طَائِفِيُّون وَإِنْ لَمْ يَفْصَحُوا!
    

 نـــــــــــــــزار حيدر

   وإِنَّ من أَبرز صفاتهِم السيِّئة هي أَنَّهم لم يتعلَّموا الدَّرس حتّى إِذا اغتصبَ الارهابيُّون أَرضهم وانتهكوا أَعراضهم وسبَوا نساءَهم واستولَوا على أَملاكهِم المنقولة وغير المنقولة ودمَّروا بيوتهُم ومحلَّاتهم ومدنهُم بالكاملِ! ووُلد من سفاحهِم عشرات الآلاف من أَطفال الشُّبهة!.

   وبدلاً من أَن يتوسَّلون القوَّات المسلَّحة للتَّعجيل بإنجاز التَّحرير النَّاجز! يستنكرونَ ما يسمُّونهُ باستخدام القوَّة المُفرِطة!.

   فعلى الرَّغمِ من كلِّ ذلك إِلّا أَنَّهم أَمس واليوم ثارت ثائرتهُم لمقتلِ عددٍ من المدنيِّين بسببِ الحَرْبِ المستمرَّة على الارْهابِ! بسبب تمترس الارهابيِّين بهِم!.

   لا أَحد يقبل بمقتلِ مدنيٍّ واحِدٍ بسبب هذه الحَرْبِ فالحالةُ تُمثِّلُ، بلا شكٍّ، إِنتهاكٌ خطيرٌ لحقوق الانسان في زمن الحَرْبِ، ولكن أَن لا تهزَّ شاربهُم كلَّ جرائم الارهابيِّين الصَّارخة والبيِّنة وتهزُّ أَبدانهم وكلَّ كيانهم مقتل بضعِ مدنييِّن كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لجريمةِ الارهابيِّين في إِحتلال الأَرض واغتصابها! فذلك هو الأَمرُ غير المقبول بالمُطلق!.

   إِنَّهُ دعايةٌ إِنتخابيَّةٌ مُبكِّرة! وتجارةٌ رخيصةٌ بالدَّمِ المسفوك والعِرض المغصوب!.  

   ومعَ ذلك، فبرأيي إِنَّه أَمرٌ طبيعيٌّ جدّاً نتوقَّعهُ منهم! فهم أَنفسهم الذين رحَّبوا بالارهابيِّين بادئَ الأَمرُ عندما احتلُّوا مدنَهم معتبرين ما يحصل ثورة تحرُّريَّة من الهيمنةِ [الصَّفويَّة].

   وهم أَنفسهم الذين لم ينبُسوا ببنتِ شفةٍ عندما ارتكبَ الارهابيُّون جرائمهُم البشِعة في المُدنِ المُغتصبَةِ وعلى مدى (٣) سنواتٍ عجافٍ تقريباً!.

   وهم أَنفسهم الذين لم ينبُسوا ببنتِ شفةٍ عندما ارتكبَ الارهابيُّون جريمة [سْبايْكَر] التي راح ضحيَّتها أَكثر من [٢٠٠٠] شاب بعُمر الورود!.

   وهم أَنفسهم الذين لم نسمع منهُم يوماً إِشادةً ببطولات القوَّات المسلَّحة العراقيَّة وتضحياتهِم من أَجل إِنقاذ أَرضهم وعِرضهم من قبضةِ الارهابيِّين!.

   وهم أَنفسهم الذين ظلُّوا يبذلون جهودهُم السِّياسيَّة والديبلوماسيَّة والاعلاميَّة لتشويهِ سُمعةِِ الحشد الشَّعبي البَطَل والمضحِّي والمُقاوم، والطَّعن بهويَّتهِ والتَّشكيك بولائهِ وإِنتمائهِ! على الرَّغمِ من إِعترافالجميع بحقيقةِ أَنَّ الحشد الشّعبي الذي تشكَّل بفتوى الجهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجع الأَعلى هي التي حمت الْعِراقِ، كلَّ العراق، من السُّقوط بالكامل بقبضةِ الارهابيِّين!.

   إِنَّ قضيَّة مقتل عددٍ من المدنيِّين الأَبرياء فضحت نوايا هؤلاء وكشفتهُم على حقيقتهِم وعرَّت ميولهُم وأَسقطت عنهم ورق التُّوت!.

   كما أَنَّها رسمت المسافة بيننا وبين ما يسمَّى بـ [التَّسوية التَّاريخيَّة] العار التي لازال يذكرها البعض بخيرٍ وهي شرٌّ كلُّها! ليتَّضح لكلِّ ذي بصيرةٍ أَنّها مسافةٌ تعادلُ بُعْدَ المشرِقَين!.

   لقد وعدَنا بعضهُم باستدراج الارهابيِّين الى خارج المَوصل لقتالهِم في الصَّحراء وخارج المُدن من أَجْلِ حمايةِ المدنيِّين! فلماذا لم يُنفِّذ خطَّتهُ الجهنَّميَّة؟! هل كانَ يجهلُ أَنّ خُطَط الارهابيِّين قائمةٌ بالأَساسِ على نظريَّة التَّدرُّع بالأَهالي! والقتال من فوق أَسطح منازلهُم ومن وراءِ جُدُر! فكيفَ يتصوَّر هؤلاء بأَنَّ قتالهُم سيكونُ بِلا ضحايا من المدنيِّين الأَبرياء؟!.

   لو كنتُم حريصينَ بصدقٍ على المدنيِّين وأَرواحهُم لما كُنتم قد أَتيتم بالارهابيِّين وتحالفتُم معهُم ومكَّنتموهُم من مُدنكُم وأَهليكم وأَعراضكم ونساءكُم وأُسركُم وعشائركُم ومخادع نساءكُم!. 

   إِنَّهم يسكتونَ دهراً وينطقون كُفراً، ويحرصونَ على أَن يتزامن كفرهُم مع إِنتصاراتِنا الباهرة التي تُغيضهُم جدّاً فتثيرهُم جدّاً فيكفرونَ! ومِن علاماتِ كُفرهِم سعيهُم المُستمرّ للتَّشويش على هذه الانتصارات وإِشغال الرَّاي العام عنها! فبِئس ما يصنعونَ!.

محرر الموقع : 2017 - 03 - 27