لمحات من كتاب...مع الإمام علي (ع) في عهده لمالك الأشتر وباب " عدم مساواة المحسن بالمسيء"‎
    

يسلط "مركز التضامن للإعلام" الضوء  على كتاب مع الإمام علي (ع) في عهده لمالك الأشتر، لمؤلفه سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، والأبواب التي جاءت فيه فيما يخص وصايا أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الأشتر، مع تعليق المؤلف على هذه الوصايا،

 

ومن ضمن ما جاء فيه من أقوال أمير المؤمنين علي (ع)) :( لا يكون المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء، فإن في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريبا لأهل الإساءة على الإساءة، والزم كلا منهم ما ألزم نفسه، واعلم انه ليس شيء أدعى إلى حسن ظن راع برعيته من إحسانه إليهم ... )


وهنا يعلق آية الله الشيخ محمد باقر الناصري على الحديث قائلا: يحث أمير المؤمنين (ع) على ضرورة أنصاف الناس وان لا يعامل الحسن كالمسيء لما في ذلك من تزهيد أهل الإحسان بإحسانهم وعدم تشجيع غيرهم على الإحسان، كما لا يرى المسيء ضررا وامتهانا من إساءته ولا حافزا للإقلاع عن منكراته، وليس من الإنصاف عد المسيء كالمحسن ولا الجبان كالشجاع ولا الكسول كالمجد، ولا الجاهل كالعالم وان ذلك من مصائب الدهر على كل كريم. 

يقول تعالى : 

 ]أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُون [.

 

ويضيف سماحته: وما هذه الفوضى في مختلف جوانب الحياة اليوم وتصدر الأذناب واللئام والفسقة إلا لون من ضياع المقاييس الذي يذمه (ع) ويحذر من مغبته، وما يجره على البلاد والعباد من بلاء وعناء ولا خلاص للإنسانية القلقة الحائرة إلا بالرجوع إلى الإسلام والاقتداء بآراء هداته.


ثم يوضح (ع) بأن الناس لهم أطوار مختلفة في العشرة والمعاملة والمسايسة، ومن حسن إدارة الراعي معاملة رعيته بما يألفونه من الأقوال والأفعال. 


وجميل قول الشاعر : 

أخالط أبناء الزمان بمقتضى 

                               عقولهم كي لا يفوهوا بإنكار 


ولا ضير في هذا النهج ما لم يخرج صاحبه عن الدين والحق أو يعين على إشاعة وتركيز البدع والضلالات، كذلك يؤكد الإمام (ع) على ولاة الأمور أن لا يرهقوا الناس..  بما لا طاقة لهم به، ويحملوهم على التمرد والمخالفة بل لابد من اختيار طاقاتهم في المهام والتعاليم فإن ذلك ادعى للطاعة وإشاعة السلام والوئام، وعاملا من عوامل إخلاص الرعية للراعي والتفافها حول الحكم.

محرر الموقع : 2017 - 04 - 10