متطرفي العلمانية اشد خطرا من متطرفي الدين
    

لا شك  أننا ابتلينا بمتطرفي الدين  الذين ينسبون انفسهم الى الدين زورا وكذبا   لجهلهم في الدين  وسوء نواياهم الفاسدة فجعلوا من الدين مطية لتحقيق مصالحهم الخاصة في الوقت نفسه ابتلينا ببعض الذين ينسبون انفسهم الى العلمانية الى المدنية الى اليسارية فهؤلاء اكثر تطرفا واكثر جهلا من متشددين  ينتسبون الى  التدين والدين   وبهذا يكون خطرهم اكثر واكبر على العلمانية والمدنية واهلها  لانهم لا يدفعون  فقط متطرفي الدين بل المعتدلين من اهل الدين الى  الوقوف ضد العلمانية واهلها بقوة   وهذا يعني انهم السبب في انتشار العنف وتوسعه في المنطقة  وانحصار وتقلص العلمانية والمدنية ودورها بل حتى تهميشها والقضاء على اي تأثير لها في ما يجري في البلاد

المعروف ان العلماني  المدني ديمقراطي  مهمته الاولى والاخيرة وخاصة في مثل ظروفنا  هي دعم وترسيخ الديمقراطية يعني  تهيئة يعني أعداد شعب يتخلق بقيم الديمقراطية يعني تشجيع وحث المواطن على طرح رأيه اعتقاده بقناعته الخاصة بدون خوف بدون مجاملة   وفي نفس الوقت يحترم رأي واعتقاد الاخر  فالانسان لا يمكن ان يطرح رأيه ومعتقده بحرية الا اذا احترم  رأي ومعتقد الأخرين واستمع اليها

كما ان العلماني المدني ليس مهمته اكراه الآخرين على رأي اعتقاد واحد هذه مهمة الطغاة المستبدين الذين يبتغون  ان يجعلوا من شعوبهم قطيع  من الحمير ليس الا  بل العلماني المدني اليساري يرى في تعدد الاراء والمعتقدات هو اساس  تطور وتقدم الحياة وعليه ان يخرج من دائرة تصارع الافكار الاراء المعتقدات ويتخلى عنها بل عليه ان يقر ويؤمن بتلاقح الافكار والآراء والمعتقدات 

فتصارع الافكار لا ينتج الا الخراب والارهاب والفساد

وتلاقح الافكار ينتج  البناء والسلام والصلاح    و ما حدث ويحدث من عنف وارهاب من مصائب وكوارث الا نتيجة لتصارع الافكار   فكل انسان كل مجموعة ترى فكرها رأيها هو الصحيح الاصح وغيرها غلط  هو الخير وغيرها شر وهذا ما يقره ويعمل به  بعض المجموعات الدينية لهذا تندفع الى فرض رأيها معتقدها على الآخرين بالقوة  وبأساليب ظلامية وحشية  لا يدرون ان هذا الاسلوب يذبح  تلك الفكرة والعقيدة ويدمر الحياة والانسان وما حدث في الشعوب التي سيطر عليها الفكر الواحد العقيدة الواحدة سواء التي وصلت بالانقلابات العسكرية الانتفاضات الشعبية 

العلماني المدني ليس رأي ولا عقيدة   العلماني  واقعي عقلاني  اي يحترم كل ما هو موجود في هذا الواقع من افكار ومعتقدات وفق دستور   وضعه الشعب وصوت عليه ووفق المؤسسات الدستورية

اذا كان للتغير بعد 2003 ايجابية  فالايجابية الوحيدة هي الحرية التي يتمتع بها العراقي هي حرية العقل  وايجابيات اخرى هي المركز الثقافي والقشلة  فهذه جامعة من ارقى الجامعات العراقية وافضلها انها  تحرر عقل الانسان اي تصنع انسان فالانسان لا يمكن ان يكون انسان الا اذا تحرر عقله فاذا احتل عقله سقطت منه انسانيته

الجامعة الوحيدة  التي كل من فيها اساتذة وطلاب في الوقت نفسه

الجامعة الوحيدة التي يدخلها الجميع ومن حق كل عراقي ان يدخلها بدون اي شروط ولا حدود بكل مستوياتهم الفكرية والعقلية والجميع متساوون  لهذا من الممكن ان يكون لهذه الجامعة مستقبل في صنع الانسان العراقي  اي الانسان الحر الذي يعتز ويفتخر بعراقيته ونأمل ان تؤسس  جامعات اخرى شبيهة بجامعة الغشلة والمركز الثقافي في كل محافظة في كل قضاء في كل ناحية

للأسف الشديد  أبتليت القشلة ببعض  انصاف المتعلمين  والذين يعيشون بأفكار الاحزاب الشمولية الحزب الواحد الحاكم لواحد  يحاولون فرض انفسهم وفرض افكارهم على الاخرين  هم وحدهم  الذين بيدهم الحل  اما غيرهم لا يصلحون وما يطرحونه هو الصحيح  ويرفضون اي رأي او فكر آخر بل يرون انفسهم انهم اساتذة  معلمين والذين حولهم  تلاميذ والويل لمن يعارضهم او ينتقد ما يطرحونه وبعضهم يرى نفسه شيخ دين يقرأ المقتل في فاتحة على الجميع الصمت والبكاء فهم وحدهم لا ثاني لهم   لا يدرون ان هذا الاسلوب خلق انسان خائف انتهازي متملق وبالتالي نشأ تيار مضاد متطرف

لهذا ادعوا كل من يريد النجاح لهذه الجامعة اي جمعة القشلة والمركز الثقافي في تحرير عقل الانسان العراقي

 اولا  كل من في هذه الجامعة استاذ وتلميذ

ثانيا الافكار تتلاقح  لا تتصارع

ثالثا   الانسان حر في طرح افكاره  بحرية بشرط احترام اراء الاخرين وهذه اول   مرحلة لهذه الجامعة ان يطرح الانسان  أفكاره  عن قناعته الذاتية لا خوفا من احد ولا مجاملة لاحد وهذه الوسيلة الوحيدة لتحرير العقل وخلق الانسان الحر وهذا لا يمكن الا اذا استمع الى ارأء الآخرين  فتتفاعل تتلاقح  مع افكاره فتثمر افكار جديدة

مهدي المولى

محرر الموقع : 2017 - 01 - 13