الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية :: تلتقي السيد صادق الطائي الذي نجأ من ثاليوم صدام
    

 التقى السيد حميد مراد رئيس الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية في العاصمة العراقية بغداد بالسيد صادق عبد الصاحب الطائي واسمه الحركي ( ابو مشتاق ) احد كوادر منظمة العمل الاسلامي المعارضة لنظام صدام الفاشي، والذي نجا من محاولة اغتيال نفذها جلاوزة المخابرات الصدامية بتاريخ 11 / 12 / 1985عن طريق دس سم الثاليوم القاتل في قدح للشاي في العاصمة السويدية ستوكهولم، فقد على اثرها الوعي لمدة ثمانية اشهر ثم اضطر الى ان يستخدم الكرسي المتحرك بسبب حالة الشلل شبه الكاملة التي اصابته جراء المحاولة القاتلة، وفقدانه القدرة على الحركة والنطق نسبيا منذ ذلك التاريخ ولحد الان.
 والثاليوم سم خطير لا ينجو احدا ً منه، حيث يتلف الكثير من الخلايا الدماغية وخلايا الذاكرة والتأثير على النطق وحركة اليدين والرجلين حيث يصاب الشخص بالشلل ضمن مدة لا تتجاوز الساعة الواحدة فقط، وخلال 24 ساعة يصاب الانسان بعجز يصل الى 90 %.
 وكان السيد الطائي ناشطا ً تركزت مهمته في تعبئة العراقيين اعلاميا ً وسياسيا ً وخاصة ً الطلبة المتواجدين في دول العالم لمعارضة النظام الحاكم في بغداد، وكان يحاول توثيق وتعزيز الروابط بين ابناء الوطن في الخارج .. فكان يتجول من سوريا وباكستان والهند وتركيا ورومانيا واليونان وبلغاريا وايطاليا وكانت السويد المحطة الاخيرة في نشاطه المعارض.
- وتحدث السيد الطائي عن جريمة النظام الشمولي البائد بحقه قائلا ً: في العاصمة السويدية تمت دعوتي الى بيت احد العراقيين مع ثمانية عشر شخص آخر، وكان اللاجئ عصام علي ضابط برتبة نقيب مخابرات من ضمن المدعوين وهو متزوج من سيدة فلندية.
وبعد الانتهاء من الدعوة، وكانت الساعة الثانية فجرا ً، اراد احد الاصدقاء، وكان يمتلك سيارة، ايصال عصام الى شقته ليوصلني بعده الى محل اقامتي، وعند وصولنا الى منزل الاخير طلب منا النزول عنده لتناول الشاي، وبعد الالحاح الشديد وافقنا، وكان الجو رديئا ً جدا ً ومصحوبا ً بالثلج بشكل غير طبيعي.
ذهب المدعو عصام ليجهز شاي فتأخر نصف ساعة ثم قدم لي كوب من الشاي وللشخصين الاخرين الذين كانوا معي.
بعدها شعرت بالم في البطن وضعف بالقوة والم في الساق حيث وضع لي ( اربعة غرامات من الثاليوم بقدح الشاي ) وفي اليوم الثاني اخذوني للمتحف واخذوا لي صور عديدة، وشعرت بدوار ولم اتحمل الاستمرار في المشي فارجعوني الى البيت، وفي العصر ذهبت الى المستشفى وكنت اتقيئ واشعر بان صدري منجمد بعد اجراء التحاليل تم نقلي فورا ً بالطائرة الى مستشفى خاصة مكثت فيها سبع سنوات .. تسعة اشهر الاولى منها لم اتناول خلالها سوى السوائل ففقدت الكثير من وزني الذي هبط من 83 كغ الى 37 كغ وعالجوني لمدة سبع سنوات في واحدة من افضل مستشفيات الدولة السويدية ومجانا ً !!! وقالوا لي انت الانسان الوحيد في العالم الذي ياخذ هكذا كمية من السم ويبقى حيا ً !!!.   
وكانت الجريمة التي نفذت ضد السيد صادق الطائي ورقة رابحة بيد المعارضة العراقية والمنظمات الحقوقية والانسانية لكشف جرائم صدام للرأي العام العالمي، لكن بعد الاطاحة بنظام المقابر الجماعية والجرائم ضد الانسانية لم يطرق بابه اي من المسؤولين العراقيين للوقوف على احتياجاته، ورد الاعتبار له كمواطن قارع الدكتاتورية وكشف زيف سياساته بكل شجاعة.
إننا في الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية نطالب الحكومة العراقية المؤقرة بالاهتمام ورعاية السيد صادق الطائي، لا سيما وان هناك امل باكمال علاجاته في جمهورية الجيك، حسب بما افاد السيد الطائي، ونأمل كذلك بانشاء مركز تأهيل صحي ونفسي للمواطنين الذين ناضلوا ضد الدكتاتورية بالاضافة الى الذين تم قطع اذانهم والسنتهم والذين تعرضوا للوشم ومنحهم الأسبقية في نيل حقوقهم لاسيما في موضوع التقاعد والتعيين في دوائر الدولة ومؤسساتها، ومعاقبة منفذي هذه الجرائم وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.

 

محرر الموقع : 2012 - 09 - 05