ألمانيا: الإسلام الغائب الحاضر في الحملة الانتخابيّة
    

سيتمّ في نهاية أيلول/سبتمبر المقبل، انتخاب برلمان اتحاديّ جديد في ألمانيا ، حيث تخشى الأحزاب التقليديّة الكبيرة منافسيها في المعسكر اليميني الشّعبويّ، على وقع نقاش عامّ حول قضايا متنوّعة متّصلة بالإسلام.

ورغم ذلك، تتجنّب الأحزاب، ولا سيّما الحزبين الرئيسين؛ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، تناول ملفّات الإسلام والثقافة الرائدة والاندماج لحدّ الآن في برامجهما الانتخابية. إلا أنّه، ومنذ منتصف شهر تموز/ يوليو، أدخل مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتس، قضية اللاجئين في برنامجه الانتخابي. وبحسب تقديرات المحلّل السياسي من برلين، أوسكار نيديرماير، فإنَّ "مشكلة اللاجئين، التي ترتبط بنظر المواطنين الألمان مع موضوعات الإسلام والإرهاب، تمثّل إلى حدّ بعيد الموضوع السياسيّ الأهمّ".

من جانبها، ترى سوزان شروتر، مديرة مركز فرانكفورت للبحوث الإسلاميّة العالميّة، في مقابلة مع  DWالعربية، أنّه في كلّ مكان، حيث يتمّ اتباع الشّريعة على أنها مجموعة من المعايير والقيم، تظهر بالأخصّ توجهات قمعيّة واضحة. وتشير شروتر على سبيل المثال، إلى التوزيع بين الجنسين، وتقول: "سوف نجد على مستوى جميع المذاهب الشّيء نفسه: وهو غياب المساواة بين الرجال والنساء، كما تُمنح الامتيازات للرّجال".

وترى شروتر أنّ في أوروبا، هناك توجهات لفرض نظام إسلامي قمعي، "أينما توجد أحياء إسلامية، وخوصاً في المملكة المتحدة، وأيضاً في ضواحي باريس، نرى سيادة هذا النظام الإسلاموي في الأوساط الاجتماعيّة".

وتوضح شروتر كيف يؤثّر هذا النظام في الأوساط الاجتماعيّة، قائلة: "على سبيل المثال، في بعض الأحياء، لا وجود للمرأة في المقاهي والمطاعم، كما يتمّ إغلاق جميع المحلات والمقاهي في شهر رمضان، إذ إنّ الموضوع تجاوز مسألة ما إذا كانت هناك امرأة غير منقّبة تسير في الشّارع، لأن النساء الغير المنقَّبات لم يعد لهنّ وجود في تلك الأحياء".

وتابعت شروتر: "ألمانيا في الواقع بعيدة كلّ البعد عن مثل هذه المشاهد، ولكنّ الضّغط على الفتيات المسلمات بارتداء الحجاب في المدارس، والالتزام بالفصل بين الجنسين، في تزايد مستمرّ".

وأشار الباحث في الأحزاب السياسية نيديرماير، إلى أنّه لم يتم لحدّ الآن مخاطبة المسلمين كمجموعة مستهدفة في الحملة الانتخابيّة، بينما يوجد في ألمانيا نحو خمسة ملايين مسلم، لا يعرف بالضبط عدد من يحق لهم التصويت من بينهم، بحسب نيديرماير.

محرر الموقع : 2017 - 08 - 02