الى متى نبقى نلدغ من ذات الجحر !
    

بقلم علاء الطرفي
 منذ اليوم الاول لتأسيس الحشد الشعبي والى هذه الساعة وخلال كل هذه الفترة لم يخالف الحشد اي أمر للحكومة العراقية او توجهاتها او خططها وبقى تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة , وحتى لو كان لقيادة الحشد رأي معين في مسألة ما كان يبقى الأمر الاول و الاخير للحكومة ولقيادة العمليات المشتركة ، وعدم اشراك الحشد في عمليات تحرير مركز محافظة الانبار ومركز محافظة نينوى خير دليل على كلامي ، وفي ذات الوقت رفضت قيادات الحشد الشعبي أي تصرف او موقف مسيء للحكومة كان يصدر من هنا او هناك وكانوا و لازالوا اشد الناس حرصاً على هيبة الدولة والالتزام في قوانينها على الاراضي العراقية ولم يتدخلوا في المسائل السياسية وهذه رسالة اطمئنان لكل اطياف الشعب ومبادرتهم الاخيرة لدعم النازحين (لأجلكم) تطمين آخر لمن يدعي الخوف على العراق و مكوناته من الحشد الشعبي ، لكن مع شديد الأسف كل هذا لم يشفع للحشد الشعبي وبقيت توجه إليه السهام والطعنات من فئات محددة ومعروفة اولها جهات أجنبية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وثانيها الدول العربية وعلى رأسهم السعودية وثالثها جهات سياسية عراقية تخاف من أن ينافسها الحشد في ميدان السياسة ، واذا ما سلطنا الضوء على الذرائع التي تطرح ومنها لا يجوز ان تشترك قوة مسلحة في العملية السياسية وهنا السؤال هل هذه القوة تستطيع ان تفرض على الناس آرائها وحتى لو أرادت ذألك كيف لها ان تنجح ؟! و الذريعة الأخرى ان قيادات الحشد ولائها لإيران وهذا هو اكثر شيء يخافون منه وهنا اقول متى وقفت إيران ضد توجهات الحكومة العراقية او قياداتها موقف سلبي او فرضت أي شيء عليها او على قياداتها ؟! طبعا هنا لا يوجد شيء ملموس غير كلام المغرضين والمرضى النفسيين ، اعود للحشد الشعبي واقول ألم يكن هو من وقف مع الجيش وأوقف الانهيار الأمني عام 2014 وبعد ذألك ساهم في كل هذه الانتصارات ؟ الا يعتبر الحشد الشعبي اليوم خير سند و ظهير للحكومة ومؤسساتها ؟ ولماذا نفرط بالحشد الشعبي لإرضاء الولايات المتحدة التي تخلت عن العراقيين عام 2014 وغضت الطرف عن الدواعش ورفضت حتى تزويدنا بالذخيرة في ذألك الوقت وبقيت الاسلحة الأمريكية شبه معطلة ودبابات الابرامز خير شاهد ورفضت في وقتها توجيه ضربات جوية للإرهابيين عندما كان العراق لا يتملك قوة جوية او طيران جيش فعال ولم تزودنا حتى بمعلومات استخبارية الى ان حصل ما حصل وكانت الحجة في وقتها خلافها مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وبعدها جائتنا بتحالفها المزعوم لتفرض علينا ما تشاء وتظهر نفسها بمظهر المنقذ للعراقيين ، وهذه لم تكن اول مرة تخذلنا فيها فلقد تخلت عنا عام 1991 وفسحت المجال للطاغية صدام بسحق الانتفاضة الشعبانية وكانت الذريعة آنذاك ان الثوار مقربين من إيران لذألك فضلت انتصار الطاغية صدام على ان تنتصر قوة شيعية و بسببها حدث ما حدث من مجازر و مقابر ، فإلى متى نبقى نلدغ من ذات الجحر عشرات المرات ؟ !!!

محرر الموقع : 2017 - 03 - 23