إزدواجية العقل الجمعي.
    
سعد بطاح الزهيري
 القيادة شرعت أبوابها عاليا ،بحيث أصبحت اليوم من أكثر الصفات الإيجابية شيوعاً، فبعض نالها من موروث عائلي وبيئة حاضنة قيادية، والبعض نالها من خلال تعلم فنون الحياة ،وهناك من يتربص للإطاحة بهذه الصفه لأنه عجز عن الوصول إليها .
الحسد والنفاق، من الصفات الذميمة التي رافقت البعض ممن انتهج نهج التسقيط والذم ، وما أكثرهم اليوم !.
 ما بين القيادة والقيادة، قائد يتربع على عرش قلب محبيه ومريديه، مابين السيد حسن نصر الله ،والسيد عمار الحكيم قصة إسمها القيادة ،فأغلبنا يعشق هذان القائدان، فالقائد نصر الله ولد في أحدى القرى اللبنانية ،ولسوء المعيشة والحالة الصعبة، سافر نحو بيروت العاصمة، ثم عاد نصر الله إلى الجنوب ،و إلتحق بحركة أمل الشيعية التي أسسها السيد موسى الصدر ،وكان خياره يبدو غريباً حينها عن توجهات بلدته السياسية،التي كانت ذات الطابع الشيوعي الماركسي، وأصبح مندوب الحركة في بلدته.
 
من النجف الأشرف وهجرته نحو طلب العلم ، إلتقى السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله السابق، وكانا من أبرز تلاميذ السيد محد باقر الصدر ، وكانا مميزان لدى السيد الشهيد الصدر ، وبدأ الإثنان معا لكتابة كتاب مفصلاً عن تاريخ لبنان، ومن هناك بدأت فكرة إنشاء حزب الله اللبناني، بعيدا عن حركة أفواج المقاومة اللبنانية أمل. 
كان الإعلان الرسمي عن الحزب في 1985،وكان أمنيه العام الشيخ صبحي الطفيلي ومن بعدة السيد عباس الموسوي الذي اغتيل في 1992،حينها أصبح نصر الله أميناً عاماً لحزب الله .
اهتم نصر الله بكثير من القضايا، ومنها الشأن العراقي كانت له خطابات واسعة، حيث دعى المعارضة العراقية للتصالح مع صدام حسين وحزب البعث ، ونسى حينها دماء الشهداء ودماء أستاذه الشهيد الصدر.
نصر الله دعم الميشيال عون لمنصب رئيس الجمهورية، وهو نفس الشخص الذي اتفق مع إسرائيل لقمع شيعة لبنان في الماضي! .
حزب الله الذي يقوده السيد نصر الله ،كان من دعاة التسوية التاريخية مع داعش في سوريا. 
السيد نصر الله يمتلك أكبر القاعات في المنطقة للقاء مع جماهيره.
يحث دائماً على مد الجسور الحوار ،مع السنه والمسيح والدرز وكل الطوائف الأخرى.
مع كل ما ذكرت فهو لدى العراقين يعتبر سيد المقاومة.
لو تطرقنا إلى سيرة السيد عمار الحكيم ،لوجدنا فرقاً شاسعآ بين القائدان، من حيث النشأة والتعلم ،الحكيم نشأ في عائلة حوزوية علمائية جهادية، وكان من العراقيين الاقحاح، ممن قدموا لهذا للعراق وللعالم أثمن ما يمتلكون، قدموا العلم والجهاد والحكمة والدماء .
السيد عمار الحكيم، زعيماً سياسياً لشيعة العراق ، زعيمالأكبر كيان سياسي مجاهد ،ناهض الطغاة أيام حكم البعث الجائر ،الحكيم اليوم يمتلك أكثر من 7000 مجاهد، للدفاع عن العراق وأرضة من داعش الجهل والظلام .
مع ذلك الحكيم اليوم يدعوا للتعايش السلمي بين المكونات ،يدعوا للتسوية التاريخية لا مع داعش ولا مع القتلة ومن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء ،بل مع العراقيين ليعم الأمن والأمان من جديد.
لم يدعوا للتصالح مع البعث ،ولا المجرمين ولا داعش ولا الخونه، وحافظ على دماء الشهداء وهذا ما نراه في سيرته. 
الحكيم ممن يدعوا لحماية الطوائف في العراق من مسيح وشبك و أيزيدين وغيرهم من الطوائف الأخرى .
الحكيم له امتداد تاريخي وعمق واضح لم تولده الصدف ،بل تجذر من جذور لها إمتداد ،وما يصدر منه إنما عن رؤيا و وضوح في الفكر و المنهج. 
رغم ذلك ترى الحقد والحسد والتسقيط من أبرز الصفات، التي رافقت سيرة السيد الحكيم ، وهو بنظرهم خائن للوطن !.
أيا عراقيون أما أن لكم أن تنصفوا؟ ،تعلموا من لبنان ومن بعض الدول كيف ترتقي وتحتفي برموزها،لنتعلم منهم حب الوطن والمواطنة، هم شعب واعي ومثقف يقدرون عاليا قيادتهم، عكسنا تماماً .
السيدان نصر الله والحكيم ،كلاهما قادة ، وكل منهم ينظر إلى الوحدة الوطنية ما بين المكونات ،للعيش بأمان وتسوية تاريخية شاملة ،و لكل منهم أعداء يتربصون هنا وهناك ،للنيل من مشروعهم الوطني .
محرر الموقع : 2017 - 01 - 16