في البحرين: رقص مع بني صهيون وسفك لدماء الاحرار!!
    

بقلم: د. إبراهيم العاتي

(اكاديمي وباحث)

من سخرية القدر أن يبتلى شعب البحرين الأبي المسلم المسالم بحكامً يخالفون ما أمرت به الشرائع السماوية ومباديء الفطرة الانسانية، ويدوسون بأحذيتهم على القوانين والشرائع الدولية. فالله قد أمر الناس بالاعتبار اوالاتعاظ بما يمر بهم أو يحدث لغيرهم من محن او ابتلاءات او تجارب، في آيات كثيرة منها: ((فاعتبروا يا أولي الأبصار))، لكن الطغاة يصمّون آذانهم عن تلك الحقيقة وتأخذهم العزة بالإثم، فلا يتعظون بما جرى لأمثالهم ممن عاصروهم أو سبقوهم، لأنهم لا يجيدون من طرق الحكم إلا مصادرة الحريات وسفك الدماء، حيث تصور لهم شياطينهم ان هذا هو السبيل الانجع لتدجين الشعوب وقهرها!!

والشعب البحريني عريق في نضاله منذ القرن الماضي ضد الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل البحرين احتلالاً مباشرا، على الرغم من وجود (مشيخة) في الحكم، لكنها مجرد صورة بينما الحكم الفعلي فهو بيد الانكليز. وكانت مطالب الشعب البحريني في الحرية والسيادة وطرد المحتل تجابه باتهامات تلقيها الدعم والتوجيه من الخارج، كما هو الحال اليوم باستثناء تغيير الجهة. ففي فترة المد اليساري في العالم العربي كانت المعارضة البحرينية تتهم بالشيوعية وأن تمويلها من الاتحاد السوفييتي!

وفي فترة المد القومي وبروز شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، كان الانكليز وحكام البحرين، يتهمون المعارضة بأنها مدعومة من النظام المصري، لأن مصر كانت رأس الحربة ضد المشاريع الغربية والصهيونية في المنطقة، والمشيخة الحاكمة تعول على أمثال هؤلاء لدعم نظامها المكروه شعبياً !!

واليوم تُتهم المعارضة البحرينية بارتباطها بإيران، حتى تعزف على وتر الطائفية، في حين أن الحراك الشعبي البحريني منذ أن ابتدأ وهو وحدوي وسلمي ويضم قيادات سنية كالأستاذ ابراهيم الشريف المسجون من قبل السلطة، التي حاولت عسكرة هذا الحراك  حتى يسهل ضربه وتصفيته، لكن الجماهير وقياداتها الواعية أبت ذلك وبقيت  متمسكة بالحراك السلمي، على الرغم من محاولات الاستفزازالمتمثلة في قرارات سحب الجنسية من المواطنين الاصليين، وتجنيس آخرين من بلدان شتى للإخلال بالتوازن الديمغرافي، والاعتداءات الجسدية على المواطنين واغتيال العديد منهم، هذا فضلا عن التعذيب الممنهج لمعتقلي الرأي في سجون النظام .

وبلغ الاستهتار والعمالة حدا لا يوصف بعد زيارة الوفد الصهيوني الى المنامة بدعوة من تجار بحرينيين وموافقة السلطات العليا فيها، وبثت لقطات يرقص فيها الطرفان على وقع اغنية عبرية تمجد الهيكل المزعوم الذي سيقام على انقاض المسجد الأقصى!!

ويتوهم هؤلاء الحكام أن تطبيعهم للعلاقات مع الكيان الصهيوني سيوفر لهم الحماية من الضغوط التي قد تمارسها الدول الغربية على البحرين والسعودية وغيرهما من الدول التي تدور في فلك الغرب، لأنها قد تحرجها في الورقة الوحيدة التي التي تبرر تدخلها في العالم ألا وهي ورقة الديمقراطية وحقوق الانسان، لكن هيهات.. وليعتبروا بحسني مبارك الذي اطلق عليه احد قادة الصهاينة المتطرفين بأن (كنز استراتيجي لإسرائيل)، فأين انتهى به الأمر؟!

والجريمة الشنعاء التي اقترفها الطغاة باعدام الشبان الأبرياء الشهداء البحرانيين الثلاثة، وهم: (عباس السميع، علي السنكيس، وسامي مشيمع) رمياً بالرصاص، متحدين مناشدات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان، والرأي العام الدولي، وقبلها أسر الشهداء الثكلى، ونصائح العقلاء في اكثر من مكان، قد تكون المسمار الأخير في نعش القتلة والجلادين الذين يعيثون فسادا في البحرين.. و((إنّ ربّك لبالمرصاد)).

محرر الموقع : 2017 - 01 - 20