لقنصلية العراقية العامة في مونتريال تقيم امسية ثقافية عن فلسفة ثورة الامام الحسين وآفاقها الانسانية
    

 

اقامت القنصلية العراقية العامة في مونتريال مساء يوم الاحد 15/12/2013 امسيتها الثقافية الثامنة في بيت العراق (دار سكن القنصل العام) تحت عنوان "ثورة الامام الحسين (ع) وآفاقها الانسانية" وكان المحاضر سماحة السيد نبيل عباس رئيس المركز الاسلامي اللبناني في مونتريال.

قام القنصل العام السيد جاسم نعمة مصاول بتقديم سماحة السيد نبيل عباس الى الجمهور الحاضر، بكلمة اشار فيها الى أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت ثورة ذات قيم ومبادىء شرعية وانسانية أهدافها رسالية، قامت لتقوّم الاعوجاج الذي حصل في مسيرة الأمة، فهي ليست ثورة ذات دوافع قبلية أو عنصرية أو طمعاً في السلطة كما يصورها البعض، أليس هو القائل (عليه السلام): " ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، والى الباطل لا يُتناهى عنه". واصبحت هذه الثورةعنواناً ونبراساً لكل المعذبين في الارض.

وذكر ان الثورة كانت هي خدمة للامة لأنها تعرضت للاضطهاد والظلم والاستعباد، ورفع العقيرة في وجه الحاكم الذي نصب نفسه اميراً على الامة بالخدعة والتدليس وشراء الذمم بأموال المسلمين وحاد عن الطريق السوي، للتسلط على رقاب الناس وهدر كرامتهم.

وأشار الى أن في التراث الإسلامي الكثير من الآيات التي تدعو الإنسان لرفض الظلم و”العمل على تغييره”. فالثورة تعني “الهجرة” من حالة الاستسلام والسكون إلى حالة التمرد والحركة، ووثبة يتجاوز بها الإنسان والمجتمع هذا الوضع الجائر ليستبدله بآخر أكثر إشراقاً ووضاءة.

وذكر ان الإمام الحسين (ع) قطع الشك باليقين عندما حدد هدف ثورته بكلمة «الإصلاح». فالإصلاح يعني أن تعيش الأمة معززة مكرمة، ينتشر بينها العدل، وتسودها روح المساواة، وتعلو فيها كلمة الحق، ضمانا للمحافظة على حرية الإنسان وصون حقوقه المشروعة. ثم تطرق الى اقوال المفكرين وعظماء العالم ممن اثنوا على ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وشخصيته الثورية العظيمة.

ثم بدأ سماحة السيد نبيل عباس محاضرته بتقديم تعريف عن الامام الحسين (ع) بأنه خامس أهل الكساء، وخامس من باهل بهم الرسول (ص) أهل نجران، وقال (ص ) أيضاً بحقه '' حسين مني وأنا من حسين ، من آذاه فقد آذاني"، فضلاً عن أحاديث أخرى وردت في بطون الكتب تبين أهمية وتقدير الامام الحسين (ع) لدى المسلمين.

ثم عرج سماحة السيد الى ثورة الحسين، وقال انها لو كانت حدثاً تاريخياً لذهبت مع التاريخ الماضي، بل أن ثورته عليه السلام حدث من أحداث الحياة لانها مازالت مستمرة حتى يومنا هذا وبكل تحدي واصرار.

ولم يكن الحسين (ع) ممثل لعشيرة أو قبيلة لا لبني هاشم ولا لقريش، لقد كان ممثلاً لامة جده (ص)، ومن الخطأ جداً اعتبار ثورته (عليه السلام) ثورة شيعية ، بل هي ثورة انسانية عالمية لاحقاق الحق ودفع الباطل، هي ثورة ضد الطغاة الذين هدروا كرامة الانسان واستباحوا الحرمات، والعودة بالاسلام الى منابعه الحقيقية التي جاء بها الرسول (ص).

وتحدث سماحة السيد عباس عن عصر ماقبل الاسلام وعن العادات والتقاليد لدى عرب الجاهلية، الى أن جاءت الرسالة الاسلامية التي هذبت وشذبت تلك العادات والتقاليد بما يتلائم والقيم الاسلامية. ولقد أعاد الاسلام الى الانسان انسانيته واعتدلت مسيرة البشر، وانتهى عصر الظلم والاضطهاد. وأضاف: لكن الردة الكبرى ضد الاسلام والمسلمين هو قيام الدولة الاموية التي قامت على أساس عنصري قبلي .

  ثم تطرق المحاضر الى نزاع الاسرتين بني هاشم وبني أمية ومحاربة ابو سفيان للرسول (ص) والدعوة الاسلامية، ثم كيف اصبح معاوية والياً على الشام والظروف التي احاطت بهذا الوضع، وتمرد معاوية على الامام علي (ع) عند توليه الخلافة، ثم صلح الامام الحسن(ع) مع معاوية، وسبب قبول الامام (ع) للصلح هو لكشف بني أمية امام الامة الاسلامية بخداعهم وغشهم وأنهم لا يتوانون عن فعل أي شيء مخالف للشريعة وقيم السماء، وأهمها وصية معاوية لخليعه يزيد بالخلافة هذا المتهتك الماجن الذي لم يراع أية حرمة في الاسلام، لذا خرج عليه الامام الحسين (ع) لطلب الاصلاح في أمة جده النبي (ص) لان بني أمية عادوا بالامة الاسلامية الى العصر الجاهلي، وكانوا يتعاطون مع الخصوم ليس بمثُل السماء التي أنزلها الله سبحانه وتعالى ولا حتى بمثُل الارض، اذن كان للحسين (ع) أن يخرج في ظل هذه الظروف، لنصرة الناس ودفع الظلم عنهم .

 واختتم سماحة النبيل عباس حديثه بأن هجرة الامام الحسين (ع) كانت هجرة ايجابية لأهداف سامية عادت بالنفع على الناس، لانرى مجالاً للاستعلاء على أحد أو التفاخر، ونقول ديننا الاسلامي هو دين سمح وإعطاء الآخر استحقاقه دون منة، وأن التشيع هو حركة فكر وحركة قيم ومباديء ومثُل وليس طقوس لفترة محددة.

بعد ذلك جرى نقاش مفيد ومداخلات قيمة بين سماحة السيد نبيل عباس والجمهور الحاضر.

وفي الختام قام القنصل العام السيد جاسم نعمة مصاول بتقديم شهادة شكر وتقدير لسماحة السيد نبيل عباس لجهوده في نجاح الامسية الثقافية.

حضر الامسية حشد من المثقفين العراقيين والعرب المغتربين في مونتريال من شعراء وكتاب وفنانين تشكيليين واساتذة جامعات وصحفيين نساءً ورجالاً.

 DSC_9828.JPG wordt weergegeven

 

محرر الموقع : 2013 - 12 - 16