صح النوم !!!!! واشنطن فاقت من سباتها لخلط الاوراق بخصوص الفساد المالي والاداري في العراق؟؟
    

 

 

 

من يظن ان الولايات المتحدة كانت غافلة عن الفساد المستشري في مؤسسات " الدولة العراقية المنخورة منذ عام 2003 فهو واهم ومن يظن ان واشنطن تحولت الى ملاك بريئ من كل الذي يحدث في العراق " فساد مالي " وفساد سياسي" " موت مجاني" من خلال المفخخات او بروز " داعش" على الساحة فهو واهم ايضا لان الولايات المتحدة نفسها اختارت معظم النماذج الحالية وشكلت منهم " العملية السياسية" الهجينة

 
 . مثلما تلعب على العراقيين في " حربها المزعومة ضد الارهاب" وكان اكبر دليل على ذلك مماطلاتها ومنذ الوهلة الاولى في تسليح الجيش العراقي رغم وجود اتفاقات ورغم المطالب التي تقدمت بها بغداد والتي وصلت " حد الاستجداء" مع الاسف الشديد باستثناء ارسال بضعة طائرات اف 16 للدعاية فقط وكان اول الذين قدموا لها الدعاية العبادي ووزير دفاعه العبيدي حين امتطيا احدى تلك الطائرات بعد وصولها الى احدى القواعد العسكرية في العراق لتصورهما كاميرات التلفزة في موقف مثير للسخرية والضحك
 
. ان معيار الاختيار الامريكي في عهد " اللص الكبير" بريمر الذي حكم العراق بعد الغزو والاحتلال كان ولايزال هو الاذعان لارادة المحتل والاقرار بما جرى تثبيته من بنود في " دستور الاحتلال المسخ" الذي يزعمون ان الشعب العراقي صوت عليه وهي كذبة لاتنطلي على احد فقد تم سلقه سلقا وتمريره من قبل الشلة الحاكمة بجميع اطيافها وهي التي لاتمثل بصدق اي طيف من العراقيين لانها مجردة من الحس الوطني كونها الحقت ضررا فادحا بالعراقيين جميعا وجلبت الاذى لهم دون تمييز فوزعت " العوز والشقاء والحرمان على الجميع" مثلما وزعت الثروات وامول الشعب على الكيانات فكلهم لصوص بامتياز وهم الذين تدربوا على يد اللص الاكبر بريمر الذي " نقلت " خلسة" في عهد حكمه البغيض " المليارات " من الدولارات بمروحيات جيش الاحتلال هي اموال العراقيين فكانت اول من " حصل على الخمس" قبل معممي المنطقة الخضراء وادعوا في حينها  انها فقدت .
 
 واخيرا استيقظت واشنطن من سبات اكثر من عقد من السنين لتسرب معلومات صحافية مفادها انها قدمت الى حيدر العبادي رئيس الحكومة ادلة ووثائق تدين العشرات من السياسيين العراقيين المتورطين بشبهات فساد مالي خلال سنوات مابعد الغزو وهي محاولة لها اهداف معروفة تاتي ضمن المخطط المرسوم لتاجيج الصراعات والتخلص من اشخاص محددين لانها لم تات بجديد فالعراقيون اكتشفوا اللعبة قبلها وادركوا وبالاسماء من هم الحرامية واللصوص خدم " ماما امريكا" التي فاقت من سباتها اخيرا لتتحدث عن " فساد مالي وفاسدين" في سلطة تحكم البلاد منذ عام 2003 هي من اختار قادتها وسلمهم " العراق " بعد الاحتلال
 
 . واشنطن قالت في تقريرها ان مسؤولين امريكيين سواء في الولايات المتحدة او في السفارة الامريكية في العراق قدموا قوائم الى العبادي تضم اسماء وزراء ونواب ومسؤولين كبارا عدد كبير منهم ينتمي الى الاحزاب" الشيعية " متورطون بملفات فساد مالي ضخمة خلال الاعوام التي اعقبت غزو القوات الامريكية للعراق في نيسان عام 2003
 
. وان القوائم وفق صحيفة المستقبل اللبنانية التي اوردت التقرير تتضمن ادلة تستند الى تحقيقات قام بها المفتش العام الامريكي تتضمن حركة امول مشبوهه جرت خلال السنوات الماضية وتحويلات جرت من بغداد الى عواصم عربية واجنبية. صحيح ان هناك لصوصا وسراقا استثمروا وجودهم في السلطة من اجل منافع شخصية او فئوية لكن ايضا هناك مسؤولية مباشرة تتحملها الولايات المتحدة بهذا الشان وفق القوانين الدولية منها ان المحتل يتحمل توفير الامن والحماية للبلد الذي يحتله فضلا عن حماية شعبه
 
. هذا لم يحصل بل ان واشنطن عملت على تدمير العراق واشاعة الفوضى الطائفية مستهدفة تقسيم البلاد وشعبها من خلال تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين عسكريين ومدنيين وفي مقدمتهم نائب الرئيس جو بايدن ورئيس اركان الجيش الامركي السابق اوديرنو وغيرهم فضلا عن تردد شائعات عن تدخل قيادات عسكرية امريكية في الموصل بالتنسيق مع عسكريين عراقيين دون التنسيق مع بغداد بهدف المشاركة في عملية تحرير الموصل وصولا الى الهدف الذي تسعى وراءه الولايات المتحدة الا وهو حصر تحرير المحافظة بايادي عراقية من طائفة محددة " تختارها القيادة العسكرية الامريكية " لاضفاء مزيد من الطائفية على الحرب التي يشنها العراق ضد الارهاب وفي المقدمة " داعش" صنيعة الاستخبارات الاجنبية.

 

كاظم نوري الربيعي

 

 

 

محرر الموقع : 2015 - 08 - 29