"الحشد والسياسة"
    

هل ستدخل الفصائل الحشدية في ماراثون الصراع الأنتخابي؟.

هل من المصلحة زج هذه الفصائل في المعترك السياسي؟ وفي هذا الوقت؟.

 

أصبحت الفصائل الحشدية بعد تشكيلها, (إبان أحداث 2014 ودخول تنظيم داعش الأرهابي, الى مدينة الموصل وإحتلالها, ومن ثم إحتلال مساحات شاسعة من أرض العراق, في الرمادي والفلوجة وتكريت وسامراء, والكثير من المناطق الأخرى وحتى أطراف بغداد), درع الوطن ويده الضاربة, كما وأكتسبت الشرعية بتفويض من المرجعية والشعب.

 

كما وهو إحدى الأنجازات الكبيرة, للمرجعية العليا في النجف الأشرف, التي عُرفت ومنذ تأسيسها وإختلاف مراجعها, بالحكمة والرُشد, فكانت مثال يحتدى به, كأشرف وأنزه, مصدر قرار يحظى بتأييد جماهيري واسع, ليس على مستوى العراق فحسب, إنما على مستوى العالم.

فأحاطها ذلك بهالة من القداسة, لاتتمتع بها جهة أخرى سواها.

 

 

فترة صعبة مرت العراق, عانى فيها ماعانى, أصبح فيها اللباس العسكري, مصدر تهديد لمن يلبسهُ, فكان رميهُ أرضاً وإستبداله بلباس مدني أخر, مصدر إنقاذ لحياة صاحبه.

في هذا الوقت الحرج, تصدت الفصائل الحشدية المباركة للأرهاب, بعزيمة وقوة وإصرار, كانت مبعث فخر وإعتزاز لكل عراقي شريف وغيور.

ومابين كونها تأسست بفتوى المرجعية, وبين ماقدمت وضحت في سبيل العراق وأهله, أكتسبت هذه الفصائل القداسة, وأصبحت تندرج ضمن قائمة مقدسات كل عراقي, لايجرؤ إنتهازي أو مأجور, الإنتقاص منها أو المساس بها.

 

إقحامها في مُعترك ينقم عليه الناس, بسبب ماعانى من إنتكاسات بسببه, وهو المُعترك السياسي, شيء يضر به وبتضحياته.

وقت يمر به العراق, بمرحلة إقتصادية وإدارية صعبة, وربما تكون من أسوء مراحله.

شعب ناقم يطالب بخدمات وأمن وإعمار وإنعاش أقتصادي, في ظل ميزانية خاوية متهالكة, وموارد شبه منعدمة الإ من النفط, بأسعار بخسة لاتكفي لسد متطلبات, بعض نبلاء ولوردات الطبقة السياسية.

بالتالي قد لاتسمح بتحقيق عُشر مايُطالب به الشعب ويتمنى.

 

 

 

ناهيك عن الإنتهازيين المتسلقين, على تضحيات الحشد وأسمه, أولئك الذين ليس لديهم مبدأ, متلونين, يتمسحون بأي جهة تملك سلطة ونفوذ, لتحقيق غايات ومصالح شخصية ضيقة, غالباً مايرسمون صورة مغلوطة, وغير حقيقية عن تلك الجهة.

ولاأعتقد أن يكون الحشد المبارك, بمنأى عن أولئك الأشخاص.

كما نشاهد اليوم, بعض الموظفين يترك عمله ليومين أو ثلاثة, بحجة ذهابه لمساندة الحشد الشعبي, والحقيقة أنه ترك عمله وأخذ عطلة ليستريح في البيت, دون أن يتعرض رصيد إجازاته لنقص, والحشد المبارك منه براء.

أو بعض الأشخاص الذين لاتحمل سياراتهم, لوحات تسجيل مرورية, لايستطيعون التجوال بها, لأن القوانين لاتسمح بذلك, فنراهم يضعون شعار لإحدى الجهات الحشدية, على مقدم سياراتهم مع بوق إنذار, مجوزين مرورها من السيطرات, مدعين إنتمائهم للحشد الشعبي, والحشد المبارك منهم براء.

فمابالك لو كان هناك وزارت تخص الحشد مثلا, بماذا سيدعي الأنتهازيين؟!.

 

هو درس تُعطيه المرجعية بالمجان, لكل جهة محاطة بالقداسة والأحترام والتأثير في المجتمع, النأي بنفسها عن الساحة السياسية.

فتخيل لو كانت للمرجعية وزارات في الحكومة.

هل ستبقى في نظر الجمهور, تلك الجهة المقدسة, التي لايجرؤ أحد أن يذكرها بسوء؟.

ربما هذا السؤال سيجيب عليه بعض قادة تلك الفصائل.

 ماذا كانوا في نظر الشارع قبل أحداث 2014 وتأسيس الحشد المبارك؟ وماذا أصبحوا الأن؟

هو الفرق بين ماكانوا يتعرضون له, من إنتقاد بين جمهور الشارع العراقي, كونهم جهات سياسية, والسياسي عرضة للأنتقاد.

وبين ماأصبحوا عليه, من يد ضاربة للشعب, تملك قلوب الناس, لايجرؤ أحد أن ينال منهم, بعد ما نحتوا أسماهم فوق جدار القداسة.

 

 

 

محرر الموقع : 2017 - 01 - 15