موظفون أمميون: مشاهد الدمار في الموصل تذكر بالحرب العالمية الثانية
    

قالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم إن سكان الموصل تعرضوا لمعاناة هائلة في القتال لاستعادة المدينة من تنظيم داعش وإن حالات الصدمة بين المدنيين تتزايد بشدة في المراحل الأخيرة من المعركة.

 وقالت الأمم المتحدة إن البنية التحتية الأساسية للمدينة تضررت بشدة وإن ست مناطق غربية شبه دمرت بالكامل وإن من المتوقع أن تتكلف الإصلاحات الأولية أكثر من مليار دولار.

وقالت أطباء بلا حدود إن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا محاصرين وسط المباني المتهدمة في آخر معقل للتنظيم المتشدد بالموصل القديمة على الضفة الغربية لنهر دجلة.
وقال مسؤولو المنظمة إن المدنيين الذين تمكنوا من الحصول على رعاية طبية يعانون من حروق وإصابات من شظايا وانفجارات في حين يحتاج العديد من النساء والأطفال للخضوع للرعاية الخاصة بالحالات الحرجة ويعانون من سوء التغذية.
لكن ثمة مخاوف من أن نسبة صغيرة من السكان المدنيين بإمكانها الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
وقال جوناثان هنري منسق الطوارئ بالمنظمة في غرب الموصل خلال إفادة صحفية في جنيف بعد أن أمضى ستة أسابيع في العراق "حقيقة (هناك) قدر هائل من المعاناة الإنسانية".
وأضاف "تعرض عدد كبير من السكان للصدمة من صراع وحشي للغاية ومروع".
ويتوقع العراقيون إعلان النصر النهائي في الموصل هذا الأسبوع بعد هجوم مستمر منذ نحو ثمانية أشهر في المدينة التي كان يقطنها مليونا نسمة. ودفع الهجوم التنظيم المتشدد إلى مستطيل لا يزيد عرضه على 300 متر وطوله على 500 متر على ضفة نهر دجلة.
وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في تقرير منفصل إن القتال والعيش لسنوات تحت حكم داعش ألحق أضرارا نفسية هائلة بأطفال الموصل.
وأظهرت النتائج التي توصلت إليها مجموعة عمل من خلال مناقشات مع 65 طفلا في مخيم للنازحين جنوبي الموصل أن الأطفال يعانون آلاما نفسية شديدة بسبب ذكريات العنف المفرط الذي يعيشونه وسط شعور مستمر بالخوف على حياتهم ولا يستطيعون إظهار مشاعرهم وتنتابهم كوابيس توقظهم من نومهم.
وأضافت الهيئة أن فقد أحد الأقارب هو السبب الرئيسي للتأزم النفسي إذ ذكر 90 بالمئة أنهم فقدوا واحدا على الأقل من أفراد عائلاتهم إما بسبب الموت أو التفرق خلال الهرب أو الخطف.
وقال هنري من أطباء بلا حدود إن وحشية المتشددين والحرب التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء حكمهم المستمر منذ ثلاث سنوات أوجد "بيئة صادمة للغاية يفر منها السكان ويعودون إليها" مما يؤثر على صحتهم العقلية على نطاق واسع".
وأضاف "غرب المدينة لحق به دمار كبير. إنه بالفعل دمار شامل... يشبه دمار ما بعد الحرب العالمية الثانية فقد دمرت المستشفيات وتحولت الأحياء إلى أنقاض".
وتدار المعارك في شبكة معقدة من الحارات الضيقة في المدينة القديمة من منزل إلى منزل وسط شوارع مكدسة بالمدنيين وملغومة بالعديد من العبوات الناسفة التي يزرعها المتشددون الذين يستخدمون كذلك الطائرات بدون طيار والتفجيرات الانتحارية.
وتابع هنري قائلا إن الجروح الشائعة التي رصدها فريق جراحين أطباء بلا حدود في غرب العراق هي جروح ناجمة عن الشظايا والانفجارات.
وقال "أحد مخاوفنا الرئيسية هو أننا نشعر أن نسبة ضئيلة فقط من المرضى هي التي تصل لمنشآت الرعاية الصحية".
وأضاف أن نصف 100 جريح استقبلهم مستشفى أطباء بلا حدود الذي يضم 25 سريرا كانوا من النساء والأطفال الذين يحتاجون للعناية المركزة والعديد منهم كان يعاني من سوء التغذية.
وتابع "لكن المرضى من أصحاب الحالات الأكثر حرجا نشعر أنهم لا يمكنهم مغادرة منطقة القتال".
وتقول المنظمة إن نحو 900 ألف شخص أي نحو نصف سكان الموصل قبل الحرب شردهم القتال فنزحوا إلى مخيمات أو للإقامة مع أقارب وأصدقاء لهم.

محرر الموقع : 2017 - 07 - 06