عام جديد ومشاعر مفعمة بثبات الاحرار وانتصار الشعب
    

الاستباحة التي مارسها الطاغية وعصابته هذا الاسبوع تعكس مدى خسة النظام وإجرامه، فقد تعرضت مناطق عديدة للاستباحة من بينها بني جمرة وعومل أهلها بوحشية من قبل مرتزقة العصابة الحاكمة التي عاثت في الارض فسادا وعذبت أهلها وأسدلت عليها ستارا من الاهانة والتنكيل غير مسبوقين. والسبب؟ اخفاق الطاغية وجلاوزته في حفظ النظام وممارستهم ابشع اصناف التعذيب بحق السجناء البحرانيين، واصرارهم على حصار الدراز واستضعاف سماحة الشيخ عيسى قاسم. ثم جاءت حادثة هروب عدد من سجناء الرأي الذين ذاقوا اصناف العذاب من سجن جو لتمثل ضربة موجعة للاجراءات الامنية التي انفق الديكتاتور الملايين من اموال الشعب المنهوبة، ولتكشف ان الخليفيين ضعاف جدا، وان بقاءهم انما هو بسبب الدعم غير المحدود من داعميهم السعوديين والبريطانيين. ويمكن اعتبار الهروب الجماعي تطورا غير مسبوق اظهر هشاشة اجهزة الامن الخليفية التي تستقوي بالاجانب على المواطنين. ولذلك جن جنون رموز الحكم الخليفي الذين اعتقدوا انهم أحكموا سيطرتهم على البلاد والعباد وان احتلالهم ارض البحرين سيستمر الى الابد. فالاشخاص الذين نفذوا اكبر عملية هروب في تاريخ البلاد استطاعوا ان يفلتوا من قبضة الجلادين ويضعوا حدا لمعاناتهم الشخصية التي تملأ مجلدات عديدة لو سجلت اقوالهم وشهاداتهم.

 

الطاغية سعى لاستعادة كرامته وصدقيته بعد الهروب الجماعي من سجن جو، ليس بالاستسلام للشعب والتخلي عن الكرسي الذي أقعده الاجانب عليه، بل بتكثيف اساليبه القمعية التي من ضمنها استباحة منطقة بني جمرة واعتقال العشرات من ابنائها، وأسر النساء والاطفال وإحكام الاسلاك الشائكة حول منطقة الدراز. لقد اصبح الجميع مسجونا في هذه الارض المعذبة، اما داخل زنزانات التعذيب او في الوطن المأسور لدى العصابة المجرمة. وبعد سنوات عجاف من العذاب والتنكيل، اصبح على ذوي الشهامة ان يضعوا حدا لتداعي الاخلاق والقيم في بلد حظي بمباركة نبوية منذ الايام الاولى لاعتناق اهله الاسلام بعد ان فتحت سلما بدون ان يوجف عليها بخيل ولا ركاب. فالطاغية استغل منصبه لإيذاء المواطنين وسلبهم حريتهم وحقوقهم، وبدلا من اقامة نظام سياسي صالح أصر على ممارسة اساليب التنكيل والاستضعاف، مستعينا بالاجانب، فيما اودع المواطنين الاحرار زنزانات التعذيب بدون رحمة. مر على هذا الامر سنوات عديدة، وهو يرفض القيام باي اصلاح يذكر لنظام حكم متهريء، يستمد قيمه من الماضي ويرفض تسليم السلطة لممثلي الشعب الشرعيين. ويمكن اعتبار عملية الهروب الجماعي صفعة شديدة وجهت لشخص الديكتاتور ومن معه لعلهم يستيقظون من سباب الغفلة ويستوعبوا حقائق الواقع. ولكن هيهات، فقد سبق السيف العذل، وأبى رموز الحكم الجائر الا الاستمرار في القمع والاستبداد والتنكيل حتى يسقطهم الشعب بصموده وثورته المتحضرة التي حطمت كبرياء الطغاة وكشفت جرائمهم واثبتت عداءهم للدين والانسان معا.

 

العالم استهل عامه الميلادي الجديد بمشاعر مفعمة بالامل والحب، آملا ان ينقضي العهد الاسود الذي عبث فيه الارهابيون بحياة البشر واسرفوا في القتل وسفك الدماء. ولكن حكام هذا العالم ليسوا متفقين على سياسات تجتث هذا الارهاب بالتصدي لاسبابه، وفي مقدمتها الدعم المالي والسياسي والايديولوجي لفكر التطرف والاقصاء والتكفير والارهاب. وقد شهد العام المنصرم وعيا دوليا لدور بعض دول مجلس التعاون وفي مقدمتها السعودية في رعاية هذه الظواهر، وتطرقت وسائل الاعلام الدولية لها، وطالبت الدول الغربية خصوصا امريكا وبريطانيا بتغيير سياستيهما تجاه انظمة الدول المذكورة، والضغط على التحالف الشرير الذي يواصل عدوانه على اليمن ووقف حربه غير المشروعة. مع ذلك ما تزال واشنطن ولندن تصران على مواصلة ذلك الدعم وامداد السعودية بالاسلحة التي تستخدم يوميا لارتكاب جرائم ضد الانسانية. ويوما بعد آخر يتعمق الاستقطاب بين القوى الشريرة التي تمارس القتل وسفك الدم والعدوان على الابرياء، والمواطنين المطالبين بحقوقهم المشروعة في الشراكة السياسية ضمن انظمة سياسية يختارونها بحرية. الصراع ليس جديدا ولكن وتيرته تصاعدت مع استمرار سقوط ضحايا الارهاب والعدوان في العراق وسوريا وليبيا واليمن والبحرين. انها النسخة المعاصرة من سجل الظلم المرتبط بالاشرار، اعداء الله والانسانية والحق والعدل.

