المؤامرة على مقتدى الصدر ... وجهت نظر يمكن التامل بها بشكل دقيق
    

انشغلت الجماهير المؤيدة للسيد مقتدى الصدر بالمعلومة المثيرة التي ذكرها في خطابه في ساحة التحرير، حول وجود تهديدات باغتياله. وكانت ردة الفعل المنفعلة والغاضبة من قبل اتباعه طبيعية، عندما يرون أن قائدهم في مرمى قناص مجهول.

وفي المقابل فان الكثيرين من خارج التيار أشاروا الى ان التهديد هو دعاية انتخابية وضغط على الحكومة والبرلمان لكي يحقق مقتدى الصدر أهدافه.

لكن هناك أمراً مهماً لم يخضع للتأمل، وهو أن الأجهزة المخابراتية الإقليمية التي تكيد بالعراق وخصوصاً السعودية وقطر وتركيا، مصابة بانتكاسة كبيرة نتيجة الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي والحشد الشعبي في الموصل، وقرب نهاية تنظيم داعش الإرهابي في العراق. ولكي تعوض هذه الأجهزة عن خسارتها في العراق، فانها أوصلت رسالة التهديد الى السيد مقتدى الصدر، لعلمها بأن مجرد الإعلان عن التهديد، فانه سيربك الساحة العراقية، وها هي بوادره قد بدأت.

كان المفروض على السيد مقتدى الصدر، وهو يتصدى لقيادة تيار واسع من مؤيديه، أن يُقدّر ذلك بدقة، وأن يدرس كلماته من كافة الجهات قبل أن يُلقيها على اسماعهم.
 الخلاصة، لقد استطاعت تلك الاجهزة المخابراتية، ان تنجح في إثارة فتيل الأزمة، وهي تنتظر اشتعالها لتعم الوسط الشيعي، فهذا هو المطلوب حالياً.

والأهم من ذلك، ان إعلان مقتدى الصدر عن محاولة اغتياله، قد تستفيد منها الأجهزة المخابراتية التي تكيد بالعراق، بعد أن اكتشفت طبيعة ردة الفعل الغاضبة، فتعمل على اغتياله فعلاً ليتفجر الوضع الشيعي بمعارك أهلية مع بعضهم البعض. وبذلك يكون مقتدى الصدر قد مهد الأجواء لمقتله بنفسه، بعد أن صدّق التهديدات المفتعلة وأعلنها في خطابه.

 سليم الحسني

محرر الموقع : 2017 - 03 - 27