من الدوحة الى جنيف رحلة إفلاس سياسي
    

  عقد ساسة السنة, آخر مؤتمر لهم في الدوحة, في أيلول عام 2015, ضم في حينه, شخصيات بعثية وفصائل مسلحة, وأخرى خارج العملية السياسية, بل ومعادية لها, وبعد مرور أكثر من سنة ونصف, يعود هؤلاء السياسيون, لعقد مؤتمر لهم, في العاصمة السويسرية جنيف .

     وعلى ما يبدو, إن مؤتمر الدوحة, لم يكن كافيا لجلب الأضواء والأموال والدعم الخارجي, لمشروع المجتمعين, فكان لابد من الذهاب, حيث البريق الإعلامي, واستجداء الدعم الدولي, وإعطاء هذا المؤتمر هالة إعلامية, على غرار اجتماعات المعارضة السورية, التي لم تحصل من اجتماعاتها, خلال هذه السنيين, غير خراب بلدهم, وتحويله الى ركام, فما الذي سيحصل عليه سياسيو السنة, حتى لو جعلوا اجتماعاتهم, فوق سطح المريخ ؟!.

      لم يقدم هؤلاء الساسة, بعد اجتماعهم في الدوحة, شيئا يذكر الى أبناء بلدهم, فأرضهم كانت مستباحة وشعبهم مهجر, في اصقاع الأرض, يعاني الجوع والحرمان والتهجير, على أيدي زمر الإرهاب, التي كان بعضهم شريكا وممولا لها, والبعض الآخر بوقا يتغنى بها, ويعتبرها المنقذ من اجل الخلاص, من الحكم الصفوي, رغم إنهم شركاء في هذا الحكم, ويتقلدون أعلى المناصب السيادية, لكن ما يعنيهم هو مقدار الأموال, التي تدخل خزائنهم, ولو كان على حساب, أبناء جلدتهم ووطنهم .

     واليوم وقد شارفت الحرب, أن تضع أوزارها, بتحرير مدينة الموصل, آخر معاقل الإرهاب, وفشل كل المؤامرات الهادفة, الى تمزيق وحدة البلد, التي أحبطها رجال غياري, قدموا دمائهم من اجل وحدة بلدهم, والدفاع عن أرضه وشعبه, من الشمال الى الجنوب, عاد هؤلاء من جديد, ليتباكون بدموع التماسيح, على وطن بدأ يتعافى, وشعب بدأ يستعيد حريته المسلوبة, مستنجدين بالأجنبي والدول الداعمة للإرهاب, من اجل أن يكون لهم دور, في عراق ما بعد داعش, وهاجسهم الخوف من أن تلفظهم صناديق الانتخابات, وتطردهم الجماهير التي اختارتهم سابقا.

     لا نستغرب من هؤلاء الساسة, أن تكون مؤتمراتهم, برعاية سعودية أو أمريكية أو منظمات أوربية, فهم لطالما كانوا بعيدين, عن وطنهم وعن معاناة شعبهم, رهنوا أنفسهم للخارج, ولاشك إن تغيير الإدارة الأمريكية, جعل هؤلاء القوم, يسارعون لتجديد فروض الطاعة, وان كان شعار المؤتمر, هو الدعوة الى إعادة إعمار المدن المحررة, والعملية السياسية ما بعد داعش, فكان الأولى بهم, عقد هذا المؤتمر, في بلدهم ووسط أهلهم .

      أن البحث عن مصلحة العراق, لا يكون في اجتماعات, تعقد في الغرف المظلمة, أو البحث عن الأضواء الإعلامية الكاذبة, بل بوضع اليد مع شركاء هذا الوطن, الذي بذلوا دمائهم من اجل تحريره, وإيجاد الحلول لرفع المعاناة عنه, عن طريق الحوار الهادئ والبناء, وليس الاستقواء بالخارج, والتمسك بعباءة شيوخ الخليج, أو لعق حذاء ديفيد بترايوس .

ثامر الحجامي

محرر الموقع : 2017 - 02 - 22