الشعب العراقي مخدّرٌ و مَغدور!
    

أيها الشعب العراقي المجروح؛ المُخدّر؛ المسكين؛ المغدور به؛ المنهوب حقّهُ؛ المهتوك شرفه و أرضه و ماله و دينه!
بعد السلام الحزين عليكم .. و بعد كل تلك الجروح البليغة .. أسألكم نفس السؤآل الذي سألتكم به قبل أربعين عاماً:
ماذا أنتم فاعلون مع آلفاسدين الجدد الذين خلّفوا البعث الهجين, بعد ما شدّوا أحزمتهم على الرحيل و الهروب و كما فعل البعثيون الجبناء؟
هل تتركوهم يرحلون بأمانٍ و سلامٍ من حيث أتوا ليتنعموا بقصورهم و فللهم و أرصدتهم, لتبقوا تصارعون الموت (الأصفر) و (الأحمر) و (الأسود) الذي نبّهتكم عنه مراراً و تكراراً منذ سبعينيات القرن الماضي!؟
أم إنكم تستعدون لنصب خمسة آلاف مشنقة .. أو نصبتموها فعلاً في ساحة التحرير حتى المنطقة الخضراء لمُقاضاتهم و سحب أموالهم و قصورهم في أوربا و أمريكا و دبي و الأردن!؟
إنّ الأموال النقدية المسروقة من الشعب و بآلقانون و التي بلغت ترليون دولار بجانب نصف ترليون دولار آخر كديون آجله مع الأرباح و الفوائد .. نقاش لا فائدة منه لأنّ الفاسدين أصروا و أستكبروا بل و باعوا ما هو مخزون تحت الأرض أيضا بعد ما نهبوا ما كان موجود فوقه!

أنّهم .. قد باعوا بآلآجل و على الهواء حتى المخزون النفطي الذي لم يستخرج بعد من باطن الأرض من خلال الأتفاقية الأخيرة الشاملة مع أمريكا بعنوان:
(النفط مقابل الأعمار)!

بعبارة أخرى؛ لقد باعوا المخزون الأحتياطي الموجود .. و ما هو ليس بموجود و الذي هو حقٌّ طبيعي للأجيال المسكينة التي لم تلد بعد .. و التي صارت بآلفعل مديونة بأكثر من 3000 دولار و هو ما زال في آلأصلاب لا ذنب له .. فماذا تحكمون؟

و إعلم أيها الشعب المسكين المظلوم المنهوب؛
بأن جميع المسؤوليين باتوا على أهبّة الأستعداد الآن للأنسحاب, لأنهم يعلمون بأن المستقبل العراقي بات أسوداً حالكاً مخيفاً .. بل لا مستقبل له بآلمعنى الأصح .. و لسان حالهم يقول؛
(لم يبق شيئ بعد نخاف عليه, لقد سرقنا و حطّمنا كل شيئ) ..
لقد دُمّر كلّ شيئ و نفذت الأموال و الأحتياطات, و بعْنا حتى المدفون في الأرض, و من يأتي بعدنا للحكم فليأتي لأننا مغادرون .. و نحن في غنىً عن ذلك بعد ما أمتلأت أرصدتنا و كثرت قصورنا و أملاكنا و عازمون بآلفعل على الرّحيل, لأن البقاء في الحكم بعد الآن غباء و هلاك بل هو الموت بعينه!؟
فماذا أنتم فاعلون؟
عزيز الخزرجي

محرر الموقع : 2017 - 03 - 27