تصريحات نارية حول التسوية السياسية!
    
قيس النجم
دعاة، ومدعون، وأدعياء، هو ما يمكن أن يطلق على مَنْ يتحدث، حول التسوية التأريخية، الوطنية، السياسية، المجتمعية، سَمِّها ما شئت، فالتسمية لا تعني شيئاً أمام جراحات العراق والعراقيين، وهم يأملون يوماً بالنهوض في صباح قريب، ليسمعوا نبأ القضاء النهائي على قوى الشر والظلام والتكفير، الذي لم ينتج لنا سوى تدمير للبشر والحجر.
  لم يكن دواعش التكفير هم المعاناة الحقيقية للبلد فقط، بل دواعش السياسة والسراق، أكثر فتكاً بالمواطن والوطن، فهؤلاء محصنون قانونياً، فلديهم حصانة تحميهم، وهم سراق وقتلة، وسؤال يفرض نفسه، هل سنتخلص منهم في هذه التسوية؟!
إذا كانت التسوية ذات بعد حقيقي، من أجل أن يكون العراق، في وئام حقيقي وتعايش سلمي، فالقرار الصادق والعقل الحكيم، يتطلب علينا القبول بها في الوقت الحالي، لأن الوقت الراهن يحتم الالتفات والتكاتف، فما آلت إليه الأمور في عراقنا الجريح، يجبرنا على السير خلف الدعاة والعقلاء، وأصحاب الخط الوطني الذي يدعم لملمة الوضع العراقي، والعراقيين بجميع مكوناتهم لبناء دولتهم العظيمة، دون تحزب أو تخندق أو طائفية.
طرف آخر من القضية نفسها، وهم المدّعون للنظرية الوطنية، فرغم أنهم يجربون وطنيتهم المزيفة، من بلدان أخرى أو من داخل العراق، لكن أيديهم لم تتلطخ بدماء الأبرياء، ولم يدعموا الإرهاب، لذلك فهم الآن قيد البحث عن مكان جديد في بلدهم، وهذا لا ينفي أنهم قضوا مدة من الإعتزال السياسي، وأكتفوا بالتفرج والنظر لوضع العراق، لكنهم عراقيون، ويجب أن نمد يدنا لتسوية وطنية معهم، لنعيدهم لأحضان الوطن، ولا ندعي أننا فوق الجميع، فلكل مجتهد نصيب، وذاكرة العراق مليئة بأمثال هؤلاء المدعين، ولكن ما الضير في عقد مفاوضات معهم، إن تبدلت التوجهات، وحسُنت النيات.
 
ختاماً: أدعياء الوطنية وهم يزمرون وينعقون، ويطبلون لإثارة الفوضى والتنكيل، والإساءة والتقليل من شأن الشباب الشرفاء، الذين يدافعون عن وحدة العراق، بعيداً عن طائفية الساسة السراق والقتلة، بعد أن أصبحوا السبب فيما وصل العراق إليه، لدرجة لا يمكن السكوت عنهم، والواقع السياسي الهزيل حيث تعيشه محافظاتنا المغتصبة، وغير المغتصبة الذي أصبح لا يطاق.
محرر الموقع : 2017 - 01 - 15