تقرير: الاستخبارات الاميركية تحصل على "كنز" من المعلومات الثمينة المتعلقة بداعش
    

ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الاميركية أن محللي الاستخبارات الاميركيين حصلوا على كنز ضخم من البيانات الرقمية والمواد الاخرى ذات الصلة التي استخلصت من دوائر ومقرات داعش المقصوفة وكذلك من اجهزة اللابتوب المتروكة والهواتف الخلوية التي عثر عليها مع قتلى التنظيم في المناطق المستعادة من داعش مؤخراً في العراق وسوريا.

 وأضافت الصحيفة أن "هذا الكنز اكسبهم نظرة معمقة كشفت عن معلومات ثمينة بخصوص مخططات داعش وعناصره ومنتسبيه".

وتابعت أن "هذا المغنم الكبير مكن المسؤولين الاميركيين على مدى الشهرين الاخيرين من إضافة آلاف الاسماء الجديدة الى قوائم المطلوب مراقبتهم دولياً، وهي القوائم المستخدمة في المطارات وغيرها من المنافذ الحدودية، وهي اسماء تعود لأشخاص ثبت انتماؤهم الى داعش والعمل معه او اكتنفتهم مثل هذه الشبهة، وبهذا اصبحت قاعدة بيانات الانتربول اليوم تضم 19 الف اسم".

وتشير الصحيفة الى أن "هذا الكنز الاستخباري هو الاكبر من نوعه منذ دخول القوات الاميركية الحرب ضد داعش في منتصف العام 2014 وهو يهدد بارهاق كاهل وكالات مكافحة الارهاب وتطبيق القانون في اوروبا، التي تتجشم اصلاً اعباء تفوق قدراتها، حيث نسب داعش الى نفسه مسؤولية الهجمات في باريس ولندن وستوكهولم خلال هذا العام".

وأضافت أنه "مع التداعي السريع للجماعة الارهابية وانكماش رقعة خلافتها المزعومة يخشى المسؤولون الاميركيون ان يحاول المتشددون الاجانب، الذين تدفقوا حشوداً على العراق وسوريا ذات يوم، الفرار قبل مقتلهم على ايدي القوات العراقية او عن طريق قصف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة او القوات العسكرية الاخرى".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فضلوا عدم الاشارة الى أسمائهم قولهم إن الجانب الاميركي ارسل في الاسابيع الاخيرة ما يقدر بنحو 30 تيرابايت من البيانات (اي ما يعادل شريط فيديو يستمر عرضه سنتين بلا توقف) الى "المركز الوطني للاستثمار الاعلامي في بيثيسدا" وهو ذراع لا يعرف عنه الكثير تابع لوكالة استخبارات الدفاع في البنتاغون.

وأضافت أن "المحللين يعكفون على تمحيص سجلات مكتوبة بخط اليد وقوائم مطولة مودعة في اجهزة الكومبيوتر وعلى اقراص التخزين الخارجية (فلاش رام) وشرائح الذاكرة الخاصة باجهزة الموبايل وغير ذلك من المواد بحثاً عن ادلة تقودهم الى خلايا الارهابيين او مخططاتهم في اوروبا واماكن اخرى من العالم".

ويقول أحد مسؤولي المخابرات، للصحيفة "تكمن اهمية المعلومات الالكترونية في ان قوات العدو لن تستطيع تزويرها او العبث بسجلاتها، فعند استجواب احدهم يمكن لهذا الشخص ان يخفي عنك حقائق معينة، ولكن سجلات الهواتف الخلوية ومقاطع الفيديو لا تكذب، لذا فأن المواد المستخلصة منها لن تكون مصطنعة".

وأضافت الصحيفة أن "مصدر هذه المواد هي مدينة الموصل، التي اعلنها الارهابيون عاصمة الخلافة في العراق والتي استعيدت في 9 من تموز بعد معركة دامت ثمانية اشهر، كما عثر على معلومات استخبارية اخرى في مدينة تلعفر العراقية التي استعيدت في 31 آب الماضي ومن مدينة الرقة عاصمة الجماعة في سوريا حيث تدور معارك مستمرة الى الان.

ويقول المسؤولون الاميركيون انهم استخلصوا افكاراً لمخططات ورسوماً عامة لعمليات مستقبلية، إلا انهم لم يعثروا على مخططات ارهابية قيد التنفيذ. عدا ذلك تمكن الخبراء من جمع تفاصيل لها علاقة بقيادة الجماعة والهيكلية التراتبية للمقاتلين وقياداتهم المباشرة، بحسب الصحيفة.

وأشارت الى أن "أهم المغانم التي وقعت بين ايدي المسؤولين مصدرها السجلات الدقيقة التفاصيل التي كان داعش يحتفظ بها عن مقاتليه الاجانب الذين قدموا منذ اجتياح طوابير الارهاب باعلامها السود لاول مرة اراضي شمال سوريا ومن بعدها العراق في 2014 واستيلائها على اجزاء واسعة من البلدين، فهذه السجلات تضم اسماء الارهابيين واسماءهم المستعارة ومواطنهم الاصلية ومعلومات شخصية اخرى عنهم.

وتابعت الصحيفة الاميركية أن كل هذه البيانات تتشاطرها قوة مهام مشتركة مقرها الاردن وتسهم فيها 19 دولة، تعمل قوة المهام تحت اسم رمزي هو "عملية العنقاء الباسلة" وهي تسعى الى تعقب المقاتلين الاجانب في محاولة لتفتيت خلايا الارهابيين وشبكاتهم، وتخضع قوة المهام المشتركة لقيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية التابعة للجيش الاميركي.
وأضافت أنه "بالنظر لقلة عدد الجنود الاميركيين على الارض فأن معظم المعلومات الاستخبارية تتولى جمعها قوات الامن العراقية والفصائل السورية التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي تلقت تدريباً خاصاً على كيفية جمع المواد وحفظها وتأشيرها لكي يجري تحليلها لاحقاً في الولايات المتحدة.

وأوضحت ان "جهاز هاتف يؤخذ من جيب مقاتل صريع يعثر فيه عادة على ارقام هواتف قد تساعد محققي مكافحة الارهاب في مواقع اخرى بعيدة، بل ان المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها من ساحات المعارك منذ 2015 قد ادت بالفعل، كما يقول المسؤولون، الى اعتقالات واحباط مخططات فيما لا يقل عن 15 بلداً في اوروبا والشرق الاوسط وجنوب شرق اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية وكندا.

يقول "ماثيو ليفيت"، وهو مسؤول سابق في مكافحة الارهاب عمل في مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة المالية ويعمل الان في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى إن مجرد الحصول على اسم مستعار او اجازة قيادة سيارة او رقم جواز سفر او اي نتف من بيانات بايومترية يمكن ان يكون حاسماً في منع تنفيذ مخطط ارهابي، ويمضي ليفيت موضحاً: "يثبت لنا المرة تلو المرة ان حتى اصغر المعلومات يمكن ان تكون حاسمة، فهي قد تساعدنا في الكشف عن شخص لم نكن نعلم بأمره او تزودنا بخيط يهدينا الى خلية تعمل في الخفاء"، بحسب الصحيفة.

وأضافت ان التنظيم يسعى الان الى لملمة قواته وتركيزها ونقل قاعدة عملياته الى منطقة وادي الفرات بين العراق وسوريا، كما يقدر ان ما يقارب من ثمانية آلاف ارهابي قد انتقلوا الى ذلك الوادي الذي يمتد لمسافة تزيد على 240 كيلومتراً من دير الزور في شرق سوريا الى راوة في غرب العراق، وهؤلاء يضمون بين صفوفهم قادة الجماعة وعوائلهم بالاضافة الى اهم المساعدين المطلوبين لاداء الوظائف الادارية.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الاميركيين قولهم إن قوة المهام الخاصة التابعة للجيش الاميركي قد نجحت خلال الاسبوع الاخير فقط في تعقب وقتل ثلاثة زعماء للتنظيم في الوادي المذكور يعتقد انهم كانوا المشرفين على ابحاث السلاح وعمليات الطائرات المسيرة، وان مجموع من قتلوا في تلك المنطقة خلال السنة الماضية يتجاوز 35 عنصراً بينهم قياديون عسكريون وخبراء اسلحة ووسطاء تمويل ومخططون للهجمات الخارجية.

من المعتقد ايضاً ان ابو بكر البغدادي نفسه يختبئ في تلك المنطقة، كما يقول الفريق "ستيفن تاونسند" الذي اكمل فترة خدمته خلال هذا الشهر كقائد اعلى للقوات الاميركية في العراق وسوريا، ويعتقد تاونسند ان الارهابيين قد قرروا جعل معركتهم الاخيرة في ذلك الوادي

محرر الموقع : 2017 - 09 - 11