 

وثمة شعوب تدفع ثمن هذا الاستقطاب الذي يزداد حدة وضغطا. وشعبنا البحراني احدها. فهو يعيش تحت قهر واضطهاد متواصلين، حيث تتحكم الاقلية الاجنبية في الاكثرية التي يمثلها السكان الاصليون (من الشيعة والسنة). هذا النظام يستخدم الطائفية سلاحا لتمزيق الوطن والشعب، ويشارك في العدوان الغاشم على اليمن ليأتي على الاخضر واليابس في ارض الحضارات والايمان. كما يدعم الارهاب الحقيقي الذي يفجر الآمنين في شوارع بغداد والموصل واقاليم سوريا، ويرسل الطائرات الامريكية لدعم العدوان السعودي على اليمن. لذلك يرفض الخليفيون اي اصلاح سياسي او تراجع عن سياسات القمع والاضطهاد والتعذيب لعلمهم ان اي تنازل سوف يؤدي الى سقوطهم المحتوم. اموال الوطن تنهب من المواطنين وتنفق على المرتزقة الاجانب الذين يستقدمون من اصقاع الدنيا لقتل السكان الاصليين بدماء باردة. بل ان عناصر العصابة الحاكمة يمارسون البلطجة ويعيثون في الارض فسادا وقتل وتخريبا. فيقوم احدهم بقتل مواطنة بريئة برصاصة حاقدة انطلاقا من اعتقاده الراسخ بان الخليفي المحتل يملك البلاد والعباد، ومن حقه ان يتحقق له ما يريد ولو كان ذلك على حساب شرف الناس واعراضهم. لقد جاءت الجريمة التي ارتكبها خليفي مجرم بقتل المواطنة الشريفة، الاعلامية ايمان صالحي، ليؤكد للعالم حقيقة تلك الطغمة الحاقدة التي لا تلتزم بقيم رفيعة او خلق كريمة. واذا اضيف الى ذلك حصارهم المشؤوم لمنطقة الدراز  منذ اكثر من 200 يوم، عقابا لاهلها بسبب دعمهم الرمز الديني والوطني، سماحة الشيخ عيسى قاسم، ازدادت حقيقة الحكم الخليفي وضوحا، واصبح ذوو الضمائر الحية اكثر اقتناعا بما يطرحه المواطنون عن ضرورة التغيير السياسي الشامل في البلاد ورفض اي مشروع للتسوية يمنح الخليفيين السلطة التي أساؤوا استخدامها عقودا. وحين يهتف الثوار يوميا: الشعب يريد اسقاط النظام، فانه يعبر عن قناعة راسخة بحتمية التغيير السياسي الذي يضع نهاية للاستحواذ الخليفي على السلطة، ويرفض تكرر مآسي العقود الماضية في ظل الهيمنة الخليفية البغيضة، ويبحث عن مستقبل زاهر يمارس المواطنون فيه حقوقهم الطبيعية باختيار نظام الحكم الذي يناسبهم.

 

عام جديد وهموم اضافية. ففيما أحيا الاحرار في بلدان عديدة الذكرى الاولى لاغتيال الشيخ نمر النمر على ايدي السلطات السعودية فانه في الوقت نفسه يستعد للاحتفاء بمرور ستة اعوام على ثورته المظفرة بتصعيد نشاطه الميداني لكسر شوكة العصابة الحاكمة ويرغمها على قبول الطلاق الابدي مع البحرين واهلها. هذه ليست شعارات بل سياسة ثابتة لدى البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة)، ممثلين بوجودهم وتاريخهم وعلمائهم ومؤسساتهم السياسية والاجتماعية. فلم تعد ارض اوال تتسع لفلول الاجانب الذين احتلوها بالقوة الغاشمة واستققووا على اهلها بسلاح الآخرين. وستواصل ثورتها عليهم حتى يسقط حكمهم الى الابد وتعلو فوق ارضها راية الحرية والايمان والخير والعدل، وما ذلك على الله بعزيز.

 

اللهم ارحم شهدانا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك وفك قيد اسرانا يا رب العالمين

 

حركة احرار البحرين الاسلامية

محرر الموقع : 2017 - 01 - 08