التغطية الاعلامية لليلة الخامسة من شهر محرم الحرام في مؤسسة الامام المنتظر في السويد
    

 

إفتتحت الليلة الخامسة من عاشوراء 1435 هـ بتلاوتة مباركة من القرآن بصوت الأخ أبو مسلم الفضلي قرأ بعدها زيارة الإمام الحسين وشهداء كربلاء.

ثم ألقى الشاب المؤمن كرار الكلابي المحاضرة السويدية للأطفال والشباب ذكر فيها قصة خروج الحسين بعد إرسال إبن عمه مسلم بن عقيل الى الكوفة وقصة مسلم بن عقيل وغدر الناس به.

ثم إعتلى المنبر سماحة الشيخ غموس الزيادي مفتتحاً المجلس بذكر المصيبة ثم قرأ الأية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم: "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ".

الطريق الى الحق والحقيقة والدين تحتاج الى دليل وبرهان وبينة. فلا يستطيع الداعي الى الله والى الحق دون هذه العناصر ويصعب على الناس فهم هذا الإنشاء والتصورات والأوهام.

فالنبي محمد(ص) كان يخاطب الناس بالدليل والعقل ليستدل الناس الى الله ليكون مختاراً وصاحب القرار في سلوق الطريق الصحيح وليس النبي والإمام والهادي مسؤول عن قرارهم وخيارهم كي لا يؤله النبي.

فحادث الطف يقوي بصيرة الإنسان ليستطيع من خلاله التفقه في الدين وفهمه وهذه هي الرسالة الحقيقية للإمام الحسين. فالإسلام يركز على النوع والكيف لا الكم. فكل شهيد في كربلاء يمثل الأنموذج الخالص للبصيرة. فنقرأ في الزيارة عنهم: "السلام عليكم أيها الربانيون" وكذلك أمير المؤمنين مجّد كربلاء لأشخاصها الذين إستشهدوا فيها ليقول عليه السلام: "يالك من تربة يقتل عليك أناس يدخلون الجنة بلا حساب. والله لايسبقهم سابق ولايلحقهم لاحق" فهم وصلوا الى القمة في الحقيقة وفي معرفة الحق. فوجود الأنصار في العقيدة هم ركن أساسية في الدعوة الى الله. فموقف أصحاب الحسين أكد أن أهل البيت على الحق. فقد ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الحق. فقد تحركوا ببصيرة حسبما أكد عليه الرسول(ص) والأئمة(ع).

فعندما لم يكن مع أمير المؤمنين توقف عن طلب الحق. فقد أراد بني أمية وأتباعهم الى هذا اليوم أن يطمثوا كلمة الحق وعزل أهل البيت عن الناس. وقد كان زمانه من أصعب الأزمنة في صدر الإسلام فالكل يدعي أنه مسلم ويدعو الى الله في معسكر الإمام علي ومعسكر جيش الشام الذي وضع معاوية مصحف في عنقه ويصرخ الله أكبر. هنا قال أمير المؤمنين(ع): "نظر البصر لايجدي إذا عميت البصيرة". فكتب الى معاوية: "أرديت جيلاً من الناس كثيراً. خدعتهم بغيّك والقيتهم في موج بحرك فجرهم عن وجهتهم ونكسوا على أعقابهم وعولوا على أنسابهم إلا من فاء من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك ولجأوا الى الله" فقد أردى معاوية بصيرة الناس وفكرهم وإشترى منهم دينهم وتحولوا الى القبيلة والقومية والانساب وأخذوا الدين من قشوره إلا من كانت لديه بصيرة فلم يتبعوه أو بعد ما إكتشفوا الحقيقة فتركوه وإتبعوا علي عليه السلام.

فالتفكير في القرأن والدين بالبصيرة تحل كثير من العقد والمشاكل. فالله أعطى بعض الناس البصيرة ليكونوا شهداء على الناس مع رسول الله(ص) حسب الآية الكريمة.

فبإعمال البصيرة في الشخصيتين علي ومعاوية يكتشف الإنسان الحق كما قال عمار بن ياسر: "لو هزمنا الأعداء حتى أوصلونا الى الهجرة ما شككت أننا على حق وأنهم على باطل" فكان صاحب بصيرة حقة.

وكذلك ما نسمع من الأحاديث المذكورة في التاريخ عن الرسول والأئمة لاتنطبق مع العقل والمنطق نستطيع بالبصيرة ردها.

فالحسين أراد في ثورته إسقاط شرعية حكم ودولة أمية وتنبيه الناس الى بصيرتهم وعقلهم. فقد عرف أصحاب الحسين أنه إمام حق وهو الوصي لرسول الله وسيد شباب أهل الجنة فقاتلوا تحت لوائه. حيث يقف حبيب بن مظاهر على مسلم بن عوسجة فأومأ مسلم بيده قائلاً: "أوصيك بهذا أن تموت دونه". هذه هي البصيرة التي قال عنها عدوهم عمر بن الحجاج الزبيدي في المعركة بعد أن عجزوا عن مواجهة أصحاب الحسين: "ويحكم أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان الأمصار وأهل البصائر وقوماً مستميتين".

ثم ذكر مصيبة عاشوراء وإختتم بالدعاء للمسلمين الموالين والحاضرين.

بعد ذلك جاء دور الحاج أبو زهراء الصواف بالمراثي والقصائد الحسينية لتنتهي الليلة الخامسة بمأدبة العشاء تيمناً بالمناسبة.

 

 

 

محرر الموقع : 2013 - 11 - 10