معاهد إسلاميّة في بلجيكا.. الهدف والوسيلة؟!
    

تنتشر المعاهد الإسلاميّة في أوروبا، أو التي ستبنى، بغاية تخريج دعاة ووعّاظ، بحسب ظاهر ما يعلن، ومؤخّراً، وقّع المجلس التنفيذي لمسلمي بلجيكا مذكّرة تفاهم مع وزير التعليم العالي البلجيكي، جون كلود ميركور، بخصوص معهد الإسلام المرتقب افتتاحه في شهر أيلول/ سبتمبر القادم، وذلك بعدما روّجت وسائل الإعلام خبر تعطيل المجلس للمشروع.

وستناط بالمعهد مهام متعدّدة، تكمن في توفير التدريب العلمي اللازم للأئمة والواعظين ومدرسي التربية الإسلامية في بلجيكا، لضمان تلاؤم المحتوى مع نظام الحياة البلجيكي.

ولكنّ السؤال الأساس في ظلّ الحديث المتزايد عن الإسلام والمسلمين في العالم هو: ما الهدف من هذه المعاهد ووسيلتها التّعليمية؟ فإذا كان الهدف ـ بحسب المراقبين ـ هو التعبير عن وجهة نظر مذهبيّة ضيّقة، وكانت الوسيلة اعتماد مناهج وكتب تحتاج إلى غربلة وتصفية من بعض الأفكار الرجعية، فإن هذه المعاهد ستكون مصدر قلق للمسلمين قبل غيرهم، لأنها لن تعبّر عن رحابة الإسلام وآفاقه الواسعة وقيمه المنفتحة.

المطلوب ـ بحسب المراقبين ـ هو قيام معاهد تعبّر فعلاً عن صوت الإسلام الأصيل والمنفتح على كلّ المذاهب، والقائم على الخطاب المعتدل الّذي يعتمد أسلوباً تربوياً وتدريسياً يصنع دعاة للإسلام، لا للطائفيّة والمذهبيّة التي عانى منها المسلمون في الشرق، ويتخوّفون من ويلاتها أيضاً حيث يقيمون في الغرب.

يظلّ الإحساس بالمسؤوليّة مطلوباً من القيّمين على هذه المعاهد، والتحلّي بروح الوعي والحكمة، والعمل فعليّاً على النهوض بمشاريع تبرز الهويّة الإسلاميّة الحضاريّة، وتواجه التحدّيات بكلّ جدارة ومسؤوليّة.

محرر الموقع : 2017 - 07 - 15