أبناء مدينة الصدر يفتحون منازلهم لنازحي الأنبار
    

جنان الاسدي : في موقف يوضح الصورة الحقيقية للعراقيين، تسارع ابناء مدينة الصدر الى ايواء العائلات النازحة من الانبار وتوفير كل ما تحتاجه من مواد غذائية وعينية، وهو ما وصفته هذه العائلات بانه افضل واقوى رد على كل من يحاول دق الاسفين بين ابناء الشعب الواحد، ويسهم في الوقوف صفا واحدا ضد المخططات الواهية لعصابات «داعش» الارهابية التي تحاول خائبة المساس بفسيفساء العراق. 
النازح (مشتاق ابو مشعل 50 عاما) من محافظة الانبار اكد في حديثه لـ»الصباح» ان استقبال اهالي المدينة له ولعشرات العائلات النازحة من الانبار، فاق الوصف سواء من خلال توفير وسائل نقل وامكنة السكن والمواد الغذائية وغيرها من المستلزمات التي هم بحاجة اليها كونهم خرجوا خالي الوفاض هربا من بطش اجراميي «داعش».
واردف انه وطوال عام كامل اثناء وجوده في الرمادي كان يعاني من مرارة توفير لقمة العيش لعائلته، لاسيما بعد ان قامت عصابات «داعش» الظلامية بالاستيلاء على محاله الثلاثة المختصة بالحدادة، مؤكدا استيلاء تلك العصابات على منزله بعد دخولها منطقته في مركز الرمادي ما حدا به الى النزوح برفقة عائلته الى بغداد.
واستذكر (ابو مشعل) بعيون دامعة وصوت تخنقه العبرات ولده (محمد) ذا العشرين ربيعا الذي توفى بسبب رفض ارهابيي «داعش» علاجه من مرض غامض تسببوا هم به، بعد ان رفض القتال معهم، كون الخدمات الطبية هناك كانت محصورة بجرحاهم الذين كانوا يسقطون بالعشرات نتيجة لمعارك التحرير من قبل القوات الامنية، مؤكدا ان موت ولده بين يديه هو خير من ان يقاتل ابناء وطنه. 
واضاف انه وبعد استقرار عائلته والاطمئنان عليهم سيقوم بالتطوع في صفوف الحشد الشعبي بهدف مواجهة تـلك الـزمر الارهـابية والأخـذ بثأر ابنه وجميع المواطنين الابرياء ممـن قتلوا على ايديهم، مشددا على ان غالبية الرجال من النازحين تطوعوا لقتال ارهـابيي «داعش» بعد دخـول عائلاتهم الى محافظة بغداد وتركها في ايـاد امـينة.
اما النازحة (ليلى عبد الرزاق 48 عاما) فبينت لـ»الصباح» ان استقبال اهالي المدينة لها ولعائلتها وعشرات العوائل، اسهم في التخفيف من المعاناة والمشقة التي لاقوها طوال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، ابرزها نجاحهم بالخروج اصلا من منزلهم، لاسيما انهم من سكنة منطقة السبعة كيلو التي فرضت عصابات «داعش» الارهابية سطوتها عليها ورفضت خروج الاهالي منها، مشيرة الى ان عدداً كبيراً من عناصر القوات الامنية والحشد الشعبي والجيش والشرطة قاموا بكفالة العائلات النازحة واحضارها الى مدينة الصدر لتجد ملاذا آمنا لها بين ساكـنيها.
واضافت ان ابنها (احمد 31 عاماً) المنتسب في القوات الامنية، بقي هناك يقاتل ظلاميي «داعش» الذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق المدنيين دون تمييز بين الشيخ والمرأة والطفل والشاب، كاشفة عن ان العائلة التي تضم عنصرا امنيا فيها، يتم قتل امه وابيه واغتصاب اخواته او زوجته او ابنته، مؤكدة ان كل ذلك لم يثنها عن مؤازرة ابنها لكي يثبت امامهم في الحرب المقدسة التي يخوضها العراق للحفاظ على العرض والارض.
من جانبه، بين النازح (معتمر خالد سعيد 45 عاما) انه بقي مع عائلته لمدة ثلاثة ايام مفترشا العراء امام نقطة الجيش بانتظار من يكفله أحد بعد رحلة طويلة قطعها على الاقدام برفقة زوجته واطفاله الثلاثة كونهم لم يمتلكوا الاموال اللازمة لنقلهم الى حدود العاصمة، ليتم اخيرا كفالته من قبل احد منتسبي القوات الامنية ليدخلوا الى حيث كانت شاحنات كبيرة وفرتها القوات الامنية لتقلهم الى حيث وفرت لهم عائلات مدينة الصدر المـأوى والامان والطعام كما تكفلت بتوفير جـميع احـتياجاتهم الـضرورية، مؤكدا ان عمق الترابط الاخوي بين ابناء العراق لن تزحزحه محاولات ظلاميي «داعش» الخائبة التي ستلاقي مـصير كـل خـائب حـاول المساس بـهذا الوطن.

محرر الموقع : 2015 - 04 - 25