الجرائم المعادية للإسلام في ألمانيا!
    

تشهد بعض الدّول الأوروبيّة، ولا سيَّما في الفترة الأخيرة، تزايداً في خطاب الكراهية ضدّ المسلمين المقيمين في هذه البلدان، حيث وصلت في بعضها إلى مستوى يثير القلق.

ولا ريب في أنَّ الأعمال الإرهابيّة الّتي يقوم بها بعض المحسوبين على الدّين الإسلاميّ، تساهم في ارتفاع حدّة منسوب العداء والكراهية تجاه المسلمين، وخصوصاً في ظلّ التّعميم، وتحميل المسلمين جميعاً مسؤوليَّة هذا الإرهاب، فيما المسلمون يعانون من هذا الإرهاب المتمادي كما يعاني الآخرون، بل أكثر.

وقد أشار آخر تقرير صادر، إلى أنَّ الأشهر الثّلاثة الأولى من العام 2017، سجَّل أكثر من 200 اعتداء على المسلمين الّذين يعيشون في ألمانيا، أغلبها ذات طابع تحريضيّ على شبكة الإنترنت، أو رسائل تهديد، أو اعتداءات على مسلمات يرتدين الحجاب، إلى جانب تخريب الممتلكات، ورسم شعارات نازيّة على بيوتهم...

جاء ذلك وفق إحصاءات ظهرت بعد تصنيف السّلطات الألمانيّة للمرّة الأولى الهجمات على المسلمين ذات العلاقة بدينهم في فئة مستقلّة، سمَّتها "الجرائم المعادية للإسلام"، نتيجة الضّغط الّذي أدَّى إليه احتجاج الاتحادات الإسلاميَّة وحزب اليسار، والباحثين في علم الجرائم، وبعد أن توثّق لديها أنَّ الاعتداء على المسلمين وممتلكاتهم الخاصّة، يتمّ بسبب ديانتهم، في حين كانت تضعها سابقاً في قوائم الكراهية لديها، وتعتبرها جرائم جنائيّة عاديّة.

ويأمل المعنيّون أن تساهم هذه الخطوة في تكوين رؤية أوضح للحكومة الاتحاديَّة في ألمانيا، للوصول إلى إصدار قوانين خاصّة تعاقب كلّ مرتكب لجريمة كراهية بسبب الدّين.  

يشار إلى أنَّ الشّرطة والمخابرات الداخليّة الألمانيّة، سجَّلت في الرّبع الأول من العام 2017، 208 جريمة ذات خلفيّة معادية للإسلام، كان غالبيّة الجناة فيها من اليمين المتطرّف.

وفي حين يؤكّد البعض وقوع مثل هذه الجرائم بشكلٍ يوميّ، يحذّر البعض الآخر من مغبّة استمرارها، مطالبين محاسبة الجناة بشدَّة، حتّى لا تكون جرائمهم مبرّراً للتطرّف المقابل.

محرر الموقع : 2017 - 06 - 07