إنهم اولادنا
    

الإبداع يأتي من تفاعل المشاعر والأحاسيس , والفنان ذلك الانسان المبدع الذي يعيش معاناة معينة حول قضية ما يمزجها بمشاعره لتولد لنا تحفة فنية قد تظهر وتاخذ صداها بوقتها إذا توفرت لها الظروف المناسبة وقد تخزن في طيات النسيان لفترة من الزمن قد تطول لتبرق في فضاء الثقافة بعد حين ربما يكون الفنان قد حان اجله ورقد في بطن امه الارض بسلام .

المبدع يهتم كثيرا بفكرته التي تتحول نتيجة الاصرار الى تحفة فنية كما اسلفنا , يهتم بها لدرجة انها تشغل كل وقته وتفكيره فيهمل الكثير من الامور ليحوله الى محبوبته يرعاها ويهتم بها , يتاملها وهي تتحول شيئا فشيئا من عدم الى شيء يشار له بالبنان .

الكاتب أحد هؤلاء المبدعين , إبداعه ينحصر بين عقل يفكر وقلم يسطر على ورق منتشر , الكاتب في زحمة الافكار تبرق له كلمة تحمل فكرة , يقلبها بين طيات عقله , يدمجها مع احاسيسه ومشاعره , يضيف لها ما أختزنت ذاكرته من معلومات , ليحولها الى موضوع يعالج قضية ما قد تكون سياسية او اجتماعية او عقائدية .

الكاتب يكتب وهو يعيش المحنة والالم تارة واخرى وهو سعيد منشرح فينحصر الموضوع بين المعاناة فيكون الكاتب جادا أو فكاهيا فيكون من رواد الفن الساخر , وقد لا نبالغ إن قلنا إن الموضوع قد لا يعجب البعض والاخر لا يهتم به أصلا وأخر ربما ينتقده بقسوة , لكنه يبقى عزيزا على قلب صاحبه .

الكاتب يعتبر الموضوع كولده , كما الرسام يعتبر اللوحة فلذة كبده , والنحات يتبنى مجسمته , الموضوع كالولد البار يدخل السرور الى قلب والده اذا انتشر واستفاد الناس منه وقد يحمل الهم والحزن الى قلب وابيه اذا ظلم من قبل انظارا لا ترى واذانا لا تسمع وعقولا لا تفقه , لكنه يبقى عزيزا يتامله أبيه , كيف ينمو , كيف يكبر , كيف يكون قبلة ينظر اليه الاخرين نظرة اكبار واجلال . 

وسام أبو كلل

محرر الموقع : 2017 - 03 - 20