أنهم يقتلون الفلامنكو
    

حسين باجي الغزي.
 في طريق عودتى من دار اخي في البصرة متوجها الى الناصرية وتحت احد الجسور فو جئت باعداد من الباعه يفترشون الارض وامامهم اعداد من طيور الفلامنكو الحي منها والمذبوح .توقفت لارى اي جريمة هذة وأي اهانة لجهود وطن تظافرت فية جهود علمائة ومثقفية ومحبوا الطبيعة والتاريخ لكي يدرجوا اثاره واهوارة ضمن لائحة التراث العالمي وليحافظوا على التنوع البيئي والاحيائي في مياهه .
 أقتربت من احدهم وهومراهق يضع قبعة مقلوبة على راسة ويتباهى بسلخ احد الطيوربسكين طويل . .مسكت يدة ونهرتة ..ماذا تفعل ..اتقتل طير من اجمل واندرالطيور .. جاء من اخر الدنيا ليحط في وطنك .
التفت هازئا ..واطلق ضحكة مستهترة:
(أستاذ يانادر ياجميل ..شلون بيه تشريبه تخبل)
 صدمت وراودتني رغبة بأن أجهش بالبكاء وأنا أتامل مئات الطيور الجميلة تنحر عبثا على قارعة الطريق ودورية الشرطة لاتبعد عنها سوى أمتار .
 وفي كل دول العالم تتمنى وصول طائر الفلامنكو الى أراضيها حتى يضيف جمالها رونقا على جمال الطبيعة وتسر الناظرين وتكون مصدر جذب سياحي ..الا في بلدي فمصيرها الذبح والقتل. وهومن الطيور النوادر الموجودة على سطح الارض ويزور العراق سنويآ عن طريق الهجرة حتى ينتشر بين اهوار العراق من هور السنافية وهور الجبايش وام عناج وقليل منه في هور الحويزة. أذ أن العراق يمتلك خطين لطريق هجرته من اصل 14 خط في العالم.
 الغريب ان الفلامنكو يعتبر من الطيور المحرمة اكله حيث انه طائر لحمي وذو اظافر و من الطيورالتي صفيفها اكثر من رفيفها أي أنها تصف جناحيها اكثر من ان ترفهما فحرام اكلها حالها حال النسور والصقور والعقبان وهذا من باب الحرمة الشرعية .

ولايدري هذا الطائر انه حل بوطن لايعرف رعاعه حلال او حرام .فما أن وطئت اقدام الطائر تربة العراق ليتخذ منه مستعمره ومآوى هربا من الظروف المناخية القاسية والاعداء, حتى كان في هبوطه ’مثواه الاخير,فوجد فيها ما هو اشد فتكا مما هرب منه , حيث تلاقفت بنادق الهمج مجموعات كبيرة منه محدثه ابادة في اجمل الطيور, بغية نفخ بطونهم الخاوية بلحمة هذا الطير وملئ جيوبهم بريع ما اقترفته أيديهم ,دون مراعاة لجمال البيئة في بلد غادر اغلب رقعه الجمال .
 أنة عمل اجرامي قام فيه مجموعة من سلالة المتخلفين وهو امتداد لسلسلة الخراب البيئي المتواصل في العراق. وعلى الحكومات المحلية التي تقع في حدود سلطاتها هذة الجرائم والمهازل ..ان تضع حد وتفرض عقوبة صارمة ضد كل من يمس الطيور المهاجرة ومنع صيدها.
 فبالامس صفقنا حينما انتصر العراق بادراج الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي.وجعله محميه طبيعيه..والان يقوم نفر ضال من ابناء الاهوار وغيرهم بقتل الفلامنكو وقتل  الحياة وتدمير الطبيعه فيه....اي قسوة واي بربرية تلك التي تتربع فوق نفس البشر بحيث تقوم بقتل تلك الطيور المهاجرة الجميله الباحثه عن مواطن الدفئ في اهوارنا...هذه الوحشيه تقتل حلم استمرار اهوارنا ضمن لائحة التراث العالمي...وهي رساله الى الشعب والمسؤولين... والى كل من يحب العراق .

محرر الموقع : 2017 - 01 - 07