نحتاج الى مسؤول بصفات الحمير!
    

عباس الكتبي
كل شيء في هذا الكون له علاقة مع الاشياء الاخرى،كالعلاقة البيئية والكونية والاجتماعية،واحياناً تكون علاقة صداقة،تتعدى النوع الإنساني، كصداقة الانسان للحيوان. 
وقف رجل يوماً أمام حماره،وخاطبه بلطف:"لولاك لقتلني الجوع،لولاك لما كسبت قوت يومي،فأنت الذي حفظت كرامتي وماء وجهي من ذل السؤال، وأنت رفيق دربي وزميلي"،وفعلاً رفقة الحمير أفضل من رفقة البعثيين!!
كثير من الناس،تطلق لفظ"زمال" على الحمار،ويريدون به صفة الغباء، في حين هذا اللفظ أشتق من صفة الملازمة، التي تعني كثرة المصاحبة للشيء،شأنه شأن لفظ"الزميل" أو "الزمالة"،وللعلم فقد ثبت مؤخراً عند علماء الحيوان،ان الحمار هو اذكى الحيوانات!! 
قد يغتاظ كثير من المسؤولين، حين تصفهم بالحمير،مع ان تشبيه بعض الناس بالحيوانات مجازاً،هو أسلوب قرآني ونبوي،وجاء أيضاً على لسان الشعراء،فهذا الشاعر علي بن الجهم يدخل على المتوكل العباسي،لينشد به الشعر قائلاً: 
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قِراع الخطوب.

وقال حمَّادُ عجرد في بشَّارِ بن بُرد: 
بل أنت كالكلب ذلا أو أذل وفي.. نذالة النفس كالخنزير واليعر
وأنت كالقرد في تشويه منظره.. بل صورة القرد أبهى منك في الصور.

هل تعلمون ان الشجب والاستنكار، الذي يمارسه الساسة،وخاصة قادة الدول العربية،الذين طالما نجدهم يشجبون ويستنكرون على الكيان الصهيوني، وعلى الشيطان الأكبر،أن هذه الصفة مأخوذة من الحمير!؟ألم تقرأوا قوله تعالى:(ان أنكر الاصوات لصوت الحمير)؟فالحمير عندما يقع عليها الظلم الشديد،والأذى الكبير، تعبّر عن رفضها لهذا الواقع السيئ بالرفس والنهيق!! 
كما ان الحمير تتصف بصفات حسنة : كقوة التحمل،والصبر،والتقبل للإنتقادات الشديدة،وتسهيل وتيسير أمور الناس،والرضا،والقناعة،والصمت. 
قيل أيضاً عن الحمير ،إنها متضلعة بالجغرافية،فالحمار اذا دخل منطقة، أو مدينة يحفظ الخارطة بشكلٍ عجيب، فبعد هذه الصفات هل يصح ان نصفه بالغباء!! 
أنظروا لهذه الصفات الموجودة في الحمير،توجد كلها في بعض البشر، إذاً هناك علاقة مشتركة بين الإنسان والحمار من حيث الصفات،وحتى علماء الأخلاق والاجتماع،يرون ان هذه الصفات يجب أن تتوفر بالدرجة الأولى عند القائد والمسؤول. 
لكنني كم تمنيت أن تكون صفة الشجب والإستنكار عند المسؤولين، مصاحبة للرفس والنهيق مثل الحمير، حتى تكون وقوية ومؤثرة!!!

محرر الموقع : 2017 - 03 - 26