ويستمنستر..
إرهاب من أجل الإرهاب.
    

  في عالم صار فيه الإرهاب واحداً من أيقونات الواقع المزعجة فان حادث الإعتداء الإرهابي على جسر ويستمنستر في قلب العاصمة البريطانية لندن يقرع نواقيس الخطر ليس إزاء ماينتظر الدولة البريطانية أو دول أوروبا من شرر الإرهاب بل إزاء تحليل عملياتي وموضوعي وثيق الإرتباط ليس بالإرهاب فعلاً أو فكراً بل بالظاهرة الإرهابية وإنعكاساتها شرقاً وغرباً ، فثمة إشكالية تتعلق بالفعل الإرهابي في الغرب بشكل عام والعالم أجمع منشؤها أنه ينبع من أرواح مريضة تدعي خلاف الواقع فالواقع يقول إن الجاليات الإسلامية التي صارت جزءاً من النسيج السكاني لبريطانيا وغيرها من دول أوروبا تمارس طقوسها العبادية وممارساتها بشكل حر دون ضغط أو قيد ، هذا طبعا يكّذب إدعاءات الجماعية بأن أرهابهم هو رد فعل لتعسف أو جَور على المسلمين ، فعن أي جَور وتعسف يتحدثون وقد حصلوا على الحضوة والحماية والجنسية وأطفالهم يحصلون على التعليم في أفضل المدارس مع رعاية صحية مثل تلك التي يحصل عليها البريطانيون الأصليون فأين هو التعسف؟ .

القضية الأخرى إن الارهاب اليوم يعكس صورة سلبية عن الإسلام والمجتمع الاسلامي ككل ، فمن يحب دينه يحاول تقديمه بأفضل صورة وليس هذه الصورة المشوهة الدموية التي تؤذي مشاعر كل البشر من مختلف الشرائع  وهي تقدم المسلم بلباس البداوة والوحشية والتلذذ بايذاء وقتل الأخر ، هاتان الإشكاليتان يسندان نظريتنا بخصوص الإرهاب في مجتمعاتنا الذي يدعي زوراً وبهتاناً أنه نتاج للتهميش والإقصاء وإستلاب الحقوق والحريات وإذا أسقطنا هذه الذريعة التي ثبت بطلانها في الحوادث الإرهابية في بلاد الغرب فاننا نقف أزاء إرهاب من أجل الإرهاب ولاشي أخر فالاسلام الذي صمد طيلة هذه أربعة عشر قرناً لم يكن جله إسلام بطش وقطع رؤوس بل كان الإسلام دين  تسامح وتعايش وسلام ووئام.


# الشيخ _خالد _ الملا

محرر الموقع : 2017 - 03 - 25