شبَّان أوروبَّا المسلمون والخطاب الدِّيني المطلوب
    

المفترض أن يعتلي المنبر لتوعية النّاس، وبخاصّة الشباب منهم، مَن هم أهلٌ للدّعوة والتبليغ والتّوجيه، بالحدّ الأدنى من المستوى المطلوب، من أجل صناعة جيل يتربى على أجواء صحيّة بعيدة من التّعقيدات والتطرّف والتزمّت في الفهم، وبالتالي في الموقف، وصولاً إلى السّلوك في الواقع.

قضيّة الأئمّة غير المؤهَّلين من الّذين يعتلون المنابر داخل مساجد المسلمين في أوروبَّا، لا تزال من المسائل المتداولة إعلاميّاً، لما لها من تأثير، بحسب المراقبين، في تخريج شباب أوروبي مسلم ينتهج التطرّف فكراً وسلوكاً ومعتقداً، وخصوصاً ما أثبتته التّجرية عمليّاً من خلال بعض الأحداث الأمنيّة الدّامية التي حصلت مؤخّراً في العديد من الدّول الأوروبيّة، وهو ما تسبّب بنقاش عامّ حول الوافدين والمهاجرين المسلمين، ومخاطر تطرّفهم على المجتمع الأوروبي، حيث يستغلّ المتطرّفون اليمينيّون ذلك في خطابهم وسياستهم.

عشرات، لا بل مئات المساجد والهيئات الإسلاميَّة في أوروبّا، يتساءل البعض حول من يعتلي منابرها؛ هل عنده ما يكفي من مؤهّلات لإعداد جيل من الشباب يؤمن بالحوار والتواصل مع الآخر والتّسامح معه؟

فبعض المراقبين يلفت إلى أنَّ كثيرين من أصحاب المنابر من غير المؤهَّلين، باتوا اليوم المحرّك الأساس في دفع الشبّان المسلمين إلى التطرّف في ألمانيا وأوروبّا عموماً، حتى بات الكثير من الأوروبّيين يعتبرون أنَّ هناك سبباً واحداً للإرهاب، وهو الإسلام، وهو خطأ فادح، إذ إنَّ الإسلام هو الضحيّة الأولى لهذا التطرّف من جهة، ولتقصير بعض مَن هم ليسوا أهلاً للمنابر من جهة أخرى.

ما تحتاجه أوروبّا، هو مدّ الجسور مع المراكز والجامعات الإسلاميَّة المعروفة بانفتاحها واعتدال خطابها وعقلانيّتها، بمقاربة الإسلام بالشّكل الّذي ينتج شباباً منفتحين يعبّرون فعلاً عن هويّة الإسلام وثقافته، في زمنٍ أضحى التّشويه له سمة غالبة في أوروبّا وغيرها من المجتمعات.

محرر الموقع : 2016 - 10 - 28