العباسي.

وفي ختام المحاضرة جرى نقاش ومداخلات من الجمهور الحاضر عن البناء المعماري عند العرب وخاصة في العراق، وتمت الاشارة الى العمارة في الحضارات السومرية والبابلية والاشورية.

وبعدها قام القنصل العام السيد جاسم نعمة مصاول بتقديم شهادة شكر وتقدير الى الدكتور المهندس محمد كاظم علي لجهوده في نجاح الامسية الثقافية، وكذلك الى العازف الموسيقي الياس يوسف.

حضر الامسية حشد من المثقفين العراقيين والعرب المغتربين في مونتريال من شعراء وكتاب وفنانين تشكيليين واساتذة جامعات ومهندسين وصحفيين ومسرحيين نساءً ورجالاً.

 

                

محرر الموقع : 2013 - 10 - 07