نم قرير العين أيها المجاهد العظيم
    
محمد ابو النيل
 
ليس من السهل ان نجد شخصية، يتفق عليها كثير من أصحاب التوجهات السياسية، والدينية المختلفة، كما حدث في شخصية السيد محمد باقر الحكيم (قدس)، فكلما مرت ذكرى إستشهاده إختلطت المشاعر، وإزدحمت الأحاسيس الصادقة، لما يمثله من عنوان للتضحية والفداء، لجميع شرائح المجتمع العراقي.
 
إقترن يوم الشهيد العراقي، بذكرى إستشهاد شهيد المحراب، الذي أفنى حياته في سبيل تحقيق أهدافه، ومبادئه الإنسانية، وحمل هم هذا الشعب، لأكثر من ثلاثة عقود، جاهد و ناضل، وعُرف صاحب تلك الشيبة الطاهرة، بنقاء سريرته، وصفاء نيته، تجاه ابناء شعبه المظلوم.
 
عندما كان السيد الشهيد يقيم في ايران، وبالرغم من انشغاله بالحراك السياسي، فأنه أعطى للدراسة الحوزوية حيزاً من حياته، وإهتماماً بالغا،ً وشهد له كثير من العلماء، في هذا المجال، ولايخفى دوره في إقامة المؤتمرات، والندوات الفكرية، والثقافية، في ايران، و غيرها من البلدان، ولم يقتصر إهتمامه، على جانب بعينه، بل كان كثير البحث، في كُل مجالات الحياة، من فقه، وتأريخ، وإقتصاد، وسياسة.
 
تميز بشخصيته القيادية الصُلبة، التي يستمد منها المجاهدون القوة، والثبات، والعنفوان، وكان مصدر التعبئة الجهادية للعراقيين، إبان حكم البعث العفلقي، كما لم يغفل الجانب الإنساني، فقام رضوانه تعالى عليه، بتأسيس كثير من المؤسسات، والمراكز، والمنظمات، التي تُعنى بحقوق الإنسان، وتقديم الخدمات الجليلة، لعوائل الشهداء، والمعتقلين في العراق.
 
كان الإبن الشجاع للإسلام، في نظر السيد الإمام الخميني (قدس)، ووصفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس)، بالعضد المفدى، وقال في حقه المطران عمانوئيل دلي، بعد إستشهاده _نم قرير العين أيها المجاهد العظيم_ وتسائل البطريك الماروني، مار نصر الله _هل ان إغتيال السيد محمد باقر الحكيم تغييب للعراق، ودوره الحواري، المحب للحضارة، ألم يقل علي عليه السلام، ان اعظم الخيانات خيانة الأمة، سلام عليكم ياحراس كربلاء، والجنوب، والقدس، حراس الوديعة، والجوهرة المقدسة_ لذلك كان يمثل شهيد المحراب، الضمانة الإسلامية، والوطنية، والإنسانية الكبرى، للعراق بأسره.
 
في الختام، لم يكتف السيد الحكيم، بتقديم قافلة الشهداء، من أبناء أسرته الكريمة، بل عمل جاهداً، في سبيل الحصول على وسام الشهادة، وكان له مايريد، فتناثرت أشلائه، ودمائه الطاهرة، عند ضريح أمير المؤمنين، عليه السلام، لتكون في مابعد، سراج يضيء طريق الحرية، ويبعث الامل في نفوس جميع المخلصين.
محرر الموقع : 2017 - 03 - 21