الجيل السياسي الجديد..(7) ...دولة المفخخات الاسلامية
    
أسعد كمال الشبلي
تتوالى المشاريع الارهابية على العراق مشروعا بعد الاخر مادامت الظروف المهيئة لها متنامية في بلدنا، وفي كل مرحلة نعالج مشروعا فيأتي الآخر أشد فتكا من سابقه،ونستمر هكذا في معالجة النتائج دون التفكير في حل جذري يعالج الاسباب، وهكذا كان المشروع الداعشي احدى هذه المشاريع بثوب اسلامي مزيف هدفه تشويه صورة الاسلام لا جذب الاخرين اليه فسموه ب "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ومع تلفظ هذا المشروع انفاسه الأخيرة في العراق بل حتى سوريا بنسبة معينة، فماهو الخيار المقبل لأعداء العراق..؟
لا شك ولا ريب أن خيار احتلال الارض كان خيارا فاشلا بمعنى الكلمة فأودى بحياة الآلاف من مجرميهم وبددوا معه عشرات المليارات من الدولارات في ظرف تعاني منه الدول الممولة لهم من أزمات مالية خانقة، ولذا نحن متيقنون أن حربنا القادمة مع هذه القوى والأجندات هي حرب المفخخات التي اعلنت بدايتها في هذه الاسابيع في مناطق متفرقة من بغداد وعملية أخرى عند مدخل مدينة النجف، فالى متى نبقى نقدم الدماء وتبقى مع ذلك عمليتنا السياسية متعثرة وازماتنا متفاقمة..؟!
اذا مابقي الوضع السياسي على حاله فنحن على أبواب دولة اسلامية مزيفة أخرى أدواتها المفخخات ونفوذها مساحات الدم الحمراء التي ستصطبغ بها شوارعنا ومساكننا، هكذا يجب أن نقرأ مستقبلنا مستفيدين من تجارب الحاضر والماضي المريرة، فلن تقوم لدولتنا قائمة دون القضاء على الاسباب الرئيسية للارهاب ويأتي في مقدمتها الخطابات الطائفية والانغلاق المذهبي والقومي الضيق وعدم الايمان بسياسة الحوار والانفتاح على العالم الخارجي لمعرفة هواجس الدول الاقليمية تجاه العراق وماهو السبب الحقيقي لاستمرارهم بدعم الجماعات الارهابية خلال 13 سنة مضت، وكيف نعالج هذه الاسباب عبر تسوية مرضية للجميع تعتمد على التنازلات المتبادلة والطمأنة المتبادلة والضمانات المتبادلة، ولن نقول ان ذلك عمل هين، لا..بل أنه صعب ويحتاج الى مفاوضين أقوياء يجتمعون على رؤية موحدة ويطمئنون شارعهم ويزرعون الثقة فيه لكي تحصل هذه العملية على الدعم الشعبي الذي هو أساس في اقناع الاخرين بهذا التوجه.
ونحن نرى أن مشروع التسوية الوطنية الذي سيطرحه التحالف الوطني بعد معركة تحرير الموصل هو الوعاء الجامع لهذه الرؤية التي ذكرناها وهو الخيار الأوحد للخروج بالبلد الى بر الامان بعد مسيرة دموية مأساوية طويلة، وهكذا اذا مضينا بهذا المشروع فسوف نقطع الطريق على "دولة المفخخات الاسلامية" وحينها سنكون أمام نجاحات متتالية وتقدم كبير على كافة المستويات، وهذه ليست أحلام فارغة بل واقع ينتظر منا الثقة والمبادرة وعدم الاكتراث لمايقوله الفاشلون المعتاشون على الارهاب والأزمة.
محرر الموقع : 2017 - 01 - 